يعد الصبر من أبرز الصفات التي تميز المؤمن الحق فالصبر على البلاء وعند المصائب والشدائد تظهر مدى قوة إيمان الشخص وتحمله، وقد ضرب لنا الأنبياء والرسل الكثير من الأمثلة عن الصبر على البلاء خاصة خلال فترة دعوتهم إلى دين الله عز وجل.
صبر الانبياء أثناء الدعوة إلى الله :
جميع الأنبياء والرسل تحلوا بصفة جيدة جدا وهي الصبر فقد وضع الله عز وجل الصبر في قلوبهم كي يتحملوا مشقة الدعوة إلى دين الله، ومن بين أهم الصور التي قد أظهرها لنا الأنبياء والرسل دلالة على الصبر ما يلي :
1- لقد صبر سيدنا نوح علية السلام في الدعوة إلى عبادة الله الواحد بين قومه مدة ألف عام إلا خمسين عام.
2- وقد صبر سيدنا إبراهيم عليه السلام على البلاء خلال دعوته إلى عبادة الله وقد صبر عندما قام قومه بجمع المزيد من الحطب كي يشعلوا النار به وكانت النار بردا وسلاما عليه بأمر الله عز وجل.
3- وكان نبي الله موسى عليه السلام من الأنبياء الصابرين فقد صبر على ما ألم به من أذى فرعون وجبروته وطغيانه.
4- كما أن لرسول الله إبراهيم وولده إسماعيل صورة أخرى من صور الصبر عندما حلم سيدنا إبراهيم بأنه يذبحه وأخبره بذلك الأمر، ليخبره إسماعيل أن يمتثل لأمر الله وسيجده من الصابرين المنفذين لأوامر الله عز وجل وقد امتثل سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل لأوامر الله عز وجل وبالفعل أقدم إبراهيم على ذبح نجله لينزل الله عز وجل كبش كبير ليكون جزاءا لهم بما صبروا على بلاء الله لهم وتنفيذ لأوامر الله.
5- كما صبر نبي الله عيسى عليه السلام على ما ألم به عندما وصفوه بني إسرائيل بالكذب وقد قوبلت دعوته لله عز وجل بالرفض بل وصل بهم الحال إلى محاولة قتله ولكن الله عز وجل قد كافئه على صبره ورفعه في السماء.
6- وعن خاتم المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد صبر على ما لاقاه من رفض في دعوته إلى الله عز وجل حيث قد تعرض للمعاملة السيئة من أهله وقومه بل واضطر لترك مكه والذهاب للمدينة خوفا على الدعوة كما صبر على وفاة جميع أولاده في حياته الذكور وأيضا البنات عدا فاطمة رضي الله عنها، كما مر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بالكثير من المصاعب طوال الرحلة الخاصة بالدعوة ولم يشكو إلى الله يوما وقد كان صابرا رغم كل شيء عسى أن يخرج من قومه مؤمنا.
قصة تبين صبر الانبياء ( أيوب عليه السلام ) :
لقد قدم نبي الله أيوب قصة لا مثيل لها في الصبر حيث أن صبر نبي الله أيوب عليه السلام حتى يومنا هذا قد أصبح مثل للصبر يحتذى به من قبل الكثير وعن قصة سيدنا أيوب مع الصبر فقد جاءت على النحو التالي:
1- كان نبي الله أيوب من أغنياء القوم مالا وولدا فقد كان له الكثير من الأموال والمنازل والأولاد فإبتلي في ذلك كله وفقده.
2- فقد أذهب الله عنه أمواله وبنيه ودوابه التي كان يمتلكها وقد كان من الحامدين لنعم الله ومن الشاكرين حتى ابتلاه الله عز وجل بمرض في جسده وقد قيل عن ذلك المرض أنه الجذام وقد أصيب به في سائر الجسم.
3- ولم يبقى لأيوب سوى قلبه ولسانه وقد ظل بهما من الشاكرين.
4- وقد اشتد البلاء بأيوب عليه السلام حتى طرد من البلد ولم يجد من يحنو عليه في تلك الظروف سوى زوجته.
5- وبعد سنوات عدة شفي أيوب مما كان يعاني ورد عليه الله أمواله وعوض عليه بالأبناء مرة أخرى جزاء بما صبر وحمد الله.