القائد والإمام والأمير أسد بن الفرات، فح جزيرتي قُسرة وصقلية، ومُصنف كتاب الأسدية ، كان رحمة الله يقول أنا أسد والأسد خير الوحوش وأبي فرات والفرات خير الماء وجدي سنان والسنان خير السلاح، هو المجاهد الصابر التقي النقي شيخ الإقتاء وقاضي القضاة وقاضي القادة البطل الشهيد ، ولاه زيادة الله بن إبراهيم قضاء إفريقية عام 203هـ .
فأقام في مدينة القيروان يقضي بين أهلها بالكتاب والسنة حتى جرج منها لغزو صقيلة وطرد الروم منها، ولما أمر زيادة الله بالاستعداد لغزو صقيلة صار بالخروج فكان زيادة الله يتغافل عن ذلك فقال أسد : “وجدوني رخيصًا فلم يقبلوني وقد أصابوا من يجري لهم مراكبهم من النواتية فما أحوجهم إلى من يجري سفتهم لهم بالكتاب والسنة “.
ولما رأى زيادة الله إصراره على الخروج مجاهدًا في سبيل الله أمره على الغزوة وعزم عليه في ذلك فقال أسد : ” أصلح الله الأمير من بعد القضاء والنظر في حلال الله تعالى وحرامه تعزلني وتوليني الإمارة ” فقال له زيادة الله إني لن أعزلك عن القضاء بل وليتك الإمارة وهي أشرف من القضاء وأبقيت لك اسم القضاء ، قائد أمير فخرج أسد على ذلك ولم تجتمع إمارة الحرب والقضاء في بلد إلا إفريقية إلا لأسد وحده .
خرج أسد على رأس جيشه في عشرة آلاف رجل منهم ألف فارس حملتهم 100 سفينة وخرج لتوديعه أهل العلم وجماعة من الناس، قد أمر زيادة الله إلا يبقى أحد من رجاله إلا شيعه وقد صهلت الخيل وضُربت الطبول، وفي طريقه لفتح صقيلة فتح جزيرة قُسرة بعد حصارها .
وفي صقيلة كان على رأس جنده لمقاتلة الروم الذين كانوا قد اجتمعوا حول صاحب صقيلة، ودار القتال في ميدان سمي باسم بلاطة فيما بعد وكان عدد الصقليون يفقون المسلمون في العدد والعدة فقد كانوا 150 ألف وكان أسد يحمل اللواء بيده والسيف بيده الأخرى وهو يدعو الله وحمل على الروم وحمل الناس معه وهُزم قائد الروم جُرح، واستولى المسلمون على عدة حصون من الجزيرة، وانتصر المسلمون على جيش الروم المحلي في صقيلة، وحاصر أسد سرقوسه ومات وهو محاصر لها وأكمل الفتح تلميذه محمد بن أبي الحواري، رحم الله القاضي الشهيد لما أصابت المسلمون مجاعة في صقيلة عرض أحد زعماءهم لأسد أن يرجع بالمسلمين فقال له ما كنت لأكسر عزوة على المسلمين، وفي المسلمين خير كثير.