التحالف الفرنسي العثماني ، والذي يعرف أيضًا التحالف الفرنسي التركي ، هو تحالف بدأ عام 1536 بين ملك فرنسا فرانسوا الأول والسلطان العثماني سليمان القانوني، وهو التحالف الذي قيل عنه أنه "أول تحالف غير أيديولوجي دبلوماسي من نوعه بين إمبراطوريتين مسيحية ومسلمة". تسبب هذا التحالف في إحراج فرنسا في العالم المسيحي، ونعتوه بـ "التحالف الأثيم"، أو "الاتحاد الذي دنّس زهرة الزنبق والهلال" (زهرة الزنبق تمثل الثالوث المقدس)، ومع ذلك، فقد خدم هذا التحالف مصالح الطرفين، وكان مؤثراً بشكل خاص خلال الحروب الإيطالية. كان هذا التحالف الاستراتيجي والتكتيكي في بعض الأحيان، واحدًا من أهم التحالفات الخارجية الفرنسية، واستمرت لأكثر من قرنين ونصف القرن من الزمان، حتى الحملة الفرنسية على مصر، وهي التي كانت ولاية عثمانية، بين عامي 1798-1801.
العلاقات العثمانية الفرنسية
– بدأت العلاقات العثمانية الفرنسية منذ الفترة التي شهدت المواجهات العسكرية ، و كان ذلك ناتجا عن العديد من المواجهات ، التي دارت بين الدول الأوروبية المتحدة في مواجهة الدولة العثمانية في الوقت الذي شهد ضعف هذه الدولة العظيمة .
– كانت أخر الصدامات التي دارت بين العثمانيين و الفرنسيين ، تلك المعركة التي شهدت نجدة الفرنسيين للبنادقة و التي دارت في عهد السلطان بايزيد الثاني ، تلك المعركة التي شهدت العديد من الأحداث و انتهت بغرق الأسطول الفرنسي بالكامل .
التحول في العلاقات
– طالبت البندقية بالصلح ، و بالفعل تم عقد صلح مع الدولة العثمانية في عام 1502 م ، تلكك التي دامت لمدة 20 عام ن و كانت الدولة العثمانية في ذاك الوقت مجبرة على عقد هذا الصلح ، و ذلك بغرض التفرغ لواجهة الخطر الصفوي ، ذلك الخطر الذي بات يهدد الامبراطورية العثمانية من جهة الشرق .
– في الوقت الذي كان شهد الأحداث التي أدت للتحالف ، شهد العديد من الأحداث الهامة ، و كان من بين هذه الأحداث تولي الإمبراطور تشارل أمر الإمبراطورية الأسبانية ، ذلك الإمبراطور الروماني الذي تمكن من السيطرة على أماكن عديد من القارة الأوروبية .
– على الرغم من السيطرة التي تمكن من إحكامها ، إلا أنه لم يتمكن من السيطرة على عدد من المناطق الأوروبية و منها فرنسا و إنجلترا ، و قد حاولت هذه الأسرة الحاكمة التصدي لتوسعات الدولة العثمانية خوفا منهم من قوة تلك الدولة المسلمة ، و هنا وقعت العديد من الصراعات السياسية ، تلك التي شهدت هزيمة ملك فرنسا فرنسوا الأول ، و قد تم أسره في يد شارل الخامس .
– في هذا الوقت أرسل فرانسوا الأول برسالة إلى سليمان القانوني يطلب منه النجدة و العون على فك الأسر ، و كان وصيته أن يتولى أمر العرش الفرنسي في حال غيابه ، و على الرغم من ذلك فقد عرف فيما بعد أن فرانسوا قد أجبر على توقيع هذه المعاهدة ، و كان بها شروط بالغة الصعوبة أملاها عليه الملك شارل ، و كان له العديد من الأهداف التي طمح لها بالتوقيع على هذه المعاهدة ، وقتها قبل السلطان سليمان التوقيع على هذه المعاهدة و تم التوقيع بالفعل عليها .
التحالف بين الفرنسيين و العثمانيين
– قام العديد من المؤرخين بتفسير طبيعة هذه المعاهدة العثمانية الفرنسية ، تلك التي سعى لها السلطان العثماني ليتخلص من مطامع شارل و يفشل مشروعه ، وقتها قام السلطان سليمان القانوني باستغلال هذه الفرصة الرائعة لشق الصفوف الكاثوليكية ، و منع تكوين هذه الجبهة التي تواجه الدولة العثمانية ، و بشكل خاص أن أوروبا كانت في رعب من توسعات الدولة العثمانية ، خاصة بعد تلك النزاعات المذهبية التي اتسمت بها أوروبا في هذه الفترة .
– على الرغم من عدم التزام الفرنسيين بالعهود و نقدها مرارا ، إلا أن الاستمرارية في هذه المعاهدة كان لها أهمية كبيرة في وقتها ، حيث أنهم كانوا بمثابة شوكة في حلق الأوروبيين ، و مكنت العثمانيين من مواصلة فتوحاتهم و التفرغ للحركة الصفوية من جهة أخرى .
الامتيازات الأوروبية
بعد أعوام طويلة من هذه المعاهدة تحولت هذه الفوائد التي سعى لها الحكام العثمانيين إلى أضرار ، حيث أن بعد ضعف الدولة العثمانية بهذا الشكل الذي انتهت به ، كان بإمكان الفرنسيين من التدخل في شئون الدولة العثمانية ، و بالفعل هذا ما حدث عندما حدث الصدام بين محمد علي والي مصر و الدولة العثمانية و غيرها من المواقف .