حديث فضل الذكر من صحيح مسلم هو أحد الأحاديث القدسية عن رب العزة من صحيح مسلم التي تتحدث عن فضل مجالس الذكر والتي أخبرنا بها النبي صل الله عليه وسلم ليبين لنا فضل هذه المجالس حتى وإن كنت عبدًا خطاء فلا تفوت مجالسة الصالحين من أهل الذكر الذين تحفهم الملائكة وتنقل خبرهم إلى السماء. مع بيان فضل الذكر والفرق بين الدعاء والذكر وأيهما أفضل.

حديث فضل الذكر من صحيح مسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صل الله عليه وسلم قال : “إن لله تبارك وتعالى ملائكة ، سيارة فضلًا، يبتغون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكر، قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضًا بأجنحتهم، حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا انصرفوا عرجوا وصعدوا إلى السماء، قال : فيسألهم الله – عز وجل- وهو أعلم بهم : من أين جئتم ؟، فيقولون : جئنا من عند عباد لك في الأرض، يسبحونك ويكبرونك، ويهللونك ويحمدونك، ويسألونك، قال : وما يسألوني ؟ قالوا : يسألونك جنتك، قال : وهل رأوا جنتي ؟ قالوا : لا أي رب، قال : فكيف لو رأوا جنتي ؟ قالوا : ويستجيرونك، قال : ومم يستجيروني ؟ قالوا : من نارك يا رب، قال : وهل رأوا ناري ؟ قالوا : لا، قال : فكيف لو رأوا ناري ؟ قالوا : ويستغفرونك، قال : فيقول : قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا، قال : يقولون : رب فيهم فلان عبد خطاء، إنما مر فجلس معهم، قال : فيقول : وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم”.

ما هو الذكر


الذكر هو : الثناء على الله عز وجل بجميل صفاته وأسمائه وهو غير الدعاء لان الدعاء فيه من سؤال الحاجة فلا يقع من ضمن الذكر،

ما هو أفضل الذكر

أما أفضل الذكر  : هو ما اجتمع عليه القلب واللسان، وغن كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده، لان ذكر القلب فيه ما يبعث على الحياء ومخافة الله تعالى، ويدعوك لمراقبة أفعالك فيمنعك من التقصير في العبادات والطاعات، ويمنع عنك التهاون في فعل المعاصي واللسان فهو رقيب على جوارحك، أما ذكر اللسان وحده لا يأتي بهذه الآثار، بل يعد من الترديد والحفظ.

الدروس المستفادة من الحديث :
يوضح لنا الحديث القدسي مدى رحمة رب العزة بعباده وحبه لهم فمجرد ذكره والجلوس من أجل هذا عبادة الله وذكره كفيل برحمتهم من عذاب النار ودخولهم الجنة، حتى وإن كنت عبدًا خطاء تنالك رحمة الله بمجالسة الصالحين فقد قال الله عنهم “هم القوم لا يشقى بهم جليسهم” لذلك يجب على كل مسلم ومسلمة اتباع مجالس الذكر الصالحة والعبادة وترك مجالس الفسق والنميمة التي لا فائدة منها.

 فقد أوضح الله لنا من خلال هذه الكلمات العطرة أن المغفرة من الذنوب والعتق من النيران يكون طريقه الذكر والاستغفار والخوف من النار مع عدم رؤيتها، والرجاء والأمل في الجنة.

وكذلك حث أولادنا وبناتنا على مجالسة الصالحين من أهل العلم والاقتداء بهم في حياتنا والبعد عن مجالس اللهو فالتربية السليمة هي أساس الأسرة السليمة والوطن السليم.