معركة نسيب أو نزيب إحدى أهم المعارك التي دارت بين كل من الدولة العثمانية و الجيش المصري ، و قد كانت هذه المعركة في منطقة نسيب الموجودة الآن بجنوب تركيا .
الخلفية التاريخية للمعركة
– بعد حكم إبراهيم باشا سارت الأوضاع مضطربة بشدة بسبب سياسة التجنيد الإجباري ، و في الوقت ذاته قرر الباب العالي استعادة سوريا من محمد علي باشا ، و كان هذا الوقت يشهد دعم الدول الغربية للدولة العثمانية ، فكانوا يعملوا على اضعاف همة الجيش المصري ، و كذلك اضعاف إبراهيم باشا .
– تعكس هذه الحرب حالة واضحة من الإنشقاق في وحدة الدولة العثمانية و مصر التي تعد من أكبر الولايات التابعة لها ، و نتج هذا عن ضعف الدولة العثمانية و التطورات الشديدة التي أقامها محمد علي ، مما أدى إلى نشوب خلاف مع الخليفة العثماني الذي أعلن فعليا عن كرهه لمحمد علي .
– عمل محمد علي على استغلال حالة الوهن التي أصابت الدولة العثمانية ، و كذلك حالة الانقسام بين مختلف القوى الأوروبية ، و عمل على وضع استراتيجية ناجحة تحت قيادة إبراهيم باشا ، و ساعده على ذلك مهاراته القتالية القوية .
التدخل الأوروبي و الوضع المادي
– بعد أن تفككت الدولة العثمانية حاولت العديد من القوى الأوروبية استغلال الوضع ، و كان هذا التدخل من أجل توقيف عملية نشأة دولة مسلمة جديدة على يد محمد علي ، و لذلك عملت كلا من بريطانيا و النمسا على تقوية الدولة العثمانية في مواجهة محمد علي ، و قد بدأت خطتهم بقطع الاتصال بين الجيش المصري و المواقع البحرية السورية ، و بالفعل اضطر إبراهيم باشا للعودة إلى مصر ، و يشير بعض المؤرخين أن هذا الأمر كان عقب مرحلة طويلة من الانتصارات لصالح إبراهيم باشا ، لدرجة أنه كان يطمح في الوصول للاستانة و اسقاط الدولة العثمانية ، أما بالنسبة للوضع المادي و المعنوي للجيشين ، فقد اتسموا بتعادل الكفتين تقريبا ، فقد كان الجيش المصري مدرب على أعلى مستوى ، فضلا عن أن إبراهيم باشا كان خبير بالاستراتيجيات المتبعة في الكفة العثمانية .
وقوع المعركة
– بعد أن وصل جيش إبراهيم باشا ، حاول ارسال بعض الفرق الاستطلاعية للتعرف على تفاصيل معسكرات الأتراك ، و أقام دراسة ميدانية للمنطقة التي أقيمت فيها المعركة ، و كانت خطته تعتمد على الالتفاف حول معسكر العثمانيين ، و ذلك لحرمانهم من الاستفادة من تلك التحصينات الموضوعة لمواقعهم ، و لكن القائد البروسي حاول أن يقنعهم بالانسحاب ، و ذلك بعد إدراكه لخطة إبراهيم باشا ، و ذلك لأنه كان قد خشى من قتال الجيش المصري بعيد عن الحصون .
– شهد هذا الوقت عدة أخطاء استراتيجية ، كانت أولها عدم إحكام السيطرة على الطرق و الجسور التي يستخدمها إبراهيم باشا ، و كانت هذه الغلطة من قبل حافظ باشا الحاكم البروسي ، هذا فضلا عن ملاحظة إبراهيم باشا لضعف الجانب الأيسر للجيش العثماني ، أما من الناحية المصرية فتمثلت غلطة إبراهيم باشا في قلة الذخائر و التي كادت أن تنتهي .
– دارت العديد من المناوشات من الجانبين ، فضلا عن عمليات الكر و الفر ، حتى أمر إبراهيم باشا بهجوم الجيش المصري تحديدا الوسط و سلاح المدفعية على الجيش العثماني ، فتمكنوا من سحقهم و أسر حوالي 15 ألف عثماني .
نتائج المعركة
تم إبادة الجيش التركي ، و بالنسبة لمسألة الأسرى فقد أعلنوا ولائهم لمصر ، عندها توجه الأسطول العثماني إلى الإسكندرية ، وقتها وقع في قبضة المصريين ، و تم تسليم الأسطول بالكامل لمحمد علي ، و كلن العداء قد ظل مع الدول الأوروبية لرغبتهم في اضعاف الشرق ، و بالفعل تم ابرام معاهدة لندن في عام 1840 لتجريد مصر من ممتلكاتها .