تعتبر نظرية الدرجات الست من التباعد واحدة من أهم النظريات الغريبة التي اتسم بها عالمنا الحديث ، و التي عملت على تفسير بعض الأمور التي تعلقت بالعالم .
نظرية 6 درجات من التباعد
و هذه النظرية الغريبة تثبت أن كل شئ في العالم و كل شخص على بعد ستة خطوات ، بالمعنى الأدق أن من الممكن أن تجد شخصين في العالم يمكن الربط بينهم عن طريق ستة أشخاص آخرين بحد أقصى ، و قد تم الحديث عن هذه النظرية الغريبة من قبل كارينثي فريغيس ، و ذلك من خلال إحدى المسرحيات التي قام بكتابتها جون جويير ، تلك المسرحية التي تحدثت عن صغر هذا العالم ، و التي تقول أن كل شخصين في هذا العالم يمكن وصلهم ببعض عن طريق ستة أشخاص على الأكثر .
تقلص العالم
– بدأ الحديث عن هذه النظرية عند تصميم المدن و الحديث حول حركات المرور بداخلها ، و بشكل خاص بعد التركيبات السكانية التي زادت رواجا بعد الحرب العالمية الأولى ، و قد ازدادت هذه التخمينات و توسعت وصولا لعام 1992 ، و ذلك على يد كاتب هنغاري يعرف باسم كارينثي فيريغيس ، و الذي عمل على نشر مجموعة من القصص تحت عنوان كل شئ مختلف ، و قد وفرت هذه القصص تعبيرات خيالية و تصورية لعدد من المشاكل ، التي قيل أنها أسرت جيل بالكامل من علماء الرياضيات و الاجتماع و الفيزياء و كذلك أصحاب نظريات الشبكات .
– التقدم التكنولوجي في كافة مجالات السفر و الاتصالات يجعل شبكات صدقاتنا تنمو بصورة أكبر من الطبيعي ، و قد اعتقد هذا الكاتب بأن العالم الحديث قد تقلص نتيجة هذا الترابط المتزايد الذي عرف به أفراد العالم ، كما أن الصداقات قد نمت بشكل كبير و امتدت لمسافات أكبر ، و افترض العديد من الأشخاص أن المسافات المادية الواسعة بين الأفراد لا تحول البعض عن تكوين صداقات على الرغم من تلك الكثافة المتزايدة .
– اقترح كارينثي أن الأشخاص في القصة بإمكانهم أن يكونوا متصلين من خلال بعض المعارف ، و هذا يتم من خلال صورة مباشرة أو غير مباشرة ، الصورة المباشرة هي الحياة الاجتماعية العادية ، و الصورة الغير مباشرة هي الحياة التي أنشأت على صفحات التواصل الاجتماعي ، هذا فضلا عن أنه قد أشار إلى فكرة 6 درجات من الانفصال أيضا .
العالم الصغير
كان من بين العلماء الذي تطرقوا لهذا الأمر مايكل جويريفيتش ، و الذي أقام دراسة تجريبية من خلال أحد معاهد التكنولوجيا على شبكات التواصل الاجتماعي ، و كان ذلك في عام 1961 ، و كذلك تحدث أحد علماء الرياضيات عن تصميم حضري عمل على استقراء بعض النتائج التجريبية التي تعتمد على علم الرياضيات تحت عنوان الاتصالات و التأثيرات ، و اعتمدت الدراسة على الكثافة السكانية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية ، و قد عملت هذه الدراسة على التأكيد بشكل علمي على أن فردين من الولايات المتحدة الأمريكية يرتبطوا معا من خلال وسيطين أو أكثر ، و من المحتمل أن يرتبط سكان العالم كله بنفس الطريقة ، و قد أعيدت نفس التجربة في عام 1973 على بعض الحواسب ، و أثبتت وجود ثلاث درجات من الانفصال بين الأشخاص .
تجربة ميلغرام
هذه التجربة تم اعتمادها على يد ستانلي ميلغرام أستاذ علم الاجتماع و النفس في جامعة هارفرد ، تلك التجربة التي أثبتت في عام 1967 ، و تعلقت بأمر الانصياع للسلطة ، و من خلالها قام بتحديد حزمة عشوائية من الأشخاص في الولايات المتحدة ، و ذلك لتحديد الصلات بين الأشخاص ، و كان ذلك عن طريق ارسال بعض البطاقات البريدية و تتبعها ، و قد حاول الكثيرين التشكيك في نجاح التجربة ، حتى أنه تأكد من أن هناك 6 درجات من الانفصال .