القصص بمختلف أنواعها تُعتبر من أهم الألوان الأدبية التي تلعب دورًا هامًا في التأثير على الطفل وعلى درجة تخيله وتفكيره فضلًا عن أن الاستماع إلى قصص اطفال وقراءتها يبعث في نفس الطفل البهجة والسرور والتشويق لمتابعة الأحداث وفهمها ، حيث أن كل الأطفال يتشوقون إلى الوقت الذي سوف يستمعون فيه إلى القصص وخصوصًا قصص قبل النوم والقصص الخيالية .
قصص أطفال شعبية
القصص الشعبية المكتوبة بلغة عربية مُبسطة على الرغم انها لا تُساهم بشكل كبير في تعليم الطفل أصول وقواعد اللغة العربية ؛ إلا أنها من جهة أخرى تُساعد على توصيل بعض المفاهيم والمعاني الصعبة نوعًا ما إلى الطفل بطريقة مُبسطة ، وإليكم أجمل قصة شعبية للأطفال :
قصة الحطاب الصادق
هي قصة عن الاخلاق تحكي عن أنه في قديم الزمان كان يوجد رجل فقير جدًا ، وكان هذا الرجل يتحلى بالأخلاق الحميدة وبتعاليم الدين وسنة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام ، وكان هذا الرجل في صباح كل يوم بعد أن يفرغ من صلاة الفجر وترديد أذكار الصباح يتوجه إلى الغابة ليجمع حصاد عمله لأنه كان يعمل حطابًا ، ولذلك كان يقوم بقطع الفروع من بعض الأشجار داخل الغابة ويقوم ببيعها ليحصل على المال ويشتري الطعام له ولأسرته ، وكان الحطاب يفعل ذلك وقلبه مليئًا بالرضا والشكر لله .
وفي أحد الأيام خرج الحطاب كما يفعل كل يوم من أجل الحصول على الأخشاب وبينما كان يجمعها جاء إليه رجل غريب يبدي إنزعاجه من الضوضاء وصوت الفأس ، فأخبره الحطاب فإنه مضطر إلى عمل ذلك من أجل إطعام زوجته وأبنائه .
وهنا اتفق الرجل مع الحطاب أن يعطيه شاه تنتج من ناحية لبنًا ومن ناحية عسلًا على أن لا يعود مرة ثانية إلى تقطيع الأخشاب ، لم يصدق الحطاب لكنه تأكد من ذلك عندما عاد بالشاه إلى منزله وقامت زوجته بحلبها واستخراج اللبن والعسل ، وأخذ الحطاب الشاه وقدمها للراعي كي تَرعي مع باقي الأغنام شريطة أن يوليها اهتمام كبير ويرعاها جيدًا لأنها نتنج من ناحية لبن ومن ناحية عسل ، وهذا ما لا يصدقه الراعي أيضًا .
وعندما تأكد الراعي أن الشاه بالفعل تستخرج اللبن والعسل معًا عزم على استبدالها بأخرى لها نفس المواصفات ، وعندما عادت الزوجة لتحلب الشاه مرة أخرى وجدت أنها لم تعد تدر سوى اللبن فقط وأخبرت زوجها بذلك ، وهنا توجه الحطاب إلى الراعي ليسترد الشاه الأصلية ، ولكنه أنكر ؛ وبالتالي ذهب الحطاب ورفع الأمر إلى قاضي وحاكم المدينة ، ولم يُصدق القاضي أيضًا أن الشاه تنتج لبن وعسل معًا ، فاستسلم الحطاب ومضى ، وعاد إلى عمله السابق مرة أخرى وتقطيع الأخشاب بالغابة .
ومع أول ضربة فأس في الأشجار أتاه الرغب الغريب ثانيةً وتعجب من عودة الحطاب إلى العمل وقال له لماذا أتيت مرة ثانية ألم تعدني بأنك لم تعمل في قطع الأخشاب مرة أخرى ؟
فحكي الحطاب ما حدث له ، وهنا قام الرجل بإعطائه مكيال كلما أراد ذهبًا امتلئ المكيال بالذهب ، وفرح الحطاب بذلك كثيرًا وعاد إلى زوجته وطلب منها أن تأتي بوعاء مناسب من جارتها كي يضع به الذهب ويأخذه إلى السوق ويشتري ما يرغب به ، وذهبت الزوجة بالفعل إلى جارتها ، وللأسف كانت هذه الجارة تحب أن تعرف أخبار الاخرين ولذلك قامت بوضع مادة لاصقة في قاع القدر لتعرف ما هو الشيء الذي سوف تضعه زوجة الحطاب به ، وعندما قامت الزوجة بإرجاع القدر إليها وجدت به قطعة ذهب ملتصقة به فقامت بردها إلى أصحابها ، ولكن الزوجة لم تأخذها وقامت بسرد القصة كاملة لها ، فطلبت الجارة المكيال وأخبرتها بأنها سوف تعيده إليها بسرعة ، وقامت باستبداله بمكيال مشابه له .
وعندما طلبت الزوجة المكيال الأصلي أنكرت الجارة ذلك ، وكالعادة رجع الحطاب ليعمل في تقطيع الخشب مرة أخرى ، وهنا جاءه الرجل الغريب مرة ثالثة وأخبره الحطاب بكل شيء ، فأعطاه الرجل سفرة سحرية وأوصاه بأن لا يخبر أي شخص اخر بهذا الأمر ، فرجع مسرورًا إلى زوجته ، وكلما جاء وقت الطعام تأتي السفرة العجيبة بعدة ألوان وأصناف من الطعام الشهي ، ولم يدم الأمر سرًا لوقت طويل ووصل الأمر إلى أمير البلدة ؛ فأخذها منهم عنوة ، وعاد الحطاب هذه المرة أيضًا إلى عمله السابق ، وعندما علم الرجل الغريب بما فعله الأمير غضب كثيرًا ، وأعطاه شيئًا مختلفًا هذه المرة .
حيث أعطاه سوطًا وطلب منه أن يغلق الحجرة على نفسة ويسأل السوط الكثير من الذهب حتى تمتلئ الغرفة بالذهب بشرط عدم دخول أي شخص عليه من أهله ، وعندما فعل الحطاب ذلك ؛ لم يجد ذهب وإنما إنهال السوط ضربًا عليه ولم يتركه إلا أن سقط مغشيًا عليه من شدة الضرب ، وعندما أفاق عزم على التخلص منه ، ولكن زوجته اقترحت عليه استخدام هذا السوط في استرداد ما أُخذ منهم .
وطلبت من زوجها أن يذهب إلى الراعي بالسوط ويخبره أن يهش الأغنام به كي يجني الذهب ، وعندما فعل الراعي ذلك إنهال السوط بالضرب عليه وقال له الحطاب لن يتوقف السوط عن الضرب حتى تأتيني بالشاه ، فما كان من الراعي إلا أن أعاد إليه الشاه والسوط معًا ، وفعل الحطاب ذلك أيضًا مع الجارة والأمير الظالم ، وبعد استرداد حقوقهما ، اقترحت الزوجة مرة أخرى أن يجمعا ما حصلا عليه ويذهبا بالأطفال إلى بلد جديدة لا يعلم به أحد شيئًا عنهم ، وبالفعل انتقلا إلى بلدة جديدة وعاشوا في سعادة وهناء وكانوا يتبارون في مساعدة المحتاجين والفقراء بما أنعم الله عليهما من خيرات .