إحساس الشخص بقيمته بين المحيطين به من خلال تصرفاته و أفعاله دون قلق يعد هي الثقة بالنفس في حد ذاتها ، حيث أن شعور الإنسان بثقته في نفسه لا تولد معه بل هي شيئاً يكتسبه من البيئة المحيطة به ، و شعور الثقة بالنفس هي تلك الألية التي تمكنه من النجاح في حياته وتبعده عن الشعور بالسلبية وعدم الاطمئنان والقلق من إمكانياته الشخصية والتي يكون من ضمن نتائجها عليه الفشل ، إذاً فإن حقيقة شعور الإنسان بثقته في نفسه هو إيمانه بأهدافه ، وبقدراته الشخصية ومن شعور الإيجابي داخله بقدرته على تحقيقها .

كيفية تقوية الإنسان لثقته بنفسه :– يوجد العديد من العوامل التي تكون مسئولة عن زيادة ثقة الإنسان بنفسه والتي لا يكون للإنسان فيها دخل أو تحكم شخصي منه ولكنه يوجد عدداً من الطرق والأساليب التي يمكن أن يستغلها لصالحه لتعمل على زيادة ثقته بنفسه و منها :-

أولاً :- التفكير الإيجابي  :- وهو يكون عن طريق التحدث الدائم للإنسان عن نفسه بإيجابية حتى مع نفسه أي داخلياً ، و أن لا يدع شعور الشفقة عليه من الآخرين أن يتمكن منه تحت أي ظرفاً من الظروف و لذلك فإنه يجب على الإنسان أن يحرص دائماً على إبراز نقاطه الإيجابية الموجودة في شخصيته  ، و أن يواصل التحدث والتفاعل مع الآخرين عن مستقبله وطموحاته الشخصية وذلك دون خجل أو تردد وأن يكون هو من يقوم بتحفيز تلك النقاط الإيجابية في داخله .

ثانياً :- القبول بالمسئولية :– وذلك من خلال أن يقوم الفرد بتحمل المسئولية دون خوف أو تردد ، حيث سيكون مردود ذلك عليه إيجابياً للغاية حيث ستكون من ضمن النتائج على شخصيته أن يشعر بأهميته وبأهمية دوره الفعال في من حوله .

ثالثاً :- المشاركة في النقاشات ودعم لغة الحوار الشخصي مع المحيطين له :-  من المعروف أن الإنسان عندما يتحدث أكثر من مرة فإن ذلك مع الوقت سوف يسهل عليه الحديث والتفاعل مع الآخرين ، حيث سيعمل على كسر الخجل والخوف من التفاعل الكلامي مع الآخرين وبالتالي سيزيد من شعوره بثقته بنفسه .

رابعاً :- تقديم المساعدة للآخرين من حوله :- حيث تعد تقديم المساعدة والدعم لمن حوله من أهم تلك الأسباب التي تعمل على تعزيز ثقته بنفسه وكسر حاجز القلق والانطوائية من التعامل مع الآخرين داخلياً لديه .

خامساً :- المظهر الشخصي :–  يجب الحرص من جانب الفرد على ظهوره بمظهر جيد لأنه يعد من إحدى الوسائل الهامة التي تعمل على تقوية ثقته بنفسه ، حيث أنه من المعروف أن مظهر الشخص الخارجي هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين من حوله

سادساً :- ممارسة الرياضة :-  عملية ممارسة الرياضة هي من إحدى تلك الوسائل التي تعمل على تخفيف التوتر الداخلي وبالتالي تعمل على تحفيز ثقة الإنسان بنفسه .

سابعاً :- الوجود في مركز التفاعل :–  يجب على الفرد أن يكون دائماً متواجداً في مركز الحدث مثال المحاضرات أو الندوات ، حيث أن جلوس الفرد في الصفوف الخلفية هو فعل يوكد على عدم ثقته من نفسه ومحاولته الابتعاد عن دائرة الضوء ، و لذلك فلابد للفرد أن يحرص على الجلوس في الصفوف الأمامية ، و أن يقوم بعبور شعور الخوف من النقاش أو من التواجد في دائرة الأحداث ليعزز لديه شعوره بالثقة في النفس .

ثامناً :- عملية التحديد للخلل :- وهي عبارة عن قيام الشخص بسؤاله لنفسه عن تلك الأشياء التي تشعره بالخجل أمام الآخرين أو تغذي لديه شعوره الداخلي بعدم ثقته بنفسه ، حيث لابد من الحرص من جانب الفرد على أي شئ أو تفصيل بسيط يمكن أن يؤثر بالسلب على ثقته بنفسه بل من الممكن أن يقوم بكتابة تلك الأشياء وأن يعمل على مواجهتها والتخلص من تحكمها فيه .

تاسعاً :- عدم الخجل من الأخطاء الشخصية :- يجب على الإنسان أن يكون مقتنعاً بشكلاً أساسياً أنه لا يوجد إنساناً لا يخطئ بالمرة بل يجب عليه عندما يقع في خطأ ما أن لا يدع ذلك الخطأ يؤثر على شخصيته داخلياً وبالتالي يكون هناك انعكاساً عليه يعمل على هز ثقته بنفسه بل الصحيح أن يجعل من هذا الخطأ عاملاً ودافعاً له يساعده على زيادة ثقته بنفسه ، و أن يجعله وسيلة للتعلم من أخطاؤه ، و من تجاربه السابقة وبالتالي فلن يكون هناك تأثيراً سلبياً عليه ، و على ثقته بنفسه .

عاشراً :- التحلي بالقناعة :- تعد القناعة من أحد أهم المفاتيح الرئيسية لثقة الإنسان في نفسه ، حيث أن شعور الإنسان بعدم الحصول على ما يكفى حاجته سواء من مال أو صحة أو حظاً ، و ما إلى تلك الأشياء لو ترك الإنسان نفسه لها فهي ستعمل على إصابته بالمشاعر السلبية والتي بالتالي تؤثر على ثقته نفسه ، لذلك فإنه يجب على الشخص أن يكون حريصاً على التحلي بالقناعة لما لها من تأثير إيجابي للغاية في تحقيق سلامه الداخلي وبالتالي تعزيز ثقته بنفسه .