جبل أهل الكويت منذ القدم على مد يد العون والمساعدة الإنسانية عبر أعمال خيرية بلغت مختلف أرجاء الأرض بعيدا عن أي اعتبارات تتعلق بالدين أو العرق أو الجنس أو اللون ما منح دولة الكويت مكانة رائدة في المنطقة والعالم وجعل منها مثالا يحتذى في الخير والبذل والعطاء.

وتنوعت سبل العمل الخيري في البلاد حيث تعمل مؤسسات الدولة جاهدة كذلك المواطنون على تقديم المساعدات لكل من يحتاجها في أي مكان حول العالم وإيصال الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب وخدمات صحية وتعليمية إلى المجتمعات الفقيرة. وبرز من أهل الكويت رواد ورموز للعمل الخيري ونشر الإسلام الوسطي وثقافة التسامح بين الناس يقدمون الخير أينما استدعى الأمر مضحين بأنفسهم وراحتهم من أجل تقديم رسالتهم الإنسانية السامية التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة.

عبد الرحمن السميط
قدم الشيخ عبد الرحمن حمود السميط مسيرة طويلة من العطاء التي تخطت حدود البلد، لكي تصل إلى آفاق أفريقيا حيث أنه وضع بصمة طيبة تحكي قصة كفاحه، و من أهم الأعمال التي قام بها تأسيس لجنة مسلمي مالاوي في الكويت و التي كانت في عام 1980.

و قام بتأسيس فروع لجمعية الطلبة المسلمين في مدن مونتريال و كوبيك في كندا، و قد ساهم من خلال لجنة الاغاثة الكويتية التي قامت بإنقاذ أكثر من 320ألف مسلم من الجوع و الموت في السودان و الصومال، و هذا عن طريق مساهمته في لجنة مسلمي إفريقيا.

و كما قام بالعديد من المشاريع الخيرية و التي منها بناء 1200مسجد، و قام بدفع رواتب شهرية ل3288 داعيا و معلما، و قام ببناء مئات الآبار في المناطق الجافة، كما قام ببناء مستشفى و مستوصف، و له الكثير من الأعمال الخيرية المتنوعة، و رحل الشيخ عبد الرحمن السميط رحمه الله في شهر أغسطس عام 2013.

عبد الله النوري
ولد النوري في عام 1905 و هو من أهم و أبرز رجال الفقه، و هو واحد من الأسماء اللامعة التي برزت في مجال البذل الكويتي، و هو له بصمة كبيرة من الأعمال الخيرية و التي لا تزال ماثلة في وجدان أهل الكويت و قد سجل الشيخ النوري رحمه الله إسهامه باعتباره واحد من علماء الكويت الذين أضاءوا الطريق، لمن جاءوا بعدهم سواء قولا أو عملا.

و هو لم يزل قدوة حسنة في العالم العربي، حيث أنه أصبح بكل شيء قام بتقديمه حيا في تاريخ الوطن و قلوب الناس، و من ضمن أعماله الخيرية أنه ذهب إلى إندونسيا و معه مبلغ من المال و قام بتوزيعه على المدارس و المستشفيات، كما قام ببناء مدرسة إسلامية في أستراليا و قام بشراء دار لتصبح مقر للمدرسة.

علي الجسار
الشيخ علي الجسار واحد من أبناء الكويت الأوفياء لوطنهم، فقد وصل برسالته إلى قلوب الجميع في الوطن فهو كان واعظا تربويا و مصلحا اجتماعيا و عالما و شيخا فاضلا، كما يعد رحمه الله من الرجال الذين يواظبون باستمرار على تقديم النصح و الإرشاد، و العمل على خدمة المسلمين بالطرق المختلفة سواء من خلال خطب الجمعة أو عن طريق البرامج المتعددة في الإذاعة و التليفزيون.

فهو من الأوائل الذين انضموا إلى الحركة الإعلامية من خلال تليفزيون الكويت، و هذا بسبب إلتزامه و استمراره في تقديم الحديث الديني الأسبوعي و طرحه للكثير من القضايا الدينية التي تتميز بالبساطة، و رحل الشيخ على الجسار في شهر أغسطس عام 2006.

محمد معرفي
واحد من رجال الخير الكويتيين فشخصيته تميزت بحبه للأعمال الخيرية، و قام بتقديم الصدقات و التبرعات في السر و العلن، و من ضمن أعماله الخيريه مستشفى الولادة و رعاية الأطفال في البصرة، حيث أن الشعب العراقي كان بحاجة إلى المزيد من الرعاية الصحية، و أسس الكثير من المشروعات الخيرية التي تعود بالنفع على الكثير من البشر في شتى بقاع الأرض، و توفي رحمه الله في شهر أكتوبر عام 1976 و توجد الكثير من أعماله التي لم يتم معرفتها إلا بعد وفاته.

عبد الله العلي المطوع
هو واحد من أهم رجال الفعاليات الاقتصادية التي تساعد في دعم العمل الخيري و الاقتصادي في الكويت، حيث أنه قام بتسخير ماله و وقته في الخدمة الانسانية عن طريق مئات المشاريع الخيرية، مثل المدارس و المستشفيات و كفالة الأيتام و رعاية الأرامل و المسنين.

و أيضا المعوزين من أدغال أفريقيا إلى آسيا و أوروبا الشرقية و غيرها الكثير من البلدان التي زارها، فكان رحمه الله من أهم و أبرز رجال العمل الخيري المحب له و المنفق عليه، و على كل أوجه الخير حيث أنه كان يستقبل أصحاب الحاجات و يسعى إلى خدمتهم، و توفي الشيخ عبد الله رحمه الله في شهر سبتمبر عام 2006.