التَّوحد ويطلق عليه أيضاً الذاتويّة هو اضطراب عصبي، يظهر عند الأطفال قبل بلوغهم الثالثة من العمر، ويتجلّى بضعف التواصل الاجتماعي، ومشاكل في اللفظ، ومواجهة صعوبة في فهم الجمل ذات الكلمات المتتاليّة، أي عند طرح عدة أوامر أو متطلبات، لا يستطيع الطفل المصاب بالتوحد استيعابها، وكذلك يكّون لنفسه بعض الحركات الخاصّة التي يقوم بها بشكل مستمر، والمسبب في هذه الحالة هو طفرات جينيّة تنتج تشابك مختلف في الأعصاب الدماغيّة، ويُعزى هذا الخلل لعوامل وراثيّة معقّدة.
تعلم عن التوحد بنفسك
اسأل الطبيب أو تواصل مع مجموعات التوحد لتلقى تدريب عن التوحد وكيفية إدارة الأعراض التي تظهر على الطفل ، فتعلم الوالدين وأفراد العائلة يمكن أن يخفف توتر العائلة ويحسن فهم الحالة والتعرف على التوقعات التي يمكن حدوثها ، كجزء ضروري لمساعدة الطفل على الاستقلالية .
كما يجب أن تتزود بالمعلومات عن الحقوق التعليمية للطفل ، وتتطلب القوانين الإتحادية خدمات للأطفال المعوقين وتشمل الأطفال المصابين بالتوحد ، كما يمكن أن يكون هناك بعض القوانين والسياسات التي تساعد هؤلاء الأطفال ، واكتشف الخدمات المتاحة في نطاق المكان الذي تعيش فيه .
فالتعلم عن التوحد يساعد أيضا على تهيئة نفسك عندما يصل طفل التوحد إلى مرحلة البلوغ ، فهناك بعض الأطفال الذين يتمكنوا من العيش بأنفسهم ، العمل أو الاستقلال مثل الأشخاص العاديين ، والآخرون بحاجة إلى الإعتماد على الآخرين ، والدعم المستمر طيلة حياتهم .
التواصل والعمل مع الأشخاص الذين يعتنون بالطفل
إن التواصل عن قرب مع المسؤولين عن تعليم ورعاية أطفال التوحد يساعد جميع الأطراف المعنية ، وأفضل طريقة لعلاج التوحد هي العمل الجماعي والاستمرار والبرنامج المنظم ، فجميع الأفراد المعنيين يحتاجون إلى تواصل فعال معا للوصول للأهداف العلاجية لكل من :
– التعلم .
– التعرف على أعراض التوحد وكيفية إدارتها والحالات المتعلقة به .
– السلوك والتفاعل مع العائلة والزملاء ، والتكيف مع البيئات المختلفة ، والمهارات الإجتماعية ومهارات التواصل .
إن العمل مع متخصصي الصحة يعزز العناية بالطفل ، وينبغي عليهم تخصيص وقت لسماع الوالدين باهتمام والعمل المتواصل معهم .
تعزيز النمو والتطور الصحي
يستفيد الأطفال من ممارسة الرياضة في سن ما قبل المدرسة ، وبالمثل بعد البلوغ ، وهذا الأمر ينطبق على الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد (ASDs) ، مثل التوحد ، لا تساعد الأنشطة البدنية في الحفاظ على الوزن الصحي فقط ، بل تعطيهم فرصة لتعزيز الثقة بالنفس ، تقدير الذات والصداقات مع أطفال آخرين ، وبالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد فالجانب الإجتماعي ضروري جدا ، لذلك ينبغي المتابعة مع طبيب الأطفال لتعلم الأنشطة البدنية المناسبة لحالة الطفل والنظام الخاص به .
يمكن أن يكون طفل التوحد شغوفا بألعاب الفيديو ، الحاسب الآلى أو الشاشات الأخرى من التلفار ، لذلك ينصح بالإحتفاظ بهذه الأدوات خارج غرفة الطفل ، فعندما تتواجد معهم ربما يحصلون على ساعات نوم أقل ، ومن المعروف أن أعراض التوحد تزداد سوء عندما لا يحصلون على النوم الجيد .
إن طفل التوحد يصعب إرضاءه بالنسبة لعادات الأكل أو يحتاج إلى وقت أطول للتكيف مع المذاق الجديد للأطعمة ، كما يمكن أن يكون ناتجا عن الحساسية الشديدة لملمس الطعام ، فربما تكون الأم بحاجة إلى محاولة تحضير الطعام بطرق مختلفة مثل تحضير سموزي الموز بدلا من تناول الموز صحيح .
العناية بنفسك
يجب تعلم طرق للتحكم في العواطف ، المخاوف والهموم التي تواجهك أثناء تربية طفل التوحد ، فالتحديات التي تواجهها يوميا تنعكس عليك وعلى الأطفال الآخرين ، مما يزيد خطر الإصابة بالإكتئاب والتوتر .
طرق التعامل مع هذه المشاكل التي تؤثر على أفراد الأسرة الآخرين :
– الإنخراط في هواية ، زيارة الأصدقاء وتعلم طرق الاسترخاء .
– البحث عن دعم الآخرين وتقبل الدعم المقدم .
– التواصل الدائم مع الطبيب واستشارته عند الحاجة أو حدوث أي مشاكل تسبب الضغط على أفراد الأسرة