عرف عن نبينا الكريم أن خلقه القرآن فقد كان انسانا رحيما يوقر الكبير و يعطف على الصغير ، و قيل عنه أنه أرحم الناس بالضعفاء فقد اهتم بكبار السن نظرا لكونهم ، صورة واضحة من صور الضعف على الرغم من الخبرة و الحكمة .
صور من تعاملات النبي مع المسنين
في يوم ما جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مسنا ، فأبطأ القوم ليتركوا له مجالا حينها رق له رسول الله ، و قال “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا” ، و هذا يعني أن توقير الكبير و احترامه جزء لا يتجزأ من صميم ديننا الإسلامي الحنيف ، و هي من أهم وصايا النبي صلى الله عليه وسلم .
موقف الرسول مع والد أبي بكر الصديق
من أروع المواقف التي تحدثت عن رحمة النبي ذلك الموقف ، الذي حدث في يوم فتح مكة ، حينما تحدث إلى أبي بكر الصديق حينما أتى بأبيه أبي قحافة ، و كان هذا الرجل رجل مسن طاعن في العمر ، و قد أتى به ليسلم على رسول الله في بيت الله الحرام ، حينها قال له رسولنا الكريم “هَلاَّ تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ” ، و كان ذلك على الرغم من أن هذا الرجل قد تأخر في إسلامه لمدة تعدت العشرين عاما ، و مع ذلك لم ينتقص هذا من قدره عند رسول الله ، فقد كان يرى أن الأبدى له أن يتحرك هو ذلك القائد المنتصر الرسول الكريم إلى بيت هذا المسن .
صلاة المسن
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بعدم الإطالة في صلاة الجماعة ، على الرغم من قدرها العظيم و كان ذلك خوفا منه على أن يشق على المسنين المصلين بها ، و كان هذا من بين المواقف التي تظهر اتساع افقه ، و تبين رحمة الدين للمسنين و الضعفاء و يتضح ذلك من أحد المواقف التي حدثت في السيرة النبوية ، و الذي ذكر عن رواية أبو مسعود الانصاري والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في موعظة أشدَّ غضبًا منه يومئِذٍ، ثم قال: “إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ” .
مناشدة النبي لإكرام كبار السن
– كان من بين المواقف التي أظهرت رحمة النبي و رأفته بكبار السن ، حرصه الشديد على توصية شباب المسلمين ، باحترام و اكرام كبار السن ، و ذلك اعتمادا على قوله صلى الله عليه وسلم “مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ” ، و كان يقصد هنا أن اكرام الشباب لكبار السن و الرحمة و الرأفة ، لضعفهم يردها الله جل و على لهم عندما يكبرون في السن ، فيجدون من يوقرهم و يكرمهم .
– و في هذا الصدد أيضا ذكر أن اكرام كبير السن يعتبر اجلالا لله ، و ذلك اعتمادا على قول رسولنا الكريم ، “إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ” و في هذا الأمر اكراما كبيرا لكبار السن ، فما همو حجم الاجلال و الاحترام الذي يجعل اجلال كبير السن ، مرتبطة بتقدير الله عز وجل هذا إلى جانب أن الدين الإسلامي ، جعل تقدير الكبير هو صميم و قلب الدين الإسلامي .
تجنيب المسنين مصاعب الحروب
من بين السماحة التي تحلى بها نبينا الكريم تلك الوصية التي تركها لصحابته و لقادة جيشه ، بتجنيب المسنين ويلات الحروب مهما حدث و مهما كان دينهم و اعتقاداتهم .