كان الصحابي الجليل عامر بن فهيرة رضي الله عنه حافظا وأمينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبي بكر الصديق ، وكان ثالثهما في الهجرة ، ونال خاتمة الشهادة جزاءا من الله عز وجل ، فعندما قام قاتله بطعنه ، خرج من جرحه نورا ، وعندما مات غاب في السماء حيث رفعته الملائكة إلى الأعلى والناس يشاهدون ذلك .

عامر بن فهيرة : كان يكنى أبا عمرو ، وكان عبدا أسود اللون يملكه (الطفيل بن عبد الله بن سخبرة) ، وهو أخ لعائشة لأمها ، وكان عامر بن فهيرة من أوائل من أسلم ، حيث أعلن إسلامه قبل دخول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وكان لايزال مملوكا ، وكان يحسن الإسلام ، قام أبو بكر الصديق بشراؤه وأعتقه .

عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق : عندما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق إلى غار ثور ، أمر سيدنا أبي بكر مولاه عامر أن يرعى أغنامه ، فقام برعايتها مع رعاة أهل مكة ، وفي المساء قام بحلبها ، وكان يقوم بمحو أثر  عبد الله بن أبي بكر الصديق إذا خرج من عندهما ، وهاجر عامر مع الرسول وأبي بكر وبصحبتهم دليل من بني الديل وكان مشركا .

روى البخاري عن عائشة قالت : لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغارٍ في جبل، فمكثا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر ويدلج من عندهما بسحر، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحةً من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسل، وهو لبن منحتهما، حتى ينعق بها عامر ابن فهيره بغلسٍ، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث.

وعن عائشة قالت: لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر، وعامر بن فهيرة، ورجل من بني الديل دليلهم ، و عندما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة اشتكى كل من أبو بكر ، بلال وعامر بن بن فهيرة رضي الله عنهم (لأي من المرض : حيث أصابتهم الحمى ) .

وفاة الصحابي عامر بن فهيرة : قتل عامر بن فهيرة  يوم بئر معونة عام 4 من الهجرة ، وكان يبلغ من العمر أربعين عاما ، ولكنه قد شهد غزوتي بدر وأحد أيضا ، قال عامر بن الطفيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لما قدم عليه: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه ؟ قال : هو عامر بن فهيرة.

قاتل عامر بن فهيرة : يقول علماء السيرة : قام (جبار بن سلمى) بطعنه فأنفذه ، بمعنى أن السيف دخل من ناحية في جسمه وخرج من الأخرى

فقال عامر: فزتُ والله جبار.
أما قوله: ” فزت والله ” قالوا: بالجنة.
فأسلم جبار، ولم يوجد عامر، قال عروة بن الزبير: يرون أن الملائكة دفته.

وعن الزهري قال: أخبرني ابن كعب بن مالك قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني سليم نفراً فيهم عامر بن فهيرة، فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم

قال الزهري: فبلغني أنهم التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه. قال: فيرون أن الملائكة دفنته.

وعن عروة : أن عامر بن الطفيل كان يقول من رجل منهم (أي من الصحابة) ؟ لما قتل رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونَهُ ؟ قالوا : هو عامر بن فهيرة.

قال عامر بن الطفيل : “رأيت أول طعنة طُعنها عامر بن فهيرة نوراً أخرج فيها “

عن عروة بن الزبير قال : لما قدم عامر بن الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه ؟ فقال له: هو عامر بن فهيرة “

وذكر ابن المبارك عن عروة قال: طلب عامر بن فهيرة يومئذ في القتلى فلم يوجد قال عروة: فيروون أن الملائكة دفنته أو رفعته.

وروى ابن المبارك قال: زعم عروة بن الزبير أن عامر بن فهيرة قتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفنوا فيروون أن الملائكة دفنته .

قال ابن كثير : وقد ذكر عروة وابن إسحاق والواقدي وغير واحد، أن عامرا قتله يوم بئر معونة رجل يقال له جبار بن سلمى من بني كلاب، فلما طعنه بالرمح قال: فزت ورب الكعبة، ورفع عامر حتى غاب عن الابصار حتى قال عامر بن الطفيل: لقد رفع حتى رأيت السماء دونه،

وسئل عمرو بن أمية عنه فقال: كان من أفضلنا ومن أول أهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم قال جبار: فسألت الضحاك بن سفيان عما قال ما يعني به ؟ فقال يعني الجنة

قال ابن تيمية : وعَامِرُ بْنُ فهيرة : قُتِلَ شَهِيدًا فَالْتَمَسُوا جَسَدَهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَكَانَ لَمَّا قُتِلَ رُفِعَ فَرَآهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ وَقَدْ رُفِعَ وَقَالَ : عُرْوَةُ : فَيَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ رَفَعَتْهُ .