يعد السعوط من الطرق العلاجية التي تم استخدامها خلال الفترة الماضية وأطلق عليها اسم العطوس، ويعد السعوط هو دقيق التبغ الذي يتم دخوله بالأنف ومن الممكن أن يتم شمه أو استنشاقه، ولقد أكدت الأبحاث العلمية على أن إستنشاق السعوط إنتشر بشكل كبير خلال الفترة الحديثة في الكثير من البلدان المتحضرة.
كما من الجدير ذكره أيضًا أن الأبحاث الأخيرة أكدت على أن الأشخاص التي تقوم بإستنشاق السعوط يجدوا متعة كبيرة خلال إستنشاق هذا المسحوق ذات الخصائص الطبية، ويرجع السبب وراء استخدامه لأنه يقوم بطرد كمية كبيرة من الزكام والإنفلونزا بالإضافة لدوره كمنبه جسمي وذهني أيضًا، وسوف نتعرف من خلال المقال على أهم فوائد السعوط.
نبذة عن تاريخ انتشار السعوط
من الجدير بالذكر أن إستنشاق السعوط منتشر منذ قديمًا، وذلك حينما كان هناك راهب إيطالي الجنسية برفقة المستكشف كريستوفر كولومبوس برحلته الثانية لجزر الهند بعام 1494، وقام حين ذلك بتسجيل الطرق التي يقوم بها الهنود الحمر بطحن أوراق التبغ في جميع معامل خشب الورد، وكيف كانوا يقوموا بإستنشاق الأجزاء العطرة من خلال أنابيب يقوم بإدخالها بالأنف، كما من الملاحظ أيضًا أن شعب الأزتيك القديم بأمريكا الجنوبية تعود على إستنشاق السعوط ، وتم إستيراد السعوط في البداية لأسبانيا وعقب ذلك للبرتغال، وخلال عام 1570 قام السفير الفرنسي بتقديم السعوط للملكة كاترين دوميدوسيس بلشبونة من أجل علاج الصداع التي كانت تعاني منه، وحين ذلك قامت هذه الملكة بنشره في فرنسا.
كما من الملاحظ أيضًا أنه في إنجلترا كان إستنشاق السعوط يعتبر من العادات الأساسية التي يقوم بها الأغنياء وذلك لمدة قرنين تقريبًا عقب إدخال التبغ للبلاد، ولقد إنتشرت هذه العادة بطريقة كبيرة عقب انتشار وباء الطاعون بعام 1665، ولكن لم تصير هذه العادة منتشرة بين طبقات المجتمع المختلفة إلا مع بداية عهد الملكة الشهيرة آن بعام 1702.
كيف يتم العلاج بالسعوط
تعد طريقة العلاج بالسعوط من أبسط الطرق وأسهلها، حيث يقوم المريض بها بالإستلقاء على ظهره ويضع بين كتفيه جميع مايقوم برفعهما، وذلك حتى ينحدر رأسه، ونقوم عقب ذلك بالتقطير بالأنف، ومن الأفضل إستخدام هذه الطريقة لأنها تعمل على وصول دقيق التبغ لدماغ المريض من أجل إستخراج جميع ما به مرض.
كما يمكن أيضًا استعمال السعوط بأكثر من طريقة من أجل العلاج ومن هذه الطرق هى طلاء أو تكميد أو تبخير أو سعوط أو شرب، حيث أن الطلاء يتم دخوله بالمراهم، ويحلى بالزيت ويلطخ به، ويطبق ذلك أيضًا في التكميد، أما في حالة الشرب فيتم سحقه وطحنه ونخلطه مع العسل أو الماء، وأيضًا في حالة التنطيل،ومن الممكن أن يتم سحق السعوط بزيت ويقطر به بالأنف، كما يمكن استخدامه بالدهن أو التبخير، ويتم تطبيق العلاج بالسعوط من خلال القسط الهندي والبحري.
فوائد السعوط ومكوناته
لقد أكد الأطباء على وجود فوائد كثيرة للسعوط ومن أهم هذه الفوائد:
1- يعمل على زيادة نزول الدورة الشهرية، كما أنه يمثل أهمية كبيرة في زيادة إدرار البول.
2- يقوم بقتل الديدان التي توجد بالأمعاء.
3- يعمل على التخلص من السموم التي توجد بالجسم، وعلاج حمى الربع والورد، بالإضافة لدوره الهام في تسخين المعدة.
4- يزيد من الشهوة الجنسية والرغبة الجنسية.
5- يقضي على الكلف، كما يقوم أيضًا بعلاج وجع الحلق الذي يصيب الصبيان.
6- يعالج القرحة التي توجد بين كل من الأذن والحلق، كما يعالج أيضًا القرحة بين الأنف والحلق.
7- يقوم القسط بعلاج ما يسمى بذات الجنب وهو عبارة عن ورم يصيب منطقة الغشاء الذي يبطن الأضلاع وكذلك يبطن الرئتين ويصاحبه بعض الأعراض وهى كل من الحمى والسعال والنخس والنبض المنشاري وكذلك ضيق التنفس.
أهم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن السعوط
لقد ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على أهمية العلاج من خلال السعوط وفضل هذا العلاج ويتضح ذلك في قوله “احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ وَاسْتَعَطَ”، كما ورد أيضًا حديث عن النبي محمد ما روى عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ” عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ يُسْتَعَطُ بِهِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لِي لَمْ يَأْكُلْ الطَّعَامَ فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّ عَلَيْهِ”.