تعدّ الزواحف من أكثر الحيوانات قدرة على الصراع من أجل البقاء، فهي تعيش في الصحاري وغيرها من البيئات الجافة والمواطن التي تهلك فيها الكثير من الحيوانات الأخرى بسرعة، إن سرّ نجاح الزواحف في البقاء هو جلدها الحرشفي المقاوم للماء، هذا بالإضافة إلى قدرتها على البقاء بدون طعام لفترة طويلة، الأمر الذي يجعلها ملائمة لحياة الصّحراء؛ حيث الهواء الجاف وندرة الطعام أو صعوبة الحصول عليه.
معلومات عن الزواحف
- تعد الزواحف من أقدم الحيوانات الموجودة في الأرض، فمثلاً، تواجدت السلاحف منذ أكثر من مائتين مليون عام، بنفس الشكل الذي نراها به الآن، ولهذا فإن هذه الكائنات تعتبر فريدة ولها قيمة كبيرة، وتحتاج دراسات مستمرة وحماية من أي مخاطر للزوال والإنقراض.
- يوجد أكثر من 8000 نوع من أنواع الزواحف في العالم، وتنتشر في كافة قارات العالم على الأغلب فيما عدا القارة القطبية الجنوبية، فيكون الطقس فيها بارد بدرجة كبيرة، فيما تفضل الزواحف أن تعيش في الطقس الحار والرطب.
- يطلق على الزواحف إسم “ذوات الدم البارد”، وهذا لا يعني أن دمها لابد أن يكون بارد، ولكنها تستمد الحرارة من مصادر خارجية، ولا تتمكن من تنظيم درجة حرارة جسمها مثل البشر، ولذلك تعيش في الأماكن الرطبة والدافئة.
- الزواحف هي الكائنات الأطول في عمرها،فمثلاً يمكن للسلاحف أن تعيش أكثر من مائة وخمسين عام، ولذلك يطلق عليها إسم السلاحف المعمرة، كما تعيش التماسيح حوالي 70 عام، ويعيش أكثر نوع من الثعابين الأليفة “البايثون” حوالي 40 عام.
- أغلب ثعابين العالم (ثلثيها تقريباً) غير سام، ويصل عدد الثعابين السامة إلى حوالي 500 نوع فقط، و30 إلى 40 نوع أنواع ضارة، وهذا يعني أن نسبة الثعابين الخطرة على الإنسان لا تتعدى 2%.
- في قارة أستراليا، تنتشر الثعابين السامة أكثر من الثعابين الغير سامة، ويرجع هذا إلى طبيعة الطقس والتضاريس في هذه المنطقة.
- من الشائع أن الزواحف كائنات رطبة أو غروية، ولكن هذا خطأ، فهي ليست هكذا، ولا يوجد لديها أي غدد عرقية مثل الإنسان، ولهذا السبب فإن جلدها بارد وجاف.
- أغلب الزواحف لا تعيش في الأماكن الباردة، ويختلف هذا في السلاحف، وخاصةً التي تعيش في الماء، فبعض منها يمكن أن يعيش في الأماكن المتجمدة وتحت طبقات الجليد.
نظام الزواحف الغذائي
تتغذى العديد من الزواحف على الحيوانات التي تصطادها، إلا أن بعضها يتغذى على النباتات مثل السلاحف والسحالي، وهناك من يتغدى على المنتجات الحيوانية، وبعضها الأخر يتغذى على القواقع البحرية والمحار، أو على البيوض مثل الأفاعي الأفريقية التي أكلتها المفضلة هي بيض الطيور، وهذه الأنواع منها من يمضغ طعامه، ومنها من يبتلعه كاملا.
تكاثر الزواحف
تتكاثر معظم الزّواحف عن طريق وضع البيض، وبعضها يبني أعشاشا ثم يترك البيض لكي ينمو بمفرده. وبعضها الآخر يحمى بيضه ويرعاه إلى أن يفقس، كما أن القليل من الزواحف يلد.
حراسة البيض
تحرس ثعابين الأعشاب بيضها، وتضع بعض الثعابين بيضها في مناطق دافئة مثل أكوام السماد لمساعدته على النّمو، بينما ترقد الأصلة على بيضها، أو تعمل على تدفئته بأن تقوم بنفض جسمها؛ لتوليد الحرارة.
ويستغرق بيض معظم الزواحف عدة أسابيع لكي يفقس ويخرج صغير سحلية الورل من بيضته، كما أن درجة حرارة بيض التماسيح والسلاحف البرية لها تأثير على تحديد جنس الصغار، حيث تنتج الأعشاش الدافئة صغارا من جنس واحد أكثر من الجنس الآخر.
ولادة الصغار
بعض الثعابين والسحالي حيوانات ولودة، أي أنها لا تضع البيض بل تلد صغارها أحياء، وتعيش غالبية هذه الأنواع في المناطق الباردة التي تفتقد الدفء اللازم لفقس البيض، وتعتبر الأفعى البريطانية والسحلية العادية، من الأنواع التي تلد صغارا ، وكذلك السحلية الشوكية التي توجد في جبال أمريكا الشمالية.
البقاء للاقوى
تضع معظم الزواحف الكثير من البيض، وعلى العكس من الطيور، تترك معظم الزواحف بيضها بعد أن تضعه، وهذا يعني أن الصغار التي تخرج من البيض تكون مهددة بالخطر؛ لذا فإن خروج أعداد كبيرة من الصغار يساعد على أن يعيش بعضها على الأقل إلى مرحلة البلوغ.
تضع سلاحف البحر بيضها في حفر قامت بحفرها في رمال الشّاطئ، ويفقس البيض كلّه في وقت واحد، وبالتالي تتجه الصغار مسرعة نحو المحيط، ويعمل هذا الفقس والجري الجماعيّ على إرباك الحيوانات المفترسة، مما يساعد العديد من الصغار في الغالب على الوصول إلى الماء.
مواطن الزواحف
تعتبر الزّواحف هي المسيطرة على البيئة الصّحراويّة، إلا أن الصحراء ليست هي المكان الوحيد الذي تعيش فيه هذه الحيوانات العنيفة، حيث توجد الزواحف في بيئات غير صحراوية في جميع القارات عدا القارة القطبيّة الجنوبية، كما أنها تستوطن أيضا كثيرا من جزر العالم، وتصل غالبا إلى الجزر البركانية الجديدة قبل غيرها من الحيوانات البريّة الأخرى، ولا تعيش كل الزواحف على البر، فبعضها يعيش في البحيرات والأنهار، وهناك القليل منها يعيش في المحيطات.