يعرف مفهوم الربا في اللغة بأنه هو تلك الزيادة عن الأصل ، حيث أن الأصل في الربا هو الزيادة بأي صورة سواء كانت زيادة بنفس الشيء أو بشيء أخر مقابل له مثل أن يكون الدرهم بدرهمين وأما بالنسبة لمفهوم الربا في الشرع فهو مفهوم يعني الزيادة في تلك الأشياء المخصومة أي الزيادة على الدين الأساسي في مقابل الأجل مطلقاً أي ما يعني زيادة مدة السماح لإرجاع الدين وإعطاء مدة أخرى في مقابل زيادة قيمة الدين الأساسية ويوجد للتعامل الربوي أو للربا نوعان أساسيان وهما ربا الفضل و ربا النسيئة.
نشأة الربا
:- كانت بداية التعامل الربوي عند اليهود ، حيث أنه من المعروف عبر التاريخ أن اليهود عبر الأزمنة المختلفة هم أول من تعاملوا بالربا أي الفائدة حيث أن الربا هو من المحرمات في الديانة اليهودية ولكن لكى يحتالون اليهود على مفاهيم دينهم وحتى يأكلوا الربا ويستمرون في الاتجار بالتعامل الربوي فقد قاموا بقصر تحريم التعامل الربوي فيما بينهم هم كيهود فقط وأحلوا التعامل بالربا مع غير اليهود حتى أنه في أيام الجاهلية كان قد انتشر التعامل الربوي بشكل كبير ، حيث أنه لو كان هناك رجلاً لديه ديناً على رجل أخر فأنه يأتي إليه ليطالبه بسداد الدين إليه في ميعاد استحقاقه أي يطلب منه أن يقضى دينه أو يزيده فإذا قضاه فقد قضى الدين و إذا لم يقضيه فقد زادت قيمة الدين عليه .
أنواع التعامل الربوي
:- يوجد للربا العديد من الأنواع ومنها :-
أولاً :- ربا الديون :- وهو ذلك النوع من التعامل الربوي الذي قد جاء تحريمه في القرآن الكريم حيث أن معنى ربا الديون أي الزيادة في الدين أي في قيمة الدين ألأساسية في مقابل أن تتم زيادة الأجل الخاص بالدين أي مدة استحقاق الدين حيث أن ذلك النوع بالأخص كان من أنواع الربا شديدة الانتشار بين العرب في الجاهلية ومن المعروف أنه قد عادت إليه البنوك أي أنها عادت إلى تطبيقه من جديد في عصرنا الحالي حيث أنه من أشهر أنواع التعامل الربوي وأشدها قبحاً واستغلالاً .
ثانياً :-ربا البيوع :- هو أحد أشكال التعامل الربوي والذي تتم به عملية بيع الأموال الربوية بعضها ببعض وهو نوعان :-
النوع الأول :- ربا الفضل :- وهو ذلك النوع من الربا والذي هو يعني الزيادة في واحد من إحدى العوضين عن الأخر وذلك يتم في حالة بيع المال الربوي بمال ربوي أخر من نفس جنسه مثل أن يتم بيع الذهب بالذهب حيث أنه لا يجوز أن يتم بيع الذهب بالذهب إلا في حالة أن يكون متساوي القيمة أي أن قيمته متماثلة ، حيث أن أي زيادة في قيمة إحدى الكافتان تجعل عملية البيع تلك تتحول إلى عملية ربوية لأن عملية البيع غير متساوية القيمة أي أن هناك واحدة تزيد عن الأخرى .
النوع الثاني :- ربا النسيئة :- وهو أحد أنواع التعامل الربوي والقائم على فكرة أن يتأخر عملية القبض لواحد من العوضين في عملية بيع الأموال الربوية حيث تكون في هذه الحال تم بيع مال ربوي بمال من غير جنسه مثل أن يتم عملية التفاضل أي تلك العملية من زيادة ونقص وذلك بسبب اختلاف الجنس ولكن لا يجوز فيها أن يتم تأخير قبض واحد من العوضين .
اسباب تحريم الربا
:- أن التعامل الربوي بين أفراد المجتمع يؤدي إلى انقطاع المعروف بين الأفراد حيث أنه سيلغي فيما بينهم مع الوقت مبدأ التكافل إلهام في الإسلام والذي من ضمن أهدافه تكاتف المجتمع وتماسكه حيث أنه سيكون اعتماد الأفراد الأكبر في المجتمع على حل مشاكلهم المالية هو القروض الربوية وغيرها من التعاملات الربوية و من هذه الأسباب :-
أولاً :- تمكين الغني من الفقير :- حيث أنه في الغالب ما يكون الشخص المقرض غنياً ولديه أموال كثيرة وبالتالي يكون المستقرض فقيراً فأن تم إجازة التعامل الربوي فهذا معناه أن الغني تمكن من الفقير وأستغل حاجته للمال في التحكم فيه وأخذ أموالاً منه أكثر من مبلغ الدين الأساسي لجني الربح .
ثانياً :– يعمل الربا على ازدياد نسب الفقر في المجتمع ، حيث سيغني الغني أكثر ويزداد الفقير فقراً مما يساهم في نشر الكراهية والحقد بين أفراد المجتمع وستزيد الفوارق الاجتماعية فيما بينهم .
ثالثاً :- يمنع الربا الناس من الاشتغال والكد والعرق وبذل الجهد الحقيقي حيث أن المرابين سيعتمدون على إقراض الناس بالربا وبالتالي تحقيق العائد المادي دون جهد أو عمل .