إن الدكتور غاري ملير Gary Miller هو أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن قسم الرياضيات ، وكان غاري أحد المبشرين النشطاء الذين يدعون إلى النصرانية ، ولديه علم عميق بالكتاب المقدس ، وعرف بشغفه بعلم الرياضيات ، كما كان مهتما بعلم المنطق والمسائل المنطقية أيضا .

حقيقة إسلام غاري ميلر : كان الدكتور غاري يقرأ القرآن الكريم باحثا عن بعض الأخطاء فيه ، لتدعيم موقفه عندما يدعو المسلمين لإعتناق الدين النصراني ، ولكن ما أثار دهشته ، أنه ظن أنه القرآن الكريم كتاب سحيق يتحدث عن الصحراء والبدائيات ، فعمره 14 قرن ، ولكنه اكتشف أن القرآن العظيم يتضمن الكثير من الأشياء الفريدة التي لم يتناولها أي كتاب آخر على وجه الأرض .

وعلى عكس ما توقع أن يتناول القرآن الكريم حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والأوقات العصيبة والمحن التي مر بها ، كوفاة زوجته خديجة أو وفاة أولاده وبناته رضي الله عنهم جميعا ، ولكن لم يتوصل لآيات تتحدث عن ذلك ، بل وجد سورة كاملة تكرم السيدة مريم عليها السلام وسميت باسمها (سورة مريم) ، وفي نفس الوقت لا يوجد مثلها في كتب النصارى ، ولا الإنجيل ، كما لم يجد في القرآن سورة باسم السيدة عائشة أو فاطمة رضى الله عنهما ، بالإضافة إلى ذلك ذكر الله عز وجل سيدنا عيسى عليه السلام 25 مرة في القرآن الكريم ، ولم يتعدى ذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم خمس مرات ، وهذا ما جعله في حيرة أكبر .

ومن هنا أخذ يتمعن أكثر في قراءة القرآن الكريم ، حتى توصل إلى آية عظيمة وممثيرة للتعجب بالنسبة له وهي {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] ، يقول الدكتور غاري ملير عن هذه الآية: “من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء، أو تقصِّي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها، والعجيب أن القرآن يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه، ولن يجدوا”. ويقول -أيضًا- عن هذه الآية: “لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلِّف كتابًا ثم يقول: هذا الكتاب خالٍ من الأخطاء، ولكن القرآن على العكس تمامًا يقول لك: لا يوجد أخطاء، بل يعرض عليك أن تجد فيه أخطاء، ولن تجد”.

وتوقف الدكتور غاري ملير طويلا عند هذه  الآية أيضا : أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: 30].، فيقول: إن هذه الآية هي بالضبط البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل عام 1973م، وكان عن نظرية الانفجار الكبير، وهي تنصُّ أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سموات وكواكب، فالرتق هو الشيء المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك، فسبحان الله!

أما الجزء المتبقي من الآية الكريمة يتحدث عن الماء ويؤكد على أنه مصدر الحياة ، يقول الدكتور غاري ملير: “إن هذا الأمر من العجائب؛ حيث إن العلم الحديث أثبت مؤخرًا أن الخلية تتكون من السيتوبلازم الذي يمثل 80٪ منها، والسيتوبلازم مكون بشكل أساسي من الماء، فكيف لرجل أمِّيٍّ عاش قبل 1400 سنة أن يعلم كل هذا لولا أنه متصل بالوحي من السماء؟! فسبحان الله!

لذلك اعتنق الدكتور غاري ملير الإسلام سنة 1977 م ، وبدأ بإلقاء العديد من المحاضرات حول العالم ، وناظر العديد من رجال الدين من النصارى ، على الرغم أنه كان أحدهم في يوم من الأيام ، وقدم الدكتور غاري ملير بعض الإسهامات وتتضمن مؤلفاته عن الإسلام وأبرزها “الفرق بين القرآن والكتاب المقدس” ، “القرآن المذهل ” و”نظرة إسلامية لأساليب المبشرين” .

وجدير بالذكر أن الكثير من الناس أسلموا على يده من مختلف أنحاء العالم ، حيث اتبع أسلوب الدعوة معتمدا على خبراته ، والتي استفاد منها الدعاة الآخرين مثل الشيخ أحمد ديدات ، حين دعاه لإلقاء بعض المحاضرات والقيام ببعض المناظرات في جنوب إفريقيا .