فترة الحيض من أصعب الفترات التي تمر بها جميع النساء ،و خلالها تتحمل الكثير من الآلآم و تعاني من الكثير من التغيرات ،و يدور في ذهن المرأة الحائص الكثير من الأسئلة خلال هذه الفترة و أغلبها تتعلق بالدين ،و لعل من أبرزها هل يجوز للحائض دخول المسجد ..؟ هل يجوز للحائض قراءة القرآن الكريم ..؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستجدها عزيزي القارئ خلال السطور التالية لهذه المقالة فقط تفضل بالمتابعة .
أولاً هل يجوز للمرآة أن تدخل المسجد أثناء فترة الحيض ..؟ أغلب السيدات تعودن على الذهاب إلى المسجد لحضور الدروس و لكن هل يجوز ذلك خلال فترة الحيض ..؟ قد أوضح موقع ابن باز أنه فيما يتعلق بذهاب المرآة الحائض إلى المسجد لكي تستمع إلى الدروس أو المحاضرات الدينية أنه من الممكن أن تجلس بمكان قريب من المسجد لكي تسمع منه الدرس أو المحاضرة ،أو إن كان هناك مكان بآخر المسجد يمكنها ذلك و لا يجوز لها أن تدخل المسجد فلا يجوز و استند في ذلك إلى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لا أحل المسجد لحائض و لا جنب ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم كما أستند أيضاً إلى موقف آخر ،و هو عندما طلب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تحضر له الحصيرة من داخل المسجد ،و كان رد السيدة عائشة رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنها حائض ،و عندما قالت ذلك قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن حضيتك ليست في يدك ) و أمر الرسول صلى الله عليه و سلم السيدة عائشة أن تعبر لكي تحضر الحصيرة من المسجد ،و أكد الموقع أن دخول المسجد بالنسبة للمرآة الحائض أو الجنب يجوز ،و لكن لا يجوز لها أن تمكث أو تظل في المسجد لفترة طويلة و لذلك من الأفضل أن للمرآة خلال فترة الحيض إن ارادت الإستماع إلى الدروس أو المحاضرات التي تلقى في المساجد إن وجدت مكان خارج المسجد أو بجواره لكي تستمع منه ،و ذكرنا الموقع أيضاً بحالة واحدة للجنب يسمح فيها بدخول المسجد ،و هي عابري السبيل و استند في ذلك إلى الآية من سورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم ” و لا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ” صدق الله العظيم .
ثانياً هل يجوز للمرآة الحائض تلاوة القرآن الكريم ..؟ القرآن الكريم شفاء الصدور من الهم و الحزن و الضيق ،و و من أهم ما يدور في ذهن المرآة الحائض هل يجوز لمس القرآن الكريم خلال فترة الحيض ..؟ كان موقع ابن باز قد بين أن الفقهاء ،و أهل العلم دارت بينهم الكثير من الإختلافات فيما يتعلق بذلك فبعض منهم يرى أن تلاوة القرآن الكريم للمرآة الحائض لا تجوز ،و أن هذه المرآة شأنها شأن المرآة الجنب و هنا استندوا إلى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم بشأن الجنب أنه لا يجوز لهم قراءة القرآن الكريم و ذلك لأن الجنابة تعد حدث أكبر و بناء على ذلك قال بعض أهل العلم أن المرآة أثناء فترة الحيض ،و أثناء النفاس لا يجوز لها قراءة القرآن الكريم حتى تتطهر و استندوا في ذلك أيضاً إلى حديث عن ابن عمر رضي الله عنه لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن رواه الترمذي … ،و ذهبت مجموعة آخرى من العلماء و الفقهاء إلى أنه يمكن للمرآة خلال فترة الحيض أن تقوم بتلاوة القرآن الكريم ،و كذلك المرآة خلال فترة النفاس ،و لكن تكون التلاوة عن ظهر قلب و أوضحوا لنا أن المدة التي تقضيها المرآة خلال النفاس أو الدورة الشهرية طويلة مقارنة بالمرآة الجنب فالحيض و النفاس يستمروا لأيام طويلة حتى تتطهر المرآة بينما الجنب فمدته قصيرة و بعد قضاء الحاجة يقوم الشخص بالإغتسال و ينتهي الأمر و هذه المجموعة من الفقهاء و العلماء كانوا قد أشاروا إلى إن الحديث الذي استند إليه الفريق الذي أشار إلى أن تلاوة القرآن للجنب و الحائض لا يجوز حديث ضعيف ،و السبب الذي جعل أهل العلم يضعفوا هذا الحديث أنه جاء عن رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين و أوضحوا أن الرواية عنهم ضعيفة .. ،و نستخلص من ذلك إلى أن المرآة الحائض و النفساء يمكنها أن تقوم بتلاوة القرآن الكريم ،و لكن عن ظهر قلب و بذلك من الممكن أن تقرأ الطالبات أثناء فترة الدراسة القرآن الكريم و كذلك المعلمة أيضاً يمكن قراءة القرآن الكريم ،و لكن دون مس المصحف آي تقرأ عن ظهر قلب و لمن هي بحاجة إلى أن تقرأ القرآن من المصحف الشريف فيجوز لها ذلك ،و لكن بالإعتماد على حائل سواء إن كانت قفاز اليد أو غيره من الحوائل .