وهناك إعاقةً نفسية إن صح التعبير تنشأ من سوء التربية وجهل الوالدين والمعلمين للاحتياجات النفسية للطفل في كل مرحلة من مراحل النمو، وهذا الجهل قد يُعرِّض الطفل إلى فقدان الثقة بالذات واحتقارها والشعور بالدونية وخوف من الآخرين وعدم القدرة على الكلام -التلعثم-؛ بل قد يصل إلى اضطراباتٍ نفسية.. خاصةً في البيئة التنافسية التي تقوم على التنافس وتشهد صراعٍ على التمييز أو في البيئة المتسلِّطة التي فيها القوي يأكل الضعيف. هذه البيئة المتسلِّطة القاسية على الطفل تجعل منه إما شخص مطيع هادئ تابع لهذه البيئة، أو تجعل منه ثائر ناقم على هذه البيئة يرفض كل ما يصدر منها حتى إن كان جيدًا، الشخص المطيع عُرضة للضغوط النفسية والأزمات النفسية بسبب عدم قدرته على التنفيس والتعبير عن رأيه بالرفض أو بالقبول خاصةً في القضايا التي تخصُّه بالدرجة الأولى.

خطوات صناعة ابن معاق

تقديم كافة المساعدات له

امر طبيعي ان يقدم الاباء والامهات المساعدة لابنائهم ولكن تلك الغير قادرين على فعلها لصغر اعمارهم او لانها هذه اول مرة لهم ولكن ليس من الطبيعي ابدا ان تقدمي مساعدات لطفلك في امور من السهل ان يقوم بها فمثلا ان تحمليه دائما برغم من ان الطفل قادر على المشي وايضا ان تقومي باطعامه في فمه برغم من انه طفل بالغ قادر على تناول الطعام ان يكون ابنك شاب قادر على العمل و جلب الاموال ولكن انتي من تقومي باعطاءه الاموال فيصبح عاطل بجانبك ، كلما واجهته مشكلة لا تنتظري ان يحاول حلها بنفسه و التفكير بالمشكلة حتى فتقدمي له الحلول في الحال فانتي بذلك تجعليه غير قادر على التفكير و لا يشعر بالمسئولية وحين يواجه موقف يكون شخص معاق منتظرك انتي او والده لكي يحل له الامر ، هذه الاشياء شائعة جدا وسوف تجدي عدد كبير من الاسر تفتقد الوعي الكافي لاستيعاب هذه النقطة و يعتقدون ان من الطبيعي ان يقدموا لابنائهم مايحتاجون ومن هنا يتحملون كامل المسئولية عنهم ومن هنا ينتج للمجتمع شخص معاق غير ناضج وليس لدية القدرة على تحمل مسئوليتة  .

الخوف الزائد و كذلك الحماية الزائدة
هناك اباء وامهات لديهم مشكلة حقيقية مشكلة تحول ابنائهم الى اشخاص عديمة الشخصية ليس لديهم قدرة على التحدث مع الاخرين او التفكير في حل اي مشكلة وذلك من خلال التدليل والحماية الزائدة والخوف الزائد عن اللازم من الطبيعي ان تخاف الام والاب على ابنهم ولكن ليس من الطبيعي ابدا ان يتحول هذا الخوف الى حبل يربط به الابن في طفولته وحتى في شبابه فهم يرفضون ان يخوض اي تجربة يخافون ان يذهب خارج باب المنزل بدونهم ان يختلط بالاطفال او لو كان مراهق بالشباب الذين في اعمارهم برغم من انه لديه قدرة على الذهاب الى المدرسة واصبح عمره يتجاوز ال 16 عام الا انهم باستمرار يرافقه الطريق الى المدرسة وحتى الجامعة ليس ذلك فقط ياتي مرحلة الشباب و لقد تخرج الشاب او الفتاة من الجامعة فاذا كانت فتاة بالطبع سوف يغلقوا عليها الباب ولا مجال للعمل و لكن اذا كان شاب فهم مضطرين الى ان يعمل ولكن تقوم الام بظبط الساعة لابنها اذا تاخر عشرة دقائق مثلا و كذلك اذا شعر الاب بان ابنه منزعج بعض الشيئ يذهب الى المدير في الشغل و الى اصدقاء عمله لكي يعلم ماالشئ الذي تسبب في انزعاج ابنه هل تتخيل عزيزي القارئ ان تكون بالغ من العمر 25 عام و تعمل بداخل شركة كبيرة وتجد والدك يذهب الى اصدقائك و مديرك في العمل ليتعرف على اسباب ضيقتك ، لا تستغرب لان هناك اباء يقومون بذلك بالفعل و هنا يتحول الابن الى شاب معاق ينفر منه جميع من حوله غير قادر على خوض اي تجربة بنفسه حتى انه غير قادر على اتخاذ قرار لكي يحدد موعد عشاء مع زملائة ، عزيزي الاب و الام انتم لم تحموا ابنكم بل الحقتوا اضرار بالغة به فاانتم صنعتوا من هشخص معاق جسديا و ذهنيا ونفسيا فاصبح انسان غير متزن يعيش بمفرده لا يوجد حوله اصدقاء .

تنفيذ جميع مطالبه مهما كانت مستحيلة وصعبة
هناك نوع اخر من الاسباب التي تجعلك تصنعي من ابنك شخص معاق هو اعطاء لابنك كل ما يحتاجة بدون ان يسعى هو لتحقيق اي شئ حتى تتحول جميع احلامه الى حقيقة فيتحول الى شخص مدلل في الغالب هناك نوعية معينة من الامهات والاباء الذين يقومون بذلك هم هؤلاء الذين يعانون من حرمان في طفولتهم فيقدر الامكان يحاولوا ان يشبعوا هذا الحرمان في اطفالهم وابنائهم فيصح مطالبهم مجابه اوامر ل نقاش بها ومن هنا يتحول الابن الى ابن إتكالي اي غير قادر على الاعتماد على نفسه معاق وعاجز لان والده لم يعلمه كيفية تحقيق احلامه بنفسه امام اول تحدي ينهار ويشعر باعاقتة وضعف شخصيته .

اخيرا .. نعلم جميعنا ان الاب والام اذا كانوا يفعلون ذلك فهو بغريزة ودافع الحب فقط ولكن من الحب ماقتل فلا يجوز ان تحولي ابنك الى شخص معاق غير قادر على الصمود و مواجهة تحديات و صعوبات الحياة بدونك انتي ووالده ، اجعليه يخوض التجربة ويفشل و من ثم يكرر التجربة اجعليه يعتمد على نفسه و يكون صاحب قرار ، لا تحولي ابنك الى معاق .