الأسد حيوان من الثدييات من فصيلة السنوريات وأحد السنوريات الأربعة الكبيرة المنتمية لجنس النمر (باللاتينية: Panthera)، وهو يُعد ثاني أكبر السنوريات في العالم بعد الببر، حيث تفوق كتلة الذكور الكبيرة منه 250 كيلوغراما (550 رطلًا). تعيش معظم الأسود البرية المتبقية اليوم في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولا تزال جمهرة واحدة صغيرة مهددة بالانقراض تعيش في آسيا بولاية غوجرات في شمال غربي الهند. كان موطن الأسود شاسعًا جدًا في السابق، حيث كانت تتواجد في شمال إفريقيا، الشرق الأوسط، وآسيا الغربية، حيث انقرضت منذ بضعة قرون فقط. وحتى بداية العصر الحديث (الهولوسين، منذ حوالي 10,000 سنة)، كانت الأسود تُعتبر أكثر ثدييات اليابسة الكبرى انتشارا بعد الإنسان، حيث كانت توجد في معظم أنحاء إفريقيا، الكثير من أنحاء أوراسيا من أوروبا الغربية وصولا إلى الهند، وفي الأمريكيتين، من يوكون حتى البيرو.

الأسد الإفريقي

الأسد الإفريقي هو أكبر الحيوانات آكلة اللحوم في إفريقيا، والأسد الإفريقي يميل لونه من اللون الأسمر المائل للصفرة إلى اللون البني الرملي، وينتهي ذيل الأسد الإفريقي الطويل بخصلة من الشعر سوداء اللون على الطرف، وذكور الأسد الإفريقي لديها لبدة متنوعة في الألوان من اللون الأسمر المائل للصفرة إلى اللون الأسود، كما أن الأسد الإفريقي لديه رأس كبير مع خطم (مقدمة الفم) ضخم، ونمط البقع عند جذور شعر الشارب هو فريد من نوعه لكل أسد، ويبلغ ارتفاع ذكر الأسد الإفريقي عند الكتف حوالي 1.2 متر، ويصل وزنه الى 190 كجم، وأنثى الأسد الإفريقي يبلغ طولها عند الكتف حوالي 90 سم، ويصل وزنها إلى 130 كجم.

تغذية الأسد الإفريقي

يعتمد الأسد الإفريقي على اللبؤات المنظمة في الصيد، كونها أسرع وأدق وأمهر منه، وهذا يعود لوزن قلب اللبؤة الذي يصل نحو 0.57 % من إجمالي وزن جسدها، عكس الذكر الذي يصل وزن قلبه نحو 0.45% من جسده الأكبر من الإناث، ما يجعلها أسرع منه، ورغم أن سرعتها تصل إلى 59 كيلومترا في الساعة، إلا أنها ليست مؤهلة للحفاظ على هذه السرعة لفترة طويلة، كالضبع الذي يصل وزن قلبه إلى 1% من إجمالي وزن جسده، لذلك يجب على اللبؤة أن تكون قريبة بشكل كاف من طرائدها نحو 30 مترا تقريبا وأن تكون محاطة بها قبل لحظة الهجوم.

الأسد الإفريقي مهدد بالانقراض

ويعتبر الأسد الإفريقي أحد الأنواع المهددة بخطر الانقراض الأدنى، حيث ارتفعت حدة تراجع أعدادهم من 30% إلى 50% خلال العقدين الماضيين، ما دفع العديد من بلدان العالم إلى إنشاء “حدائق الحيوان”، في محاولة للحفاظ عليها، ولدراسة كل الوسائل الممكنة لإكثارها.

رغم أن الأسد  الإفريقي حيوان مفترس رئيسي، ولا يمكن أن يفترسه أي حيوان آخر، إلا أن الإنسان لا يُعد كائنا على قائمة طعامه، ولا تعتبره على الإطلاق طريدة، بل إنه قد يتجاهله إذا ما صادفه، بل أن الإنسان هو الذي يقوم بمطاردة الأسد الإفريقي، ويهدد حياته، وإن كان البعض منه يمكن أن يفترس الإنسان، وهنا يعتبره البشر حيوانا مريضا يشبه آكلي لحوم البشر، أي “مسعورا”، فلا يتركوه إلا وقتلوه.

تكاثر الأسد الإفريقي

ليس هناك موسما محددا للتزاوج، وعادة ما تبدأ حياة التزاوج قبل بلوغ عمر 4 سنوات، وخلال فترة التزاوج التي تتطلب بضعة أيام، يجتمع الزوجان بين 20 و50 مرة في اليوم، لتحمل الأنثى صغارها نحو 110 يوما متواصلا، ثم تختار مخبأ مناسبا كالكهوف ووسط الأشجار الكثيفة ليكون مكانا آمنا لوضع أشبالها، ويصل عددهم ما بين 1 وحتى 4 أشبال، ويتراوح وزنهم بين 1.2 و 21 كيلوجرام.

سلوك الأسد الإفريقي

تمضي الأسود معظم وقتها وهي تستريح حيث تقضي حوالي 20 ساعة من اليوم وهي خاملة. وعلى الرغم من أن هذه الحيوانات قد تنشط في أي وقت من اليوم، إلا أن ذروة نشاطها تكون بعد الغسق، حيث تخصص فترة لتختلط مع بعضها، تسوس نفسها، وتتغوّط. كما وتنشط لفترات متقطعة خلال الليل حتى بزوغ الفجر، أي في الفترة التي غالبًا ما تتجه فيها للصيد. تمضي الأسود قرابة ساعتين في النهار وهي تمشي، وحوالي 50 دقيقة وهي تقتات.

مشاكل الأسد الإفريقي الصحية

تُظهر الأدلّة أن معظم الأسود، على الرغم من عدم وجود مفترسات لها، تموت بشكل عنيف بسبب النزاع مع البشر أو غيرها من الأسود،

ويصدق هذا القول على الذكور منها بالتحديد، التي يُحتمل أن تحتك بعنف بشكل أكبر من الإناث مع ذكور منافسة، كونها الحارسة الأساسية للزمرة. وعلى الرغم من أن ذكور الأسود قد تصل لسن 15 أو 16 عامًا في البريّة بحال لم يُطح بها أي ذكر أخر، فإن أكثرها لا يعيش أكثر من 10 سنوات، ولهذا السبب فإن متوسط حياة الأسد يكون أقل من ذاك الخاص باللبوة في البريّة بشكل ملحوظ. يمكن للأفراد من كلا الجنسين أن يُصابا بجراح بالغة أو حتى تُقتل عندما تتقاتل زمرتين تتقاطع أحوازها مع بعضها البعض.

تُصاب معظم الأسود بعدد من أنواع القرادات، التي تجتاج الأذنين، العنق، والأربيّة (أصل الفخذ).كما وقد تمّ عزل عدّة عينات بالغة من الديدان الشريطية التابعة لجنس Taenia من أمعاء الكثير من الأسود، حيث كانت قد هضمتها وهي لا تزال بعد يرقانات، عندما اقتاتت على لحم الظباء الغني بها. أصيبت الأسود في فوهة نغورنغورو بوباء نقله ذباب الخيل (Stomoxys calcitrans) عام 1962؛ مما أدى إلى ظهور بقع دمويّة عارية على جسدها، كما وأصيبت بهزال شديد جرّاء هذا المرض، وقد حاولت الأسود أن تتفادى لدغات الذباب عبر تسلّق الأشجار أو اللجوء إلى جحور الضباع ولكن دون جدوى؛ فنفق الكثير منها أو هاجر إلى مناطق أخرى مما أدى إلى انخفاض عدد الجمهرة من 70 إلى 15 فردا فقط، وقد عاد هذا الوباء وتفشّى مؤخرا عام 2001 ولكنه لم يقتل سوى ستة أسود. تكون الأسود معرّضة، في الأسر خصوصا، لعدد من الفيروسات مثل سل الكلاب أو حمى الهررة (CDV)، فيروس نقص مناعة السنوريات (FIV)، والتهاب صفاق السنوريات (FIP). ينتقل سل الكلاب إلى الأسود عبر احتكاكها مع الكلاب المستأنسة وغيره من اللواحم؛

في عام 1994 تفشّى هذا المرض في منتزه السيرنغتي الوطني مما أدى بظهور أعراض توافق عصبي عند الأسود مثل الانقباضات، وخلال تلك الفترة نفق العديد من الأسود بسبب الالتهابات الرئوية، والدماغيّة. أما فيروس نقص مناعة السنوريات، الشبيه بفيروس نفص مناعة البشر، فعلى الرغم من أنه لا يؤثر على الأسود بشكل ظاهري، فإنه يعتبر مدعاة للقلق بحسب ما يرى المحافظون على هذه الحيوانات، بسبب أن تأثيره مدمّر للقطط المستأنسة، ويدعوا هؤلاء إلى إجراء فحوصات متواصلة للأسود الأسيرة لمعرفة تأثيره عليها بشكل أدق. يظهر هذا الفيروس بشكل كبير عند الكثير من الجمهرات البريّة، حتى أنه متوطن في البعض منها، إلا أنه غائب تقريبا من الأسود الآسيوية وتلك القاطنة ناميبيا.