حفل القرآن الكريم بالعديد من القصص عن أشخاص عبدوا الله و أثروا فيمن حولهم ، و آخرين تجبروا و تكبروا على الدعوة للحق ، و انتقم منهم الله جل و على شر انتقام .
أشهر جبابرة القرآن
قارون
كان قارون أحد أبناء آل فرعون ، ذلك الرجل الذي ذكر في قصة موسى ، و الجدير بالذكر أنه قد ذكر في بعض القصص التاريخية على أنه أحد الأشخاص من بني إسرائيل ، ذلك الرجل الذي تكبر و تجبر و افتخر بكنوزه التي يملكها ، فقيل أن مفاتيح خزائنه لم يكن يقدر على حملها سوى ثلاثة رجال أشداء ، فماذا عن دواخل هذه الخزائن ، و يقال أن هذا الرجل كان كثير الفاحشة ، عظيم التجبر ، و قد ذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) {سورة غافر} ، ذلك الرجل الغني الذي تجبر لدرجة أنه أتى بامرأة عاهرة لتقف أمام بني إسرائيل و تقول أنها قد زنت مع موسى عليه السلام ، و كان عاقبة ذلك الرجل المتكبر أن خسفت به الأرض هو و من معه ، و يقول ابن كثير أن قارون قد خسفت به الأرض إلى الأرض السابعة ، و يقال أن قصر قارون كان في منطقة الفيوم بمصر .
سيدنا موسى عليه السلام قد امتلئت بالجبابرة من بين أغلب قصص الأنبياء المذكورة ، ذلك الرجل الذي وصل جبروته إلى أقصى الحدود ، فلم يتكبر على أنبياء الله فحسب ، و إنما تكبر على عظمة و جلالة الله فقال أنا ربكم الأعلى ، فكانت عاقبته العديد من المصائب ، إلى أن وصل الأمر إلى واقعة شق البحر الشهيرة ، و غرق فرعون أمام جنوده في البحر ، و ذلك اعتمادا على قوله جل وعلى ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين ) {سورة يونس – 90}.
النمرود ، ذلك الرجل الذي كان أحد الملوك في السابق ، و كان أحد من قابلوا إبراهيم عليه السلام ، و بينما يمر على القوم ليسألهم من ربكم ، فيردوا عليه أنه هو ربهم ، فإذا به يصل إلى إبراهيم ليسأله من ربك فيرد عليه ربي الذي يحيي و يميت إلى آخر القصة ، لتكون نهاية تجبر ذلك الرجل بعوضة دخلت في أنفه ، و تسللت إلى دماغه ليموت ضربا بالنعال حسب ما تروى الآثار التاريخية ، و قد ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) {سورة البقرة – 258} .