لم يحرم الله شيء على الإنسان ألا وكان له الكثير من الأضرار عليه ، ومن الأشياء التي حرمها الله على الإنسان الربا ، وقد حرم الله الربا لما به من أثار سلبية على الإنسان والمجتمع ، فيعتبر الربا مخاطرة كبيرة بالأموال وهو يؤثر على أقتصاد البلاد ، كما أن الربا يشعل نار الفتنة والكراهية بين الناس ويجعلهم يبغضون بعضهم البعض ، وغيرها العديد من الأضرار والآثار السلبية التي يسببها الربا للفرد والمجتمع .
تعريف الربا
: تعني كلمة ربا في اللغة العربية ” الزيادة ” فقال تعالى (فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) ، وقال سبحانه وتعالى: (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ) ، ومعني ذلك أن الربا هو زيادة الشىء سواء كان بشىء أخر أو بنفس الشىء ، بمعنى تبديل الدرهم بدرهمين او جرام الذهب بجرامين أو غير ذلك .
متى بدأ التعامل بالربا
: بدء الربا منذ قديم الازل فقد تعامل اليهود به منذ أقدم العصور ، وكانوا لا يتعاملون بالربا مع بعضهم البعض ولكن كانوا يتعاملون به مع أصحاب الدينات الأخرى ، وقد أنتشر الربا في أيام الجاهلية وكان يتم التعامل به كثيرا فكان هو التجارة الرئيسية عند الكثير من الناس .
أنواع الربا
ربا الدين :- هو من أكثر أنواع الربا انتشاراً وهو الربا الذي تم تحريمه في القرآن الكريم ،وانتشر هذا النوع من الربا منذ أيام الجاهلية ومازال منتشرا حتى الان حيث تتعامل به البنوك ، ومعني هذا النوع من الربا أنه يتم الزيادة في الدين كلما طال أجل سداد هذا الدين .
ربا البيوع:- وهذا النوع من الربا يعني بيع أي شيء بمثيله أو بشىء يختلف عنه ولكن بزيادته وينقسم هذا النوع من الربا إلى نوعين وهما ربا الفضل وربا النسية
ربا الفضل:- ويعني أن يتم البيع أو المبادلة على بديلين من نفس النوع مع زيادة أحد العوضين عن العوض الأخر ، وهذا النوع من الربا منتشر حاليا في البنوك حيث أن البنك يقوم بإعطاء قرض مقابل تسديده بعد مدة معينة مع أضافه نسبه أرباح على الأموال التي تم أقتراضها وتزيد هذه الأرباح كلما طالت مدة السداد .
ربا النسية :- ويقصد به مضاعفه القيمة ، وهذا النوع منتشر بكثرة ، وومثل على ذلك أذ إعطى شخص لشخص آخر خمسون دينار فيكون على الأخر أن يردوهم بعد فترة زمانية محددة مائه دينار .
تحريم الربا : حرم الله الربا تحريما شديدا وتوعد في القرآن الكريم لكل شخص يتعامل به، فذكر الربا في الكثير من الأيات القرآنية يدل على شدة حرمانية التعامل به فقال سبحانه وتعالى ( وأحل الله البيع وحرم الربوا) (يمحق الله الربوا ويربي الصدقت)(يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربوا إن كنتم مؤمنين*فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) وفي هذه الأيات الكريمة يحذر الله المؤمنين من التعامل بالربا ويتوعد لكل من يتعامل به بعدم المباركة له في أمواله ، كما انه سيجد غضباً شديداً من الله تعالى والرسول صلي الله عليه وسلم .
أسباب تحريم الربا
: حرم الله الربا للعديد من الأسباب ومنها ، أن الربا يقطع الود والمحبة بين الناس فعندما يعطي شخص أموال لشخص آخر على أن يعيد الأخر الاموال بنفس قيمتها يزيد ذلك من الحب وخلق جو من الألفة بين الناس أما عند حصول الشخص على فائدة مادية فأن ذلك يزيد من الشعور بالكراهية والحقد بين الناس ، الربا يزيد صاحب المال غنى ويزيد المحتاج إلى المال فقرا فالمحتاج يلجىء الى الربا لسد حاجته لذا فهو غير قادر على سد الأموال بزيادة الفوائد عليها كما يزيد في الفروقات بين طبقات المجتمع ، يحصل صاحب الأموال على الكثير من الأموال دون تعب أو جهد والله يحب كل أنسان يعمل من أجل جلب الرزق الحلال .
البديل الإسلامي للربا
: يوجد بديل شرعي لم يحرمه الله بدلا من الربا وهو وجود مؤسسات تمولية يشارك فيه الشخص بأمواله على أن يتم أستخدام هذه الأموال في تجارة حلال ويأخذ الشخص أرباحه من الأموال حسب المكسب أو الخسارة بشرط عدم تحديد المكسب مسبقاً .