يعتبر فن الخطابة من فنون التحدث مع الجمهور، وجذب الجميع للإصغاء للحديث، والتأثر به، وهناك أنواع مختلفة من الخطب تختلف هذه الأنواع بإختلاف الجمهور والهدف منها، وكذلك المناسب ورائها، ففي بعض الأحيان يكون مضمون الخطبة ديني يسعى للدعوة وموعظة الأفراد، وفي بعض الأخر يكون سياسي يتم إلقاؤه في المؤتمرات والندوات السياسية، وأحيانًا تكون الخطبة حربيًا ويكون الهدف من ورائها هو تجميع الجنود من أجل الجهاد والدفاع عن الوطن.

ماهي الأسس التي يقوم عليها فن الخطبة

تقوم الخطبة على مجموعة من الأسس تتمثل أهمها في

1- ضرورة أن يتوفر الفن بالخطبة، أي لابد من توفر الخبرة وكذلك المعرفة والمرونة.

2- يجب أن تؤثر الخطبة على عواطف المستمعين وتعمل على إثارة هذه العواطف.

3- ضرورة أن يوجد جمهور كبير من المستمعين.

4- يجب أن يتوفر خطيب جيد، حيث يجب ألا يكون مجرد قاريء لكتاب أو موضوع.

أهم خصائص الخطبة

يحب أن تتسم الخطبة بمجموعة من الخصائص التي تتمثل أهمها في:

1- يجب أن تتراوح الخطبة بين الإيجاز والطول، بحيث يجب ألا تكون طويلة يمل منها الجمهور، كما يجب ألا تكون قصيرة لاتتناول كافة جوانب الحدث كلها.

2- ينبغي أن تركز الخطبة على موضوع واحد فقط وعلى فكرة رئيسية بدون أن تتشعب لمواضيع خارجة عن الموضوع الرئيسي، بالإضافة لضرورة أن يكون موضوع الخطب جديدًا وليس مكرر.

3- يجب أن تكون الخطبة جيدة تتناسب مع جميع أحوال الأشخاص المستمعة لها، فعلى سبيل المثال نلاحظ أنه يجب عدم تقديم خطبة حربية للأشخاص كبار السن الذين ليس لديهم قوة أو صحة من أجل الدفاع عن الوطن.

4- تشمل الخطبة على كل من الاساليب الإنشائية والإستفهام وكذلك اسلوب النداء التي تعمل على إثارة إنتباه جميع المستمعين وتعمل على تجديد نشاطهم.

5- يجب أن تقوم الخطبة على الجمل القصيرة وفي نفس الوقت يجب أن تشتمل هذه الجمل على المعاني المكتملة،  كما يجب أن يكون بين الجمل بعضها وبعض فواصل متقاربة لاتشتت تركيز المستمع على الإطلاق.

6- يفضل أن تستعين الخطبة وتستشهد ببعض الأيات القرآنية والأحاديق النبوية وبعض أبيات الشعر وكذلك أحداث تاريخية معينة تتناسب معها.

أهم عناصر الخطبة

تشمل الخطبة على مجموعة من العناصر التي تتمثل في:

1- المقدمة التي تعمل على التمهيد للموضوع الرئيسي، وتحتوي هذه المقدمة على مجموعة كبيرة من الأقوال المأثورة وتقوم بطرح العديد من الأسئلة المختلفة.

2- العرض وهو من عناصر الخطبة التي لايمكن أن يتم الإستغناء عنها على الإطلاق، ويشترط أن يتم به ترتيب الأفكار بصورة منطقية، ويتم عرض هذه الأفطار من المهم ثم الأهم، وكذلك من العام للخاص.

3- الخاتمة والتي يتم بها تلخيص جميع ما تضمنته الخطبة، كما تشمل الخاتمة أيضًا على مجموعة من العبارات القوية والمؤثرة التي تسعى لتأثير على مشاعر جميع المستمعين لها.

أهم شروط الخطيب

هناك مجموعة من الشروط التي لابد من توافرها بالخطيب وتشمل هذه الشروط على مايلي:

1- سلامة النطق وإمكانية إظهار جميع مخارج الحروف بطريقة جيدة دون أن يوجد بها أي إعوجاج أو لدغة.

2- الصوت الجمهوري والذي يجب أن يصل لجميع أفراد الجمهور كلهم، مع ضرورة أن يكون مقترن بالقدرة على تغيير إيقاع صوته بما يتلائم مع طبيعة الموضوع الذي يتحدث به، فعلى سبيل المثال يجب أن يتم خفض الصوت حينما يتحدث عن شيء حزين، كما يجب أن يقوم برفع صوته في حالة الحديث عن الجهاد.

3- ضرورة أن يمتلك الخطيب معرفة بجميع نفسيات المخاطبيين حيث يسهل ذلك على الحديث معهم وتوصيل لهم جميع المعلومات بسهولة.

4- يجب أن يتسم الخطيب بالجرأة وإعتزازه بنفسه، مع ضرورة أن يستخدم لغة الجسد حتى لا يكون مجرد جامد أو ثابت، ومن المعروف أن لغة الجسد تشمل على كل من حركات الأيدي وعلى تعبيرات الوجه المختلفة أيضًا.

خطبة استسقاء مؤثرة مكتوبة

نقدم إليكم نموذج لخطبة استسقاء مؤثرة

” الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والحمد لله مغيث المستغيثين ومجيب المضطرين ،لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا إله إلا الله الولي الحميد لا إله إلا الله الواسع المجيد لا إله إلا الله الذي عم بفضله وإحسانه جميع العبيد وشمل بحلمه ورحمته ورزقه القريب والبعيد فـ: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ﴾ [سورة هود: 6]، ﴿ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام:59].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله أفضل النبيين المؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بهديهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً.

أما بعد، أيها الناس:

اتقوا الله تعالى واعرفوا نعمته عليكم بهذا الماء الذي يسره الله لكم فأنزله من السماء ثم سلكه ينابيع في الأرض وخزنه فيها لتستخرجوه عند الحاجة إليه ولو بقي على وجه الأرض لفسد وأفسد الهواء ولكن الله بحكمته ورحمته خزنه لكم: ﴿ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر: 22].

فاحمدوا الله أيها المسلمون على هذه النعمة واعرفوا قدر ضرورتكم إلى الماء الذي هو مادة حياتكم وحياة بهائمكم وأشجاركم وزروعكم وإنه لا غنى لكم عن رحمة الله إياكم به طرفة عين ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [الملك:30].