يحصل الثعلب القطبي بالكثير من الاهتمام وذلك بسبب لونه الذي يتميز به ، حيث أنه في أشهر الشتاء يكون لونه أبيض بحيث يمتزج بشكل جيد مع لون الثلج المحيط به ، أما في أشهر الصيف يكون لونه بنيًا حتى يمتزج بشكل جيد خلال ذلك الوقت من السنة أيضًا ، ويتراوح حجم البالغين بين 5 و 20 رطلاً ، وتكون الذكور أكبر من الإناث ولكن غالبًا ما يتم تحديد الحجم الكلي من خلال نظامهم الغذائي .

الثعلب القطبي

يعيش الثعلب القطبي في المناطق القريبة من القطب الشمالي في أوربا وآسيا وأميركا الشمالية وغرينلاند وإيسلندا، وهو قادر على البقاء في درجات حرارة قصوى تصل حتى 58 مئوية يحميه فراؤه الأبيض السميك الذي يحافظ على حرارة جسمه، وفراء الثعلب القطبي أكثر دفئا من فراء أي حيوان آخر بما في ذلك الدب القطبي والذئب القطبي، كما يغزو الفراء باطن قدميه وأذنيه الصغيرتين وخطمه القصير، ويساعده على التكيف مع برودة مناطق التندرا التي يعيش فيها، وفي الصيف يستبدل الثعلب القطبي فراءه الأبيض بفراء رمادي أو أسمر.

سُميّ بالقطبي لأنه يعيش في المنطاق القطبية في الجزر المنتشرة حول المحيط القطبي الشّمالي، وكذلك يتواجد في أقصى شمال آسيا وفي أوروبا وأمريكا الشّمالية، ويفضل العيش في المناطق الخالية من الأشجار، وما يميز هذا الثّعلب حجمه الصغير، حيث يبلغ طوله سبعين سنتمتراً وطول ذيله أربعين سنتمتراً، كما أن لون فرائه يتغير في الصّيف من اللون البني أو الرمادي إلى اللون الأبيض الناصع في الشتاء كوسيلة لإمساك فرائسه بسهولة.

مواصفات الثعلب القطبي

يتميز الثعلب القطبي بتكيفه السريع للظروف الجوية المحيطة به ، حيث يتكيف بسهولة مع الطقس شديد البرودة بسبب وجود الفراء الكثيف على أجسادهم ، كما أن لديهم أيضا طبقات سميكة من الدهون التي توفر لهم العزل والدفء التي يحتاجون إليها وهذا هو سمة من سمات الثعلب القطبي التي تسمح لهم للحفاظ على حرارة الجسم ، كما أن هذا الفراء يمكنهم من التحرك على الجليد بسهولة دون السقوط ،  يحتوي الثعلب القطبي على آذان طويلة جدًا وموجهة في الأعلى ، كما أن لديه أيضًا أنف طويل ولكن ليس واسعًا جدًا ، وكلتا الميزتين تسمحان لهما بشعور كبير من الرائحة ويمكنهما الرؤية جيداً في الليل حيث أن هذا أمر مهم لأنها حيوانات ليلية.

ذيل الثعلب القطبي

يستخدم الثعلب ذيله السميك ليحافظ على توازنه، كما يستخدم ذيله ليدفئ نفسه، وليتواصل مع الآخرين بهزه أو تلويحه.

سلوك الثعلب القطبي

يتميز الثعلب القطبي بسلوكه الاجتماعي المثير للاهتمام للغاية ، حيث أن الأنواع الأخرى من الثعالب تميل إلى قضاء وقتهم معزولين ما لم تكن مع رفيقة ، كما يتميزون بأنهم قادرون على التعرف على بعضهم البعض من خلال رائحة ، وغالباً ما تعود النسل الأنثوي من تلقاء نفسها لزيارة أمهن في وقت لاحق ، ويعتقد أن الثعلب القطبي هو المسؤول عن إدخال داء الكلب إلى منطقة نيوفاوندلاند في عام 1988 ، ونتيجة لذلك يشعر كثير من الناس بالقلق عندما يرون أحد هذه الثعلب خلال النهار .

غذاء الثعلب القطبي

الثعلب القطبي حيوان انتهازي، ففي الصيف وفي أثناء توفر الطعام يتغذى الثعلب القطبي على أي حيوان سواء كان حيا أو ميتا يجده في طريقه، وقد يأكل الحشرات أو ثمار العليق، ويختزن الثعلب القطبي بعضا من هذا الطعام للشتاء ليقتات به حين يقل الطعام، في الشتاء يتغذى الثعلب القطبي على الحيوانات البحرية بما في ذلك الطيور البحرية إضافة إلى ما اختزنه من الطعام في أثناء الصيف.

تكاثر الثعلب القطبي

يتميز الثعلب القطبي بموسم تزاوج طويل للغاية ، والأشهر الوحيدة التي لا يتزاوج فيها هي من يونيو حتى أغسطس ، وما هو مثير للاهتمام هو أن يقرر الزوج أن يتزاوج وبعد ذلك سوف يفعل ذلك عامًا بعد عام حتى يموت أحدهم أو يتم إزالته من هذا الموطن ، وحتى في هذه الحالة يمكن أن يستغرق الأمر عدة سنوات قبل أن يرغب الثعلب المتبقي في التزاوج مع آخر ، ويمكن أن تصل أعداد المواليد الصغار إلى 25 ثعلب وهي أكثر بكثير من الأنواع الأخرى من الثعالب ، ومع ذلك لديهم أيضا معدل وفيات عالية للغاية .

تكيف الثعلب القطبي

يتكيف الثّعلب القطبي مع البرد القارس من خلال الفرو الطويل الذي يغطي كامل جسمه، وكذلك آذانه قصيرة ودائرية أكثر حتى تحتفظ بالحرارة دائماً، وينحدر من هذه الفصيلة الثعالب الزرقاء الرمادية نسبة إلى فرائها، كما تتغذى الثعالب القطبية على الثدييات الصغيرة والطيور وبيضها وبقايا فرائس الدببة.