علم النفس المعرفي هو فرع من فروع علم النفس، والذي يهتم بالعمليات الذهنية التي تحدث في الدماغ، فيدرس طرق التفكير، والإدراك، والتذكر، والتحدث، وحل المشكلات، لذلك يطلق عليه اسم علم النفس الإدراكي، ويؤمن علم النفس المعرفي بالحالات الذهنية الداخلية، مثل الدافع والرغبة والإيمان، وكان يستخدم في العلاج السلوكي بالاشتراك مع علم نفس السلوك .
تعريف علم النفس المعرفي
عرف العديد من العلماء علم النفس المعرفي تعريفات كثيرة ومختلفة، فقد عرفه العالم نيسر بأنه ” كل الطرق والعمليات التي يقوم بها الإنسان بهدف نقل المعلومات والمدخلات الحسية، ثم معالجتها عن طريق التفسير والتحويل والاختصار والتخزين، حتى يتم استعادتها بعد ذلك عند الحاجة إلى استخدامها “، أما العالم ريد فقد أطلق على علم النفس المعرفي اسم ” علم معالجة المعلومات ” .
أهم مفاهيم علم النفس المعرفي
1- علوم الدماغ
إن الاستنتاجات التي نشأت عن طريق التعاون بين علماء المخ والأعصاب وعلماء علم النفس المعرفي، أدت إلى ظهور إنجازات دقيقة من حيث دراسة طبيعة العقل عند الإنسان، وذلك عن طريق التحليل المخبري لمخ الإنسان من قبل علماء المخ والأعصاب، وكذلك التحليل العصبي من قبل علماء علم النفس المعرفي .
2- الإدراك
يعد الإدراك أحد موضوعات علم النفس المعرفي، وهو يهتم بالكشف عن المثيرات الحسية وبيانها وتفسيرها عند الإنسان، ولا يقتصر على إدراك خصائص الأشياء الطبيعية فقط، وإنما يشمل كذلك إدراك الرموز والمعاني، وشروط حدوثه هو وجود المثير، والتعرف عليه، والإحساس به، ومن ثم الاستجابة له .
3- الذاكرة
الذاكرة هي مجموعة المعلومات التي يجمعها عقل الإنسان ويحفظها فيها، حتى يتم استخدامها في المستقبل عند الحاجة إليها، وعندما يستقبل عقل الإنسان معلومة ما يحتفظ بها لفترة، وعلى حسب هذه الفترة تولد أنواع الذكرة الثلاث وهما : الذاكرة الحسية، وهي ذاكرة لحظية يمكنك تذكر المعلومة فيها لبضع ثوان فقط .
والذاكرة المؤقتة ( قصيرة المدى )، التي تخزن المعلومات لفترة قصيرة، ولا تستطيع تخزين أكثر من 9 أشياء في نفس الوقت، والذاكرة طويلة المدى أو الدائمة، وهي الذاكرة التي تحفظ فيها كل ذكريات الإنسان والمعلومات التي اكتسبها طوال حياته، والتي تستمر معه حتى الممات، إلا إذا أصابها عامل خارجي كالزهايمر .
4- تمثيل المعرفة
تمثيل المعرفة هي عملية تميز كل فرد عن الآخر، فرغم وجود بعض التشابه في عملية تمثيل المعرفة عند الأفراد حتى يمكنهم التعايش سويا، إلا أن كل فرد يستقبل المثيرات المختلفة بطريقة خاصة به تميزه عن الآخر، بطريقة تجعل استحالة وجود تطابق كلي في هذه العملية، وهي تتم عن طريق استخلاص المعلومات من الخبرة الحسية عند الإنسان، ومن ثم إعادة تنظيهما وإضافتها إلى المعلومات المخزنة سابقا في الذاكرة .
5- اللغة
من أهم مفاهيم علم النفس المعرفي هي اللغة، وهي عبارة عن مقاطع صوتية مكونة من حروف وأسماء وكلمات، وهي الطريقة التي تجعل الإنسان يتواصل مع الآخرين، وحتى يتواصل معهم لابد من وجود قاموس مخزن مملوء بالكلمات التي يستخدمها في المواقف المختلفة، وتساعد اللغة بعض الإشارات الحركية والجسدية التي توصل المعلومة بصورة أسهل وأوضح .
6- التخيل والتصور الذهني
يستطيع الإنسان في عملية التخيل أو التصور الذهني تكوين بعض الصور الذهنية، أو الخرائط المعرفية لأشياء قام برؤيتها سابقا، من شوارع، وأماكن، وبلاد، ومباني، وأحداث، والتي يستطيع تخيل هذه الصور والخرائط الذهنية أمامه، ومن ثم تحويلها إلى كلمات تعبر عنها وتصفها لشخص آخر .
7- التعرف على النمط
رغم أن الإنسان يتصور أن الأحداث التي تحدث له في حياته منفصلة ومجزئة، إلا أنها في الواقع عبارة عن مجموعة من المثيرات الحسية المتكاملة، ذات النمط الواحد .
8- حل المشكلات
إن المشاكل التي تواجه الإنسان يوميا في حياته، والتي يلزم معها خلق وابتكار الحلول لحلها،هي ما تسمى في علم النفس المعرفي بالعملية العقلية، والتي يبحث فيها الشخص عن آلية مناسبة لحل مشكلاته، ويلزم معها اتخاذ قرارات ما، لكي يصل الشخص في النهاية إلى اكتشاف حل للمشكلة لم يراه أو يكتشفه من قبل .
9- الانتباه
إن المعلومات التي يقوم عقل الإنسان باستقبالها من البيئة المحيطة، والتي يتم اختيارها وانتقائها من بين كمية كبيرة أخرى من المعلومات، ذلك لأن عقل الإنسان لا يستطيع الانتباه إلى هذا الكم الهائل من المعلومات أو الأحداث في نفس الوقت، وإلا حدث خلل في سلوكه وتشتت في انتباهه وتركيزه .