أسعد بن زرارة هو من النصارى من الخزرج، وهو أول من أسلم من النصارى ومن الخزرج، وقد كان نقيبا على قومه، وكان يعد من أصغر النقباء سنا، وهو أول من بايع الرسول عليه الصلاة والسلام في بيعة العقبة الثانية.
إسلام أسعد بن زرارة
لقد كان أسعد بن زرارة هو وذكوان بن قيس ذاهبان إلى مكة، قاصدين عتبة بن ربيعة، وعندما وصلا إلى مكة سمعا ما يقال فيها عن رسول الله وعن دين الإسلام فذهبا إلى الرسول عيه الصلاة والسلام، وسمعا منه وقد عرض عليه الصلاة والسلام عليهم الإسلام وقرأ عليهم بعض أيات القرأن الكريم، ولما سمعا أسلما على الفور ثم عادا إلى المدينة دون الذهاب لعتبة، وهما يعدان أول من أسلم من أهل المدينة المنورة.
أهم صفات أسعد بن زرارة
1-نصرته للحق: وهذا يتضح في سرعة إستجابته لدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام له للدخول في الإسلام، حيث أنه بعدما سمع من الرسول أسلم على الفور بعد ما تيقن أنه الحق، وهو أيضا أول من بايع الرسول عليه الصلاة والسلام في بيعة العقبة الثانية، وهذا يوضح مدى مقدرته على تيقن الحق والتمسك به.
2-كان شخصا إيجابيا: وكان هذا يتضح في موقفه من الدعوة للدين الإسلامي، حيث كان يسعى مع مصعب في المدينة ليدعو من بها للإسلام وقد أثر في إسلام كلا من أسيد بن حضير وسعد بن معاذ رضي الله عنهم.
3-فهمه الصحيح للأمور: لقد كان يفهم الإسلام جيدا ويفهم معنى مبايعة الرسول ويحترم هذه البايعة ويقدرها وهذا يتضح عندما قام وبايع الرسول عليه الصلاة والسلام في بيعة العقبة الثانية، حيث كان أصغر من بايع الرسول سنا، ولكنه أول من نهض وبايع الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم خطب في القوم قائلا أنهم لم يأتوا كل هذه المسافة إلا لأنهم يعلمون أنه رسول الله ومن يبايع الرسول عليه أن يعرف أنه سيناله غضب العرب جميعا وأنه سوف يقف لنصرة الرسول وقد يموت في هذا هو أو أحد المقربين منه، وقال لهم إذا كان عندكم إستعداد لهذا بايعوا الرسول وإن لم يكن فلا تفعلوا، فما كان من القوم إلا قاموا جميعا وبايعوا الرسول عليه الصلاة والسلام.
دوره في إسلام بعض الصحابة
لقد كان له دور في إسلام كلا من سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، حيث كان سعد وأسيد يجلسان في بستانهما وشاهدا أسعد بن زرارة ومصعب بن عمير يدعون الناس للإسلام، فأرسل سعد بن معاذ أسيد لهما ليجبرهما على الذهاب من هذا المكان، فذهب أسيد لهما ومعه حربة، وعندما شاهده أسعد قادم نحوهم قال لمصعب أنه أسيد سيد قومه ولو أمن سوف يتبعه قومه، فقال له مصعب لو جلس سوف نتحدث معه، ولما وصل لهما أسيد وبدأ يسبهما، قال له مصعب إجلس وإسمع منا فلو أعجبك ما سمعت فإقبل به وإن لم يعجبك فلا تقبل به، فجلس وسمع ما تلاه عليه مصعب من القرأن، فأمن على الفور وسألهما ماذا يجب أن يفعل حتى يدخل في الإسلام فأخبراه أن يغتسل ويتطهر ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وفعل مثلما قالا، وأخبرهما أنه سوف يرسل لهما سعد بن معاذ حيث أنه سيد قومه ولو أسلم سوف يتبعه قومه، ولما أرسله حدث معه مثل ما حدث مع أسيد وأسلم هو الآخر.
وفاة سعد بن زرارة
هو أول من توفي من الصحابة بعد هجرة الرسول إلى المدينة، وقد مات أثناء بناء مسجد الرسول، وكان هو أول من صلى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام، وبعد وفاته ذهب قومه إلى الرسول يقولون له أن نقيبهم مات وأنهم يريدوه أن يعين نقيبا آخر عليهم فقال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام أنا نقيبكم.