من صور التقرب بين المسلمين تقديم الهدايا و الصدقات فتقع محبتهم في قلوب بعضهم البعض ، و من خلال الهدايا و الصدقات تُسد حاجات الفقراء و المساكين .

تعريف الهدية 

– الهدية لغة : إذا نظرنا إلى تعريف الهدية في اللغة نجد أنها اسم مفرد ، و جمعها هَدِيّات ، أو هَدايا، و المقصود بها ما يقدمه شخص لآخر ؛ تكريماً له ، أو إعراب عن حبه له ، أو تقديراً لشأنه ، أو لمناسبة معينة .

– الهدية اصطلاحاً : أما تعريف الهدية في الاصطلاح فهي تقديم شيء معين إلى أحد الأشخاص على سبيل التمليك ، دون أن يأخذ أجرًا على ما أعطاه .

تعريف الصدقة 

– الصدقة في اللغة : تعريف الصدقة في اللغة فهي جمعها صدقات ، و يتم إطلاقها على ما يُعطى للفقراء ، و تكون نية المُعطي هي التقرب إلى الله عزوجل ، أما صدقة الفطر في من أنواع الصدقات و التي يؤديها المسلم في شهر رمضان ، و قبل عيد الفطر ، و لها شروط محددة .

– الصدقة في الاصطلاح : تمليك في الحياة بغير عوض على وجه القربى إلى الله تعالى ، يتم استعمال الصدقة بمعناها اللغوي ، فيُطلق على زكاة المسلم في ماله لفظ الصدقة ، كما أن المال الذي ينفقه المسلم أيضًا هو صدقة ، و يقصد بالصدقة هو ما تم انفاقه طواعية و ليس على سبيل الواجب ، و قد يُشار إلى أنواع البر و المعروف أيضًا لفظ صدقة ، فالصدقة تبين صحة إيمان من يخرجها .

مقارنة بين الصدقة و الهدية 

– الصدقة من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى ، تشترك الهدية مع الصدقة في نقطة محددة ، و هي أنهما تتعلقان بما يُعطى من شخص لآخر ، فالعطية هي المعنى العام الذي تشتركان فيه ، أما الفرق الجوهري بينهما هو ، أن الصدقة يتم منحها لمن هو بحاجة لها ، و يكون هدفها الأساسي هو التقرب من الله عزوجل ، لكن الهدية يكون غرضها الأساسي هو التقرب من شخص بعينه ، أو تعبيرًا عن امتنان و تقدير شخص لآخر ، أو للاحتفال بمناسبة خاصة .

– و إن لم تكن العطية في معناها السابق ، فإنها تعد من قبيل الهبة أو العطية ، فقد جاء أنه من أراد إعطاء شئ لغيره و كان غرضه الثواب فقط ، فيعطيه له بنية الصدقة ، و تكره الصدقة إذا كان القصد منها المباهاة ، أو الرياء ، أو السمعة ، أما إن كانت بهدف جلب محبة أخ ، أو إزالة حقد ما ، فتكون الهدية أفضل من الصدقة .

حكم الهدية 

الهدية مشروعة في نص كتاب الله سبحانه و تعالى ، و في سنة النبي صلى الله عليه و سلم ، و اجمع عليها فقهاء المسلمين ، و يتضح ذلك في القرآن الكريم ، في قوله تعالى : “وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ” ، جاء أيضًا في السنة النبوية عن الهدية ، أن النبي صل الله عليه وسلم قال : “يا نِساءَ المُسْلِماتِ، يا نِساءَ المُسْلِماتِ، لا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِها ولَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ” ، و في حديث آخر قال : “لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لأََجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ” .

حكم الصدقة 

الصدقة من أهم الفرائض التي دعا إليها الإسلام ، و حبب القيام بها ، و ذلك من خلال الحث على البذل و الانفاق ، على أن يكون الهدف منها مواساة الفقراء ، و كسب الأجر ، و مضاعفة الثواب ، و تطهير النفس من الشح و البخل ، فيستحب للمسلم في كل وقت و في أي حال أن يتصدق بما فضل لديه من أموال ، و لقد جاء ذكر المتصدقين في قوله تعالى : “الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” .