ولد جورج دي بوفون / Georges-Louis Leclerc في كوت دور في السابع من سبتمبر 1707م وتوفي في باريس في السادس عشر من أبريل عام 1788م ، وكان عالم كون فرنسي ومؤرخ طبيعي ورياضياتي ، تأثر الجيلين التاليين من مؤرخي الطبيعة بأعماله ، ومنهم جان باسيت لامارك وجورج كوفييه ، وقام بوفون بنشر ستة وثلاثون مجلدا ذي صفحة ربعية في موسوعته “التاريخ الطبيعي ” خلال حياته ، كما تم نشر مجلدات إضافية اقتبست من بعض أبحاثه وملاحظاته خلال عقدين بعد وفاته .
رأي إرنست مابر في بوفون : “كان بوفون بحق أب جميع الفكر في التاريخ الطبيعي خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر”.
نشأة جورج بوفون : كان جورج دي بوفون قد ولد في مونتبارد ، بررغندي ، كان والده موظفا محليا مسؤولا عن ضريبة الملح ، وكان يدعى “بينجامين فرونسوا ليكيراك” ، ووالدته “آن كريستين مارلين” كانت من عائلة موظفين ، وسمي جورج مباركة باسم عم والدته العرابه .
الحياة المهنية لجورج دي بوفون : في عام 1732م انتقل بوفون إلى باريس وزامل العديد من المثقفين من بينهم فولتير ، كان يعمل في مجال الرياضيات وأدخل إلى نظرية الإحتمال حساب التفاضل والتكامل ، ومن هنا جاءت تسمية مسألة “إبرة بوفون” في الإحتمال باسمه ، وفي عام 1734م تم قبوله من الأكاديمة الفرنسية للعلوم ، وقام بمراسلة الرياضياتي السويسري “غابرييل كرامر” خلال هذه الفترة .
قام بوفون أيضا بدراسة الخشب ، وأجرى العديد من التجارب لصفات الخشب الميكانيكية ، حيث قارن بين خصائص العينات الصغيرة والكبيرة ، وفي عام 1739م تم تعينة رئيسا لحديقة الملك الباريسية ، وظل في هذا المنصب حتى توفي ، وخلال عمله حول هذه الحديقة إلى منبر ومتحف للبحث ، وتمكن من توسيعها وشراء أراضي جديدة ، كما جلب عينات للعديد من أنواع النباتات والحيوانات من جميع بقاع العالم المختلفة .
وفي عام 1753م تمت دعوته للإنضمام إلى أكاديمية اللغة الفرنسية نظرا لموهبته في الكتابة ، ال بوفون في “خطابات حول الأسلوب” الذي ألقاه على مسمع أكاديمية اللغة الفرنسية: “تنطوي الكتابة الحسنة على التفكير والشعور والتعبير الحسن، وعلى صفاء العقل والروح والذوق …. إن الأسلوب هو الإنسان بنفسه”
وفي عام 1752م تزوج بوفون من “ماري فراسواز دو سان بيلين مالين” ، التي كانت تنتمي إلىأحد العائلات النبيلة الفقيرة في بورغندي ، وكانت هذه الفتاة مسجلة في مدرسة رهبانية تتولى إدارتها شقيقتها ، ولد الطفل الثاني لهما عام 1764م ، وبقى على قيد الحياة خلال طفولته ، وتوفيت ماري عام 1769م ، وفي عام 1772م أصيب جورج بمرض شديد ، تراجع عن مقترح أنه يكون ابنه خليفة له في إدارة حديقة الملك ، نظرا لأنه لم يكن مقترحا منطقيا فكان ابنه لا يزال في الثامنة عشر من عمره ، ولكنه أزاد عقاراته وأراضيه في بورغندي وأصبح يمتلك مقاطعة ، لذلك جعل ابنه كونتا ، وفي عام 1782م تم انتخاب بوفون عضوا فخريا أجنبيا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم .
وفاة جورج بوفون : توفي في باريس عام 1788م ، ودفن بوفون في المصلى المجاور لكنيسة سانت – أورس مونتبارد ، وكان ذلك أثناء الثورة الفرنسية ، وتم فتح قبره وصنع طلقات نارية من الرصاص المغطى لتابوته .
أهم أعمال جورج بوفون : قام بوفون بتأليف 36 مجلدا في التاريخ الطبيعي ، ضمت جميع المعارف الخاصة بالعلوم الطبيعية في هذا الحين ومنها نظريَّة الأرض، التَّاريخ العامّ للحيوانات، والتَّاريخ الطَّبيعي للإنسان، وعن الطّيور والمعادن أيضا ، وأصدر الجزء الأول المخصص للأرض من هذه المجموعة (التاريخ الطبيعي) عام 1727م .