الحرب العثمانية اليونانية لعام 1897 تعرف أيضا باسم حرب الثلاثين يوما هي حرب اندلعت بين الدولة العثمانية ومملكة اليونان عام 1897 بسبب جزيرة كريت العثمانية ذات الغالبية اليونانية، إذ تجددت الاضطرابات بالجزيرة للمطالبة بالانضمام إلى اليونان فقامت اليونان باحتلال الجزيرة الأمر الذي دفع الحكومة العثمانية لإعلان الحرب على اليونان، في نهاية الحرب وبتسوية من الدول العظمى تم إعلان جزيرة كريت منطقة تتمتع بالحكم الذاتي تحت السلطة العثمانية وفقا لبنود معاهدة إسطنبول (1897) التي انهت الحرب بين البلدين.
الحرب اليونانية العثمانية
جرت الحرب اليونانية العثمانية بين كل من أدهم باشا على قيادة الجيش العثماني و الذي كان مكونا من أكثر من 120 ألف جندي تقريبا، و على الجهة الاخرى كان قسطنطين الأول يقود جيش اليونان المكون من أكثر من ستين الف جندي تقريبا، و قد استمرت هذه الحرب حوالي ثلاثين يوما تقريبا، و لذلك يطلق عليها أحيانا اسم حرب الثلاثين.
سبب الحرب اليونانية العثمانية
كانت جزيرة كريت تقع تحت الحكم العثمانيين و لكن أغلبية سكانها كانوا من اليونانيين، و قد كان هؤلاء السكان يطالبون طوال الوقت بالتحرر من الحكم العثماني و الدخول تحت الحكم اليوناني، و حين تعالت الأصوات المطالبة بذلك، قامت اليونان باحتلال الجزيرة و وضعها تحت الحكم اليوناني، فأثار ذلك غضب الخليفة العثماني في تركيا، فقام الخليفة بإعلان الحرب على اليونان، و التي استمرت فقط ثلاثين يوما.
اعلان الحرب اليونانية العثمانية
مباشرة بعد أن أعلنت اليونان احتلالها لجزيرة كريت التابعة للحكم العثماني، قام السفير العثماني في العاصمة اليونانية أثينا بالتوجه لمقابلة وزير الخارجية اليوناني، و قد أعلمه بأن الدولة العثمانية قد قررت قطع علاقتها رسميا بدولة اليونان، و في الثامن عشر من ابريل عام 1897م تم اعلان الحرب الرسمية من العثمانيين على اليونان.
أحداث الحرب اليونانية العثمانية
بعد إعلان العثمانيين الحرب رسميا على اليونان، كان الجيش العثماني من البداية متفوقا في العدد على الجيش اليوناني، حيث كان عدد الجنود الضعف تقريبا، و قد تمكن الجيش العثماني من تحقيق الانتصار تلو الاخر على الجيش اليوناني، و في السابع و العشرين من شهر ابريل تمكن العثمانيون من الاستيلاء على بلدة لاريسا، و اضطر الجيش اليوناني إلى التراجع و محاولة تشكيل خط دفاعي عند بلدة فارسالا، و لكن العثمانيون واصلوا تقدمهم و استولوا على فارسالا، ثم تراجع اليونانيون إلى دوموكوس، و لكن العثمانيون حاصروهم مرة أخرى و انتصروا عليهم، و ظل الأمر كذلك حتى صدرت الاوامر بوقف اطلاق النار بين الطرفين.
نهاية الحرب اليونانية العثمانية
بعد تدخل من القوى الدولية، تم انهاء الحرب بين البلدين في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1897م، حيث تم الاتفاق على توقيع معاهدة بين البلدين، و قد سميت هذه المعاهدة باسم معاهدة اسطنبول، و كان من ضمن بنود الاتفاق في المعاهدة باستقلال جزيرة كريت تماما عن كلا من اليونان و الدولة العثمانية، و قد تنازلت ايضا اليونان طبقا لهذه المعاهدة عن جزء من حدودها مع تركيا، و تم تغريم اليونان غرامة مقدارها أربعة ملايين ليرة عثمانية كتعويض للدولة العثمانية بسبب الضرر الذي لحق بها.
النتائج الاقتصادية للحرب اليونانية العثمانية
كانت اليونان تعاني من الأساس من أزمة اقتصادية قبل الحرب اليونانية العثمانية بفترة كبيرة، و لكن زاد الأمر سوءا حيث أدت الشروط المفروضة على اليونان في بنود معاهدة السلام التي وقعت في اسطنبول إلى وقوع اليونان في أزمة اقتصادية كبيرة جدا، و قد انتهت هذه الأزمة بإعلان اليونان افلاسها التام في عام 1893م، و قد تعاونت كل من بريطانيا و فرنسا و روسيا لمساعدة اليونان في تسديد دينها للدولة العثمانية حسب اتفاقية السلام، و كذلك تسديد ديونها و حل ازمتها الاقتصادية عن طريق قرض قيمته 6.8 مليون جنيه استرليني، و الذي تم تجميع قيمته من ثلاثين بنك في عدة دول مختلفة.