شمس الملوك جميل البارودي، ممثلة مصرية عرفها الجمهور بـ بشمس البارودي، اعلنت اعتزالها العمل بالتمثيل في عام، 1984 بعد عودتها من تأدية العمرة وارتدت النقاب ثم ارتدت الحجاب،  من مواليد 1945، درست في معهد الفنون المسرحية عامين ونصف، وبدأ العمل بالفن في عام 1961 وكان أول أدوارها مسلسل تليفزيوني بعنوان العسل المر، تزوجت من الأمير السعودي خالد بن سعود عام 1969م، وطلقا بعد 3 أشهر فقط، ثم تزوجت الممثل حسن يوسف عام 1972م  مثلت العديد من الأفلام، حظيت بشهرة فنية واسعة واقترنت بدايتها الفنية بأدوار الإغراء.

ظاهرة حجاب الفنانات في الثمانينيات

كثر الحديث في أواخر فترة الثمانينيات عن ظاهرة الفنانات المحجبات، وقيل في تفسير هذه الظاهرة في وقتها أن الجماعات الإسلامية كانت تدفع أموالا لهؤلاء الفنانات المحجبات مقابل اعتزالهن الفن وارتداء الحجاب، وما زاد من صدقية هذه الآراء أن بعض الفنانات اللائي اعتزلن الفن وارتدين الحجاب تحولن بقدرة قادر إلى داعيات إسلاميات يمتلكن وقتاً يَطللن فيه على الجمهور من خلال القناة الفضائية التي تتعاقد معها على تقديم البرنامج الذي ستقدم فيه وجبة دينية للجماهير.

غفل البعض عن أن معظم هؤلاء الفنانات المعتزلات فقدن مصادر دخولهن، ولم يصبح أمام أغلبهن إلا البحث عن مصدر دخل جديد، فماذا تفعل ، وما الذي تملكه من مهارة يمكنها استغلالها لتدر دخلا،  لا يوجد سوى الحوارات الصحفية المدفوعة التي تروى فيها خفايا وأسباب الاعتزال ، أو تتحول من خلال علاقاتها إلى نجمة برنامج تلفزيوني ديني ، وكان بعض الفنانات المعتزلات لا يجدن فرصة للدخل فيضطررن إلى العودة للفن والتمثيل مرة أخرى.

اعتزال شمش البارودي الفن وقرار أن لا عودة

لم تكن شمس البارودي مثل نجمات البرامج الدينية، ولا مثل اللائي رجعن للتمثيل، أو حتى اللائي نَحجن في اعتزال الأضواء والشهرة واكتفين بإدارة مشروعا يدر عليهن دخلا، كانت شمس البارودي ومعها هناء ثروت وشادية وغيرهن عدد محدود من الفنانات اللائي خرجن من عالم الفن ولم يعدن وقررن ألا يعدن تحت أي ضغط.

شكل ارتداء شمس للحجاب صدمة للبعض، إذ أن شمس التي نالت شهرتها من أدوار الإغراء هي التي تقرر الاعتزال وارتداء الحجاب، لقد كان يراودها إحساس دائم بعدم الشعور بالراحة النفسية ، وفي الثمانينات ذهبت لأداء مناسك العمرة مع والدها وبعد عودتها قررت بشكل نهائي القطيعة مع الفن، و تعلن تبرؤها من جميع أعمالها التي بلغت أكثر من 41 عملا سينمائيا وتلفزيونيا، مازالت تعرض بين فترة وأخرى.  

قصة توبة شمس البارودي التي حاربها البعض

لقد اعتزلت منذ ما يقرب من 34 عاما وارتدت النقاب، ولم تفلح الإغراءات المادية التي عرضت عليها والمضايقات والاتهامات التي تعرضت لها طوال هذه الفترة عن اثنائها عما بدأته.

ويعرض كتاب ” الفن الواقع والمأمول.. قصص توبة الفنانات والفنانين ” ، قصة توبة الفنانة شمس البارودي واعتزالها الفن وارتدائها الحجاب، والتي يدعي الكتاب أنها روتها هي في الكتاب الذي نسب لها ” رحلتي من الظلمات إلى النور “.

وفيه تكلمت عن نشأتها، وبداية عملها بالتمثيل وهي طالبة بمعهد الفنون المسرحية، وأنها كانت تشعر بداخلها برفض العمل والاستمرار فيه، إذ كان  يمر عامين أو ثلاثة بين العمل والأخر لأنها كانت مترددة في الاستمرار بالتمثيل.

ويكمل الكتاب على لسان شمس البارودي، أن هذا الوضع استمر حتى شعرت أنها لا تجد نفسها في هذا العمل، وأن جمالها يُستغل في عملها بالتمثيل، وعندها بدأت ترفض بعض الأدوار التي كانت تركز دائما على جمالها .

بدأت شمس البارودي تشعر برغبة في ارتداء الحجاب، والمواظبة على قراءة القرآن الكريم، ففعلت وقررت أداء العمرة، واستحسنت شكلها في ثياب العمرة دون أن تضع على وجهها مساحيق التجميل، وبعد رحلة العمرة تلك مع والدها كان القرار لا رجعة فيه لا عودة للتمثيل وسأرتدي الحجاب  .