القرآن الكريم جنة القلب فتلاوته شفاء و راحة من كل داء و كرب ،و لذلك يحرص المؤمنين جميعهم على عدم هجر القرآن الكريم .. و ينشغل بالهم أيضاً بكافة الأمور و الأحكام الشرعية التي تتعلق بآداب التعامل مع المصحف الشريف ،و ما يخص مس المصحف الشريف ،و تقبيله عند سقوطه من مكان مرتفع أو تقبيله من باب المحبة و التعظيم .. و خلال السطور التالية لهذه المقالة سوف نوضح عزيزي القارئ مجموعة من آداب التعامل مع المصحف الشريف ،و كذلك حكم تقبيله .
أولاً نبذة عن آداب التعامل مع المصحف الشريف .. يجب أن يلتزم بآداب التعامل مع المصحف الشريف فعلينا جميعاً تجبيله ،و تعظيمه ،و نتذكر هنا قول المولى عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ” ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ. ” صدق الله العظيم .. و في آية آخرى يقول تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ” صدق الله العظيم فيجب علين جميعاً صيانة المصحف الشريف و المحافظة عليه ،و أن نضعه في مكان يتميز بالنظافة و الطهارة ،و لا نقوم بوضع شياً فوقه و ألا نجعله عرضة ليد الأطفال الصغار بل يجب المحافظة على أوراقه ورونقه دائماً و علينا أيضاً تعليمهم طرق المحافظة على المصحف الشريف ،و من الضروري عدم هجر المصحف ،و المداومة على القراءة به ،و لا يجب أن نضعه على الأرض مباشرة و أما إن كان وقت سجود التلاوة فقد بين ابن باز أنه يمكن وضع المصحف على الأرض لقضاء سجود التلاوة ،و لابد أن تكون طاهرة لقضاء ،و حالة وجود شيء مرتفع نضعه عليه أو يمكن أن نقوم بأعطائه لأحد الأشخاص الموجودين بجوارك حتى تنتهي من السجود ،و من ثم تعود لتأخذه منه،و علينا أيضاً أن نلزم الطهارة قبل مسه ،و نتذكر هنا قول المولى عزوجل بسم الله الرحمن الرحيم ( لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ ) صدق الله العظيم و كان قد أكد موقع الإمام بن باز رحمه الله أنه لا يجوز للمسلم أن يمسك المصحف دون أن يتوضأ .
ثانياً ما هو حكم تقبيل المصحف الشريف …؟ تبجيل المؤمن للمصحف و تقديسه ،و تعظيمه أمر جميل لا شك في ذلك ،و لكن البعض يقومون بتقبيل المصحف الشريف سواء إن سقط من فوق مكان مرتفع أو عند مسكه و فيما يتعلق بتقبيل المصحف كان ابن عثمنين قد أوضح أنه بدعة ،و ليس من السنة أي أنه لم يكن موجوداً عهد رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،و لمن كان في نيته عندما يقوم بتقبيل المصحف التعظيم لكلام المولى سبحانه و تعالى بين ابن عثمنين أنه لا يشك أن من يفعل ذلك سيأجر على ما فعله و كان موقع الإمام ابن باز رحمة الله عليه قد بين فيما يتعلق بحكم تقبيل المصحف عند سقوطه من مكان مرتفع أنه لم يجد دليلاً يفسر لنا أن هذا الأمر مشروعاً أم غير مشروع ،و لكن الأشخاص الذين يقومون بتقبيل المصحف لا بأس و لا حرج عليهم فقد كان يروى أن الصحابي ” عكرمة بن أبي جهل ” كان يقوم بتقبيل المصحف ،و ذلك لأنه كان يقول أنه كلام الله سبحانه و تعالى و من هنا نتوصل إلى إن ابن باز أوضح عدم مشروعية تقبيل المصحف الشريف لغياب الدليل على شرعية ذلك الأمر ،و لكنه أوضح أن الشخص الذي يقبل المصحف الشريف عندما يسقط سهواً من يده أو من فوق مكان مرتفع من باب الإجلال و التعظيم فلا حرج عليه .