قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر» ظهرت العادة عندنا في البلاد العربية تقبيل يد الأهل والأقارب من هم في سن كبير وكذلك توقير الشيوخ والعلماء وتقبيل أيديهم فهل هذا يأتي في سياق الحديث من التوقير للكبير واحترامه أم يخالفه.
حكم تقبيل اليد:
وقد حثنا الإسلام على احترام الكبير وتوقيره بالأعمال والأقوال وليس بالأقوال فقط ونهانا عن عدم الاستخفاف به، فقد روى المنذر عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام وذو العلم وإمام مقسط»، وقد جاء من سبيل التوقير تقبيل أيديهم والجلوس بين أيديهم احترامًا لهم، وهو إن قام به البعض على غير العادة فلا حرج فيه.
وقد ذهب جمع من أهل العلم على كراهته خاصتًا إذا صار من العادة، إما إذا تم فعله في بعض الأحيان عند لقاء عالم أو شيخ أو أحد ذو مكانة علمية فلا حرج في ذلك، لكن العلة في الاعتياد، كما حرمه بعض أهل العلم إذا صار في حكم العادة عند اللقاء، أما فعله في بعض الأحيان فلا حرج فيه، أما وضع الجبهة على اليد كوضع السجود فهو محرم ويطلق عليه بعض العلماء السجدة الصغرى وهو لا يجوز لما فيه من وضع الجبهة على يد أنسان سجودًا عليها، إنما التقبيل على غير العادة هو المسموح به.
الأحاديث التي وردت في تقبيل اليد:
وقد ورد عن النبي صل الله عليه وسلم أن بعض الصاحبة قاموا بتقبيل يده ورجله ولكن ليس على سبيل العادة وهو ما يكره أو يحرم، أما في مسألة الانحناء تعظيمًا وتوقيرًا للغير فهو لا يجوز نهائيًا، لأن الانحناء كالركوع، والركوع من العبادة، ويخشى أن يكون من الشرك إذا قُصد به التعظيم.
وروي عن النبي صل الله عليه وسلم أنه سئل، قيل: يا رسول الله الرجل ألقى الرجل فهل أنحني له؟ قال: لا، قال: فهل ألتزمه وأقبله؟ قال: لا، قال: فهل آخذ بيده وأصافحه؟ قال: نعم، وهو حديث ضعيف لكن ينبغي العمل به كما يرى فضيلة الإمام ابن باز لان الشواهد الكثيرة تشهد له بالمعنى.
رأي سماحة الشيخ ابن باز في حكم تقبيل اليد:
قال: ترك التقبيل أفضل لأنه ليس من عادة السلف التقبيل، السلام والتحية والمصافحة المرأة مع المرأة أو مع محارمها من الرجال، أو مع محارمه من النساء، المصافحة كافية وإن قبلت المرأة رأس أبيها فلا بأس، طيب كانت فاطمة إذا دخلت على النبي صل الله عليه وسلم قبلته وأخذته بيده وهو كذلك، أما تقبيل أيدي الناس للتعظيم، أو لأنه كبير السن، أو لأنه عالم فترك هذا أفضل.