” الأطفال لديهم آليات بنيت لمنعهم من إضاعة الوقت على الأشياء التي ليس لديها كميات كافية من قيم التعلم ” .
شعور الرضيع بالملل وكيفية مساعدته على تخطي الأمر
كونك أحد الوالدين لطفل رضيع يمكن أن يجعلك تلاحظ في بعض الأحيان وجود مساحات من الملل العميق لدى الرضيع، وملاحظة أنه يمكن للرضع حرفيا قضاء ساعة يلعبون في أصابعهم أو يضربون في زرافة محشوة علقت فوق سريرهم الصغير، وكثيرا ما تجعل هذه الأشياء الخروج لتناول العشاء مملة، إلا أن الشيء المؤكد هو أن الأطفال الرضع لا يشعرون بالملل الذي يشعر به البالغين أو حتى الأطفال الكبار .
خبراء الأطفال
يقول خبير الأطفال الدكتور سيليست كيد : ” لدى الأطفال آليات بنيت لمنعهم من إضاعة الوقت في أشياء لا تتوفر فيها كميات كافية من قيم التعلم، الأمر الذي يمكن أن يجعلك تفكر أن هذا نوع من أنواع الملل ” .
وقد لاحظ كيد أن الطفل هو في الأساس آلة للتعلم، فالأطفال يستكشفون باستمرار ويبحثون عن تجارب جديدة لجمع المزيد من المعلومات حول عالمهم، لذا فإن مللهم ليس نوع من أنواع الكسل، ولكن وظيفة من الاكتشاف الفعال، يقول كيد : ” ما يعنيه ذلك هو أن الأطفال الرضع يواجهون شيئا يعرفونه بالفعل عن كل شيء، ثم يفقدون الاهتمام به ويرغبون في العثور على شيء آخر “، لذا فإن المشكلة تظهر عندما لا يمكن العثور على شيء آخر يهتمون به .
الفرق بين ملل الأطفال والمراهقين
خلافا لمشاكل الملل الخاصة بالمراهقين العاديين، فإن الأطفال الرضع لديهم دوافع طبيعية للعثور على شيء جديد ومثير للاهتمام، وبحلول الوقت الذي يكونوا فيه قادرين على الزحف، فإنهم سوف يستكشفون بسعادة البحث عن أشياء جديدة للمس، والتذوق، إلا أن الرضع الأصغر سنا يتحركون وفق ما يحركهم إليه آبائهم .
يقول كيد : ” بالنسبة للرضيع فهو أحيانا يراقب شيئا ما يحدث لكي يتعلم ويستكشف، ولكن إذا كنت تحتفظ بالأشياء في نفس المكان فإن هذا يمكن أن يدفعه إلى الملل ” .
قوانين الرعاية في الدول المتحضرة
ولعل ما ذكرناه سابقا هو السبب في أن العديد من الدول لديها قوانين للرعاية اليومية الخاصة بالأطفال الرضع، والتي تذكر كم من الوقت يمكن للطفل الرضيع بأن يظل على السرير، حيث أن عدم السماح له بالاستكشاف ليست فكرة جيدة، وتؤدي إلى شعور الطفل بالملل، والتي سوف تترجم في نهاية المطاف إلى البكاء، وإذا تواجد طفل في نفس المكان وقتا طويلا، فإننا نلاحظ أنه يمد يده وذراعيه لإعطاء إشارة أنه يريد استكشاف شيء يهمه، ولكن في حالات الإهمال الكبير لرغباته، فقد تختفي هذه العلامات أيضا ببساطة، ولكن هذا من غير المرجح أن يحدث خلال رحلة طويلة على الطريق على سبيل المثال .
علاج الملل عند الأطفال الرضع
لحسن الحظ أن الأطفال الرضع لم يشهدوا إلا القليل جدا من العالم، لذا فإن علاج الملل يكون سهل جدا بالنسبة إليهم، والذي يتمثل في مجرد إعطاءهم شيئا يكون جديد ومثير للاهتمام، ومع ذلك هناك بعض المبادئ التوجيهية حول هذا الأمر، على سبيل المثال : إعطاء طفل شيء جديد تماما يكون معلوماته عنه صفر لا يكون شيء محبب لهم تماما، ويوضح كيد ” أشياء مثل الملاعق، أو الكؤوس أو الصحون الخشبية تكون جيدة لهم، تلك الأشياء التي يكون لديهم بعض الخلفية عنها ولكنهم لا يفهمونها تماما ” .
استنتاجات
ولعل ما ذكرناه يبين سبب انجذاب الأطفال الرضع إلى مفاتيح السيارة العادية، والتي تكون رائعة بشكل خاص بالنسبة إليهم، حيث أنهم يكونوا قد رأوا أحد الوالدين يبحث عنها، ويحملها ويستخدمها، ولكن الطفل لا يستطيع أن يجزم في الواقع عن ماهيتها، مما يجعل استكشافها عامل محفز له للغاية، ولكن يمكن تحقيق نفس التأثير من خلال تسليم الطفل القدح الذي يستخدمه أحد الوالدين بانتظام، والذي لم يستطع الطفل حمله واللعب به من قبل .
ويقول كيد، هناك أم اكتشفت هذه المعرفة، واستخدمتها لتطوير تعاملاتها مع طفلها عندما يصيبه الملل، لاسيما أثناء سفرهم، حيث قامت بجمع عدد من ألعاب الطفل العادية والمعتادة وقامت بتزيينها قليلا بشرائط وزينة ملونة، وحملتها أثناء السفر، حيث تقوم بإعطاء الطفل منها عندما يشعر بالملل، ويظن الرضيع في كل مرة أنها لعبة جديدة تماما بخلاف التي يعرفها .