صلاة التوبة او صلاة الإستغفار واحدة من الصلوات و السنن التي هجرها الناس رغم أنها من الصلوات المستحبة و تصلى صلاة التوبة عندما يقوم العبد بالرجوع عن معصية او ذنب .

لقد انعم الله علينا بالكثير من النعم و الرحمات فقد اتاح لنا التوبة طوال العمر حتى تصل الروح الى الحلقوم او تطلع الشمس من مغربها و قد شرع لنا بعض العبادات التي نتقرب بها و نتوسل بها لله عز و جل حتى يقبل توبتنا و واحدة من تلك العبادات هى صلاة التوبة او صلاة الإستغفار .

سبب صلاة التوبة

عندما يأتي المسلم بمعصية كبيرة كانت او صغيرة يجب أن يتوب الى الله مباشرة و يقوم بعمل صالح تقربًا الى الله و ليس أفضل من الصلاة عمل نتوسل به رحمة الله و عفوه ليتقبل توبتنا.

مشروعية صلاة التوبة

روى ابو دواد عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال ” سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ” .
روى أحمد عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال ” سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا (شك أحد الرواة) يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ وَالْخُشُوعَ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، غَفَرَ لَهُ” اي أنه هناك إجماع من أهل العلم على مشروعية صلاة التوبة .

وقت صلاة التوبة

لا يوجد وقت محدد لآداء صلاة التوبة و لذا تستطيع صلاتها في اي وقت خلال اليوم ماعدا الاوقات المنهي عنها و بشكل عام يفضل أن تقوم بآداء الصلاة مباشرة بعد قرار التوبة و لا يترتب على عدم آداء صلاة التوبة عدم قبول التوبة ما لم يحدث أحد موانع التوبة .
لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة التوبة تشرع في اي وقت حتى أوقات النهي لانها صلاة لها سبب فهى تتم بمجرد وجود السبب في آداءها ” ذوات الأسباب كلها تفوت إذا أخرت عن وقت النهي، مثل سجود التلاوة، و تحية المسجد ، و صلاة الكسوف ، ومثل الصلاة عقب الطهارة، كما في حديث بلال، وكذلك صلاة الاستخارة ، مع دعاء الاستخارة الصحيح  إذا كان الذي يستخير له يفوت إذا أخرت الصلاة، وكذلك صلاة التوبة، فإذا أذنب فالتوبة واجبة على الفور، وهو مندوب إلى أن يصلي ركعتين، ثم يتوب، كما في حديث أبي بكر الصديق” .

موانع التوبة

1- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ” .
2- ، قال النبي صلى الله عليه و سلم “مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ” .

كيفية اداء صلاة التوبة

تتم صلاة التوبة في ركعتين و تتم كالآتي : –
1- يقوم المسلم بالتطهرو الوضوء كما يستعد لصلاة الفرائض .
2- يصليها التائب بمفرده .
3- لم يرد عن النبي صلى الله عليه و سلم أن خص تلك الصلاة بقراءة سور معينة من القرآن بها لذا يستطيع المصلي أن يقرأ ما يراه مناسب له من القرآن .
4- بعد الإنتهاء من الصلاة يقوم التائب بالإستغفار .

بعد اتخاذ إجراءات التوبة و آداء صلاة التوبة فإن من أفضل الأمور التي يقوم بها التائب أن يجتهد في عمل الصالحات مصداقًا لقوله تعالى ” وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى” و من أفضل الاعمال الصالحة و التي تكفر الذنوب الصدقات مصداقًا لقوله تعالى ” إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ” .

دعاء صلاة التوبة

لا يوجد او لم يذكر دعاء بعينه ليتم الدعاء به في صلاة التوبة و إنما جاء الكلام عن ضرورة الإستغفار و لكن روى الترمزي أنه عند الإستغفار للذنب يستحب الدعاء بسيد الإستغفار ” اللهم انت ربى لا اله الا انت خلقتنى وانا عبدك وانا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبى فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت” .