خلق الإنسان في كبد (صلى الله عليه وسلم) ، نعم من منا لا يعاني في هذه الدنيا .. من منا لا يضيق صدره . كلنا نعاني في هذه الدنيا بالمشاكل العديدة المتجددة ، فكلما يضيق صدرك لن تجد مكاناً أفضل من القرب إلى الله ومناجاته وداعئه بكل ما تحتاجه . سبحان الله الذي خلقنا وهو مستغني عن وجودنا إلا انه يحب قربنا إليه . نحمدك الله ونستعينك . قال سبحانه وتعالى : “وإذا سألك عبادي عنّي فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون). (البقرة / 186) .
كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يدعو المسلمين بعدم الإستسلام لأي كرب ، بل ربط ذلك بمعالجته للإيمان والتودد إلى الله بالذكر والدعاء ، ومن أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم عن الفرج التي تخفف عن كل مكروب :
(واكثروا من الدعاء بالفرج فأن في ذلك فرجكم)
قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدل له مكان حزنه فرجا)
ومن أقوال رسول الله صل الله عليه وسلم:
عن ابن عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: كان النبي، صل الله عليه وسلم، يقول: “لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ، ورب العرش العظيم”. (صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء عند الكرب)
عن النبي صل الله عليه وسلم في دعوات المكروب : “اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، في عفو منك وعافية ، لا إله إلا أنت”.
عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : علمني رسول الله صل الله عليه وسلم إذا نزل بي كرب أن أقول : (لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ، وتبارك الله رب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين) .
– اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
ومن الحديث القدسي:
يقول الله تعالى: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً). (صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى { ويحذركم الله نفسه} / آل عمران 28 )
هذا الحديث يجعل الإنسان أكثر طمأنينة ، فعندما يعلم ان الله سبحانه وتعالى انه يهرول علينا عندما نذكره وهو الغني ، يجعلنا نطمئن ونسعد بأنه الله عز شأنه وجلاله .. لك الحمد يا الله انك أنت الله ولا إله إلا انت .. سبحانك .
قال الله تعالى:
عن لسان نوح، عليه السلام، يقول تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ}(هود: 52)
قال تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} (البقرة: 45)
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ* وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ* وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. (البقرة: 153-157)
اللهم إني أسألك أن تجعل خير عملي خواتمه ، وخير أيامي يوم ألقاك فيه.
إنك على كل شيء قدير.