منذ الصغر كانت أمهاتنا تحذرنا من النظر إلى الشمس أثناء الكسوف حتى لا نصاب بالعمى، فتعتبر ظاهرة الكسوف من أشهر الظواهر الطبيعية التي تحدث في العديد من المناطق المختلفة في النظام الشمسي، وهي من الظواهر القديمة وقد ظهرت العديد من الأساطير حول هذه الظاهرة، وتحدث ظاهرة الكسوف تقريباً مرتين في العام الواحد، حيث يتعامد القمر أمام الأرض على خط واحد مع الأرض والشمس.

تعريف كسوف الشمس

من الممكن أن نعرف كسوف الشمس حسب علم الفلك على أنه عبور أي جسم في السماء أمام جُرم أخر فهذه الظاهرة تسمي كسوف، فلو أن أحد الكواكب مر أمام الشمس وتسبب في حجب ضوئها حتى ولو بشكل جزئي فهذا يعني حدوث كسوف للشمس، وإذا مر أي كوكب أو جرم سماوي أمام أي نجم مما تسبب في حجب ضوء فهذا يعد كسوف أيضاً.

هذا الحدث نادر للغاية، ومعظم هذه الحوادث لا يمكن أن تُري بدون بعض الأدوات الفلكية المتطورة للغاية، ولهذا فإن من بين كل حالات الكسوف التي تحدث حولنا في هذا الكون العملاق فإننا لا نعرف إلا الكسوف الخاص بالقمر والشمس فقط، وهنا من الممكن أن نعرف الكسوف على أنه مرور القمر أمام الشمس لحجب نوره عن الأرض بالنسبة للراصد من على الأرض، أما الخسوف فهو مرور الأرض أما الشمس حتى يحجب نور الشمس عن القمر بالنسبة للراصد من على سطح القمر.

حقيقة النظر لكسوف الشمس

يحذر دائماً أطباء العيون من النظر بشكل مباشر إلى أشعة الشمس أثناء ظاهرة الكسوف، وهذا لأن هذا الأمر من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بعاهة مستديمة في العين من الممكن أن تصل إلى فقدان البصر بشكل كلي، ولا يمكن أن يتم علاج هذا النوع من الإصابة بأي علاج.

إن النظر إلى قرص الشمس في وقت الكسوف بدون ارتداء النظارات الخاصة بهذا الأمر، يعتبر أمر خطر على العين بسبب تأثير الأشعة الفوق بنفسجية عليها والتي تسبب ضرر كبير في شبكية العين، وهو ما يعرف ب (عمي كسف الشمس).

هذا المرض يصيب الأشخاص الذين يحدقون في قرص الشمس بشكل مباشر حتى يتابعوا ظاهرة الكسوف، مما يعرض الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين إلي الإتلاف بسبب أشعة الشمس المنبعث ذات الطاقة العالية، وهي الأشعة الفوق بنفسجية التي تسبب احتراق مركز الإبصار في العين.

أي نوع من أنواع كسوف الشمس يسبب دائماً أضرار دائمة بالعين، حتى مع استخدام النظارات الشمسية العادية التي في الغالب يستخدمها الكثير من الناس لمتابعة هذه الظاهرة النادرة لأنها في العادة لا تمنع كل الأشعة الضارة القادمة من الشمس.

هذا على عكس نظارات الكسوف التي يجب أن يستخدمها الشخص في متابعة هذه الظاهرة، حيث أنها تعمل على حجب 99% من الأشعة الضارة القادمة من الشمس، وعند ارتدائها لا يجب أن يتم النظر إلى الشمس من خلال التلسكوب أو المنظار أو حتى عدسة الكاميرا، لأن هذه الأشياء تساعد في التقريب وتركيز الضوء في نقطة معينة مما يجعل أشعة الشمس الضارة تأتي وتتركز في نقطة معينة مما جعل النظارة بدون فائدة حقيقة، ويجب أيضاً التأكد من أن يتم اختيار النظارات التي تناسب المعايير الدولية للسلامة.

أما عن الحالات التي أصيبت بهذا المرض فلا يوجد بيانات دقيقة عن عدد الأشخاص الذين أُصيبوا بمرض عمى الكسوف حول العالم، ولكن في بريطانيا سنة 1999 تم إبلاغ بعض أطباء العيون عن وجود 70 حالة قد أصابوا في أعينهم بسبب مشاهدتهم الكسوف من غير مرشحات، وعام 1979 في كندا تم الإبلاغ عن عشرين حالة تم إصابتهم بالعمي بعد مشاهدتهم للكسوف الكلي للشمس في هذا الوقت.