فرض الله تعالى الصلاة على المسلمون وبين أحكامها {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء:103]، كما بين لنا رسول الله صل الله عليه وسلم الفروض في الصلاة والنوافل، ومن خلال موضوعنا التالي سوف نتطرق إلى توضيح علماء السنة والجماعة لأهم الفروق في الأحكام بين كل من صلاتي الفرض والنافلة.
الفرق في الأحكام بين الفرض والنافلة:
هناك عشرة فروق بين صلاتي الفرض والنافلة وهي:
1. تصح النافلة في السفر على الراحلة ولو بدون ضرورة، فإذا كان الإنسان في سفر وأحب أن يتنفل وهو على راحلته، سواء كانت هذه الراحلة سيارة أو طيارة أو بعير أو غيرهم، فإنه يصلي النافلة على راحلته متجهًا حيث يكون وجهه، يومئ بالركوع والسجود، لأنه ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم انه كان يفعل ذلك.
2. أن الإنسان إذا شرع في الفريضة حرم أن يخرج منها إلا لضرورة قصوى، وأما النافلة فيجوز أن يخرج منها لغرض صحيح، وإن كان بغير غرض فلا يأثم إذا خرج منها ولكنه يكره كما ذكر أهل العلم.
3. يأثم الإنسان بترك الفريضة، أما النافلة فإنه يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.
4. أن الفريضة تشرع لها صلاة الجماعة أما النافلة فلا تشرع، إلا في صلوات معينة كالاستسقاء، وصلاة الكسوف على القول بأنها سنة، أما النافلة فلا بأس أن يصليها الإنسان أحيانًا في جماعة، فقد كان النبي صل الله عليه وسلم يصلي ببعض أصحابه جماعة في بعض الليالي، فقد صلى معه مرة ابن عباس، ومرة حذيفة ومرة ابن مسعود.
5. تحديد الوقت للصلوات المفروضة الخمسة بخلاف الكثير من النوافل.
6. يجوز للمسلم قضاء الفرض في الأوقات المكروهة للصلاة بخلاف صلاة النافلة التي لا تصح في الأوقات المكروهة.
7. صلاة الفرض يقام لها آذان وإقامة أما النافلة فلا.
8. جواز القصر للفرض دون النافلة.
9. الصلاة المفروضة تجبر بالنوافل.
10. ثواب الفرض يزيد على سبعين من ثواب النافلة.
حكم صلاة القيام في رمضان جماعة :
ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قام بأصحابه ثلاثة أيام ثم تأخر خوفًا من أن تفرض على الناس وهذا يدل على أن صلاة الجماعة في قيام رمضان سنة، لأن الرسول صل الله عليه وسلم فعلها ولكن تركها خوفًا من أن تفرض، وهذا مأمون بعد وفاته صل الله عليه وسلم.
الفرق بين الفرض والنافلة والسنة والمستحب:
– الفرض هو : ما فعله النبي صل الله عليه وسلم وداوم عليه ولم يتركه ولو لمرة واحدة في حياته.
– النفل هو : ما فعله النبي صل الله عليه وسلم ولم يداوم عليه، أي يتركه في بعض الأحيان ويفعله في بعض الأحيان.
– السنة هي : ما فعله النبي صل الله عليه وسلم، وأظهره حال كونه في جماعة وداوم عليه ولم يدل دليل على وجوبه.
– المستحب هو : ما فعله الرسول صل الله عليه وسلم أحيانًا أو أمر به ولم يفعله.
والحاصل أن ما زاد على الفرض والواجب يسمى سنة ومندوبًا ومستحبًا وهي على مراتب، وهي ما واظب عليه النبي صل الله عليه وسلم وفعله في جماعة، ولا يضر الخلاف في التسمية.