يُعرف الذئب بأنه أي من النوعين من الحيوانات البرية الآكلة للحوم البرية، وهما الذئب الرمادي وهو الذئب المعروف وأكبر عضو في عائلة الكلب Canidae ويسكن في مساحات شاسعة في نصف الكرة الشمالي، والنوع الآخر هو الذئب الإثيوبي أو الحبشي الذي يسكن في مرتفعات إثيوبيا، كما ويتواجد ما يقارب أربعون نوعاً فرعياً من الذئاب ولهذا وفقاً لنظام المعلومات التصنيفي المتكامل ITIS فإن الذئاب تختلف أحجامها، حيث يبلغ حجم الذئب الرمادي البالغ ما يقارب 120-200 سم ويزن ما يقارب 18-79 كيلوجراماً، وكما يُشير اسمه فإن الذئب الرمادي يمتلك فرواً رمادياً كثيفاً أو فرو أبيض نقي أو أسود، بينما الذئب الأحمر هو أصغر قليلاً حيث يبلغ طوله حوالي 137-168 سم ويزن ما يقارب 23-36 كجم.

الذئب العربي

الذئب العربي (الاسم العلمي: Canis lupus arabs) حيوان من رتبة اللواحم وهو أصغر سلالات الذئب الرمادي والتي كانت تنتشر عبر شبه الجزيرة العربية بكاملها، إلا أنها اليوم تتواجد في بضعة جيوب معزولة في السعودية وتتواجد بقله في جنوب سوريا و فلسطين، والأردن، وبعض أجزاء سيناء على الأرجح. يعود السبب وراء تناقص أعداد هذه الذئاب بشكل كبيرٍ وملحوظٍ في الآونة الأخيرة، إلى الصيد الجائر والملاحقة بالسيارات والقتل العمد لها، إلا أن النشطاء في حماية البيئة وهيئات حماية البيئة قد اثبتت جدارتها بإعادتة لبعض المحميات وجعلة يتكاثر من جديد، إلا أن وضع السلالة ككل لا يزال غير مُطمئن على الإطلاق. تُعرف هذه الحيوانات محليّا في الدول التي تقطنها باسم الذيب أو الديب (جمعها ذياب أو دياب).

الذئب العربي وخطر الانقراض

انقرض الذئب العربي في بعض الدول العربية مثل الكويت وقطر والإمارات وبعض أنحاء السعودية، أما في عُمان فإن أعداد هذه الحيوانات تزداد شيئا فشيئا منذ أن منعت الحكومة الصيد ويتوقع أن تعيد الذئاب أعدادها إلى ما كانت عليه وتنشئ جمهرات جديدة في العديد من المناطق في المدى القريب بحال بقي حظر الصيد قائما وتركت الحيوانات لشأنها. وفي فلسطين يقدر عدد الذئاب العربية المتبقية بحوالي 100 أو 150 ذئبا تعيش في صحراء النقب ووادي عربة، وتستمر هذه الذئاب بالتواجد في هذه المناطق القاحلة بسبب العناية الكبرى التي توليها لها السلطات الإسرائلية المختصة، فالصيد محظور كما وتقوم الهيئات المختصة برمي جيف الأبقار النافقة في الصحراء من حين لأخر كي تعين الذئاب وغيرها من الحيوانات على البقاء.

معلومات عن الذئب العربي

الذئب العربي حيوان صغير الحجم متأقلم مع العيش في الصحراء، يبلغ ارتفاعه حوالي 26 إنش عند الكتفين ويصل في زنته إلى 40 رطلا، وأذان هذه الحيوانات تعد ضخمة بالنسبة لحجم جسدها وعند مقارنتها بسلالات وأنواع أخرى من فصيلة الكلبيّات، ويعتبر هذا الحجم الضخم للأذنين تأقلما مع الحياة في بيئتها الحارة فكثرة الأوعية الدموية فيها تقوم بتبريد جسدها. يمتلك الذئب العربي فراءً قصيرا خفيفا خلال فصل الصيف، إلا أن شعر ظهره يبقى طويلا حتى خلال هذه الفترة، يُعتقد أن هذا يُعد تأقلما لتجنب الإصابة بحروق شمسيّة. أما الفراء الشتوي فطويل، إلا أنه لا يصل لطول السلالات الشماليّة. وبالإضافة إلى هذا تختلف الذئاب العربية عن غيرها من سلالات الذئب الرمادي بأنها لا تعيش في قطعان كبيرة، إلا في موسم التزاوج الذي يمتد من أكتوبر حتى ديسمبر أو عند الاجتماع على ذبيحة أو مصدر كبير للطعام، وعوضا عن ذلك تصطاد في أزواج أو مجموعة عائلية مكونة من 3 أو 4 أفراد، كما تتميز عن غيرها بأمر يجعلها غير عادية وهو أنها لا تعوي وأصابعها الإثنين المتوسطين ملتصقان ببعضهما البعض، وهذه صفة كان يعتقد بأنها تميّز الكلب البري الإفريقي فقط.

سلوك الذئب العربي

تعيش الذئاب في مجموعات مكونة من ست إلى عشرة أفراد، ومن المعروف بأنها تنتقل لمسافات طويلة ربما لما يقارب 19.3 كيلومتراً يومياً، كما وتتعاون هذه الحيوانات الاجتماعية على فرائسها المفضلة وهي الحيوانات الكبيرة مثل الغزلان والأيل والموظ، وعندما تنجح في اصطياد الفرائس فإنها لا تأكل باعتدال حيث يستهلك الذئب الواحد ما يقارب 9.07 كيلوجراماً من اللحم على جلسة واحدة، كما وتتغذى الذئاب على أنواع مختلفة من الفرائس مثل الثدييات الصغيرة والطيور والأسماك والسحالي والثعابين والفاكهة.