علم التجويد هو علم من العلوم القرآنية، وهو العلم الذي يبحث في كيفيات نطق الحروف والعناية بمخاارجها وصفاتها، وما يُعرض لها من أحكام، وأيضًا ما يتعلق بذلك ويكون وقفًا ووصلًا، وابتداءًا وقطعًا، والهدف من أحكام التجويد الوصول إلى أفضل وأحسن درجات الإتقان في قراءة القرآن الكريم بالإضافة إلى تلاوته بأفضل أداء وأجمل صوت، للإبتعاد عن الأخطاء والعثرات.
تتعدد احكام التجويد ومن بينها، أحكام النون الساكنة والتنوين، وأحكام الميم الساكنة، وأحكام الترقيق والتفخيم، وأحكام الاستعاذة والبسملة، والمدود، وغيرها من الأحكام.
القلقلة ومعناها
تُعني القلقلة لغة الاضطراب، والقلقلة في الاصطلاح تُعني اضطراب الصوت عند النطق بالحرف الساكن حتى يسمع له نبرة قوية، سواء كان السكون أصليًا أو عارضًا، وحروف القلقلة هي خمسة أحرف مجموعة في أحرف كلمة قطب جد، وهي القاف، والطاء، والباء، والجيم، والدال، والشرط الأساسي في حروف القلقلة أن يكون الحرف ساكنًا أصليًا عارضًا نتيجة الوقف على حرف القلقلة.
وتكون القلقلة في أقل شدة وأقل درجة في حالة وقع حرف القلقلة وسط الكلمة، ومثال ذلك حرف القاف في ” وخلقناكم أزواجًا “.
وتكون متوسطة الشدة وأوسط درجات القلقلة، إذا كانا حرف القلقلة موقوفًا عليه، وكان غير مشدد، مثال ذلك حرف الطاء في ” والله من ورائهم محيط”.
وتكون في أقصى شدة وأقصى درجات القلقلة، إذا كان حرف القلقلة موقوفًا عليه وكان مشددًا، مثال على ذلك حرف القاف في ” قال رب احكم بالحق”.
فضل تجويد القران الكريم
قال الله سبحانه وتعالى في فضل التجويد ” ورتل القرآن ترتيلًا”، وذكر أهل العلم معنى تلك الآية أن الترتيل هو قراءة القرآن الكريم بالصفة التي أمر بها النبي صلّ الله عليه وسلم، والتي نُقلت من بعده بالتواتر والثابتة في الأحاديث الصحيحة كما قرأه جبريل عليه السلام على النبي عليه السلام، ولا يتحقق هذا إلا بإتقان طرق القراءة الصحيحة مع الإلتزام بالأحكام المُتعلقة بتلك القراءة، ويكمن فضل علم التجويد في تعليم المسلم طريقة قراءة الرسول وأصحابه من بعده للقرآن الكريم، دون أن يكون هناك لحن أو خطأ، ليحصل الإنسان على الثواب والأجر الأعظم لإتقان قراءته.
أحكام النون الساكنة والتنوين
تُعد النون الساكنة والتنوين ضمن أحكام التجويد ، وهي التي تكون لا حركة لها مثل عن، من، وتكون في آخر الحروف كما في “منْ” و”عنْ”، وفي وسط الأسماء كما في “الأنْصار” وفي وسط الأفعال كما في “ينْهى”، أما فيما يخص التنوين، فهو النون الزائدة التي تلحق بآخر الأسماء باللفظ فقط دون أن تكتب، ويتم الاستعاضة عنها بحركتين متشابهتين على الحرف الأخير من الكلمة، وتُعرف في الللغة بتنوين الضم أو الفتح أو الكسر، ومن أحكامها ما يلي :
ـ الإظهار، وهو يعني إخراج الحرف من مخرجه من غير غُنة بعد التنوين والنون الساكنة، وحروف الإظهار ستة أحرف، وهم ” الهمزة، والهاء، والعين، والغيّن، والحاء، والخاء؛ مثل “منْ آمن” و”ينْهى” و”نارٌ حاميةٌ”.
ـ الإدغام، وهو عملية دمج حرف ساكن مع آخر متحرك، ليصبحان حرفًا واحدًا مشددًا، أي تُعني إدخال التنوين أو النون الساكنة في الحرف الذي يليهما بحيث يصبحان حرفًا واحدًا مشددًا، وحروف الإدغام ستة أحرف وهي ” الياء، والرَّاء، والميم، واللّام، والواو، والنُّون وعند أهل العلم مجموعة في كلمة “يرملون”، وينقسم الإدغام إلى قسمين الإدغام بغنة والإدغام بغير غنة، ويعني الإدغام بغنة إدخال التنوين أو النون الساكنة على حروف الغنة المجموعة في كلمة ينمو، مع وجوب المد أثناء النطق بمقدار حركتين، مثال من ملجأ، جناتٍ وعيون، ولكن إذا اجتمعت النون الساكنة والياء أو الواو في كلمةٍ واحدةٍ فيجب فيها الإظهار لا الإدغام كما في:”صنْوان” أو “الدنْيا”.
ويُعرف الإدغام بغير غنة بأنه إدخال التنوين والنون الساكنة في حرفي اللام والراء من غير غنة وبدون مد مثال ” من لدنه”، ” عيشة راضية”.
ـ الإقلاب، ويعني قلب النون الساكنة والتنوين إلى ميم منطوقة مع غنة ومد بمقدار حركتين، وتكون لحرف واحد فقط وهو الباء، مثل ” سميع بصير”.
ـ الإخفاء، ويعني القيام بإخفاء الحرف عند النطق به، أي محاولة إخراج الحرف بصوت ما بين الإظهار والإدغام مع تخليص التنوين والنون الساكنة من التشديد والإبقاء على الغنة بمقدار حركتين، وحروف الإخفاء خمسة عشر حرفًا وهي: الصّاد، والذَّال، والثّاء، والجيم، والشين، والقاف، والسِّين، والدَّال، والطَّاء، والزَّاي، والفاء، والتَّاء، والضَّاد، والظَّاء، مثل: “ينْظرون” و”قومًا ضالين”