لقد وضع الإسلام نظامًا فريدًا للاجتماع، لحمته التراحم والتعاطف، وسداه التكافل والتكاتف، ومبناه على التعاون على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان، وقيام كل مسلم بما يجب عليه تجاه من يعامله أويصل إليه. وقد عظم الله حق المسلم على المسلم، وحق القريب على قريبه، وحق الجار على جاره
رابط المادة: http://iswy.co/e1019v
وللجار على جاره العديد من الحقوق فلابد من الوقوف معه عند الظلم وتقديم النصح له، وإذا رأى الجار جاره ظالما لابد من نصحه ليتخلص من هذا الظلم، ويسعى للإصلاح بينه وبين من ظلمه، حيث أن الجيران في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتناوبون في تعلم العلم من الرسول صلّ الله عليه وسلم ثم يأتي كل منهم إلى جاره ويعلمه ما تعلم، ويفعل جاره مثله.
حقوق الجار على جاره
فالجار هو أقرب الناس سكنا للإنسان، وبسبب قرب الجار من الجار يكون أكثر معرفة به وبظروفه، ولابد أن يساعد الإنسان جاره، فالجار قد يعلم عن جاره أمور قد تخفى على أهله وأقرب الناس إليه، فإذا كان للإنسان جار ذو خلق ودين فأن ذلك يكون من أسباب سعادته وراحته في بيته.
وكان العرب قبل الإسلام يتفاخرون بحسن الجوار، وبإكرام الجار والإحسان إليه، ويسعون دائما إلى القيام بدورهم تجاه الجار، وبعد أن جاء الإسلام حرص على استمرار هذا الخلق العظيم في مراعاة حق الجار، حيث قال الله سبحانه وتعالى { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ } فأمر الإسلام المسلمين بالإحسان إلى الجار قريبا أم بعيدا عربيا أم أعجميا دون أن يميز الإنسان بين العرق واللون، فلابد أن يكون للجار احتراماُ ومكانة واعتبار وحقوق سواء كان مسلم أو غير مسلم.
حق الجار على جاره في الإسلام
- الإحسان إلى الجار قولا وفعلا، وحمايته وتأمينه وستر عوراته وحفظ سره.
- مشاركة الجار في الأفراح ومواساته في مصائبه وأحزانه.
- تلبية دعوة الجار في زيارته في الظروف الطبيعية.
- زيارة الجار وعيادته في حالة المرض.
- تفقد الجار وتلبية احتياجات قدر المستطاع.
- السعي وراء منع الأذى عن الجار بكافة صوره.
- مساعدة الجار في حل مشاكله.
- إعطاءه المال في حالة القدرة على الإقراض.
- السعي وراء الإصلاح بين الجيران المتخاصمين.
- مساعدة الجار على تعلم العلم الشرعي في حالة القدرة على تعليمه.
- مصاحبة الجار إلى المسجد وتشجعيه على ذلك.
- رد الغيبة عن الجار وإحسان الظن به دائما.
- الصبر على الأذى من الجار.
- المبادرة بالسلام.
- السعي وراء تشييع جنازته عند وفاته.
فضل الإحسان إلى الجار
للإحسان إلى الجار في الإسلام فضلا عظيما، حيث أمر الإسلام بمراعاة حقوق الجار والإحسان إليه وعد إيذائه، وجاء الإحسان إلى الجار في القرآن الكريم مقترنا بعبادة الله سبحانه وتعالى وبالإحسان إلى الوالدين، {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا } سورة النساء الآية 36 وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا الإحسان إلى الجار قال ” ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”.
نهى الرسول صلّ الله عليه وسلم عن إيذاء الجار، وجعل إيذاء الجار من الأفعال التي تعتبر نقصا في إيمان المسلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليم وسلم ” والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: ومن يا رسول الله؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه”.
أنواع الجيران في الشريعة الإسلامية
صنف الإسلام الجيران إلى ثلاثة أصناف وهم :
جار له حق واحد فقط، وهذا هو الجار الذي له حق الجوار فقط، وهو الجار غير المسلم، فهذا الجار لا تربطه بجاره صلة قربى.
جار له حقان، وهو الجار المسلم ولا تربطه بجارة صلة قربى ورحم، ولكن يكون الجار في تلك الحالة له حق الجوار وحق الإسلام.
جار له ثلاثة حقوق، وهو الجار المسلم من الأقارب، فيكون هذا الجار له حق الجوار، وحق الإسلام وحق القربى والرحم.
جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” الجيران ثلاثة : جار له حق واحد وهو أدنى الجيران حقاً، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق وهو أفضل الجيران حقاً، فأمّا الجار الذي له حق واحد فالجار المشرك لا رحم له وله حق الجوار، وأمّا الذي له حقان فالجار المسلم لا رحم له وله حق الإسلام وحق الجوار، وأمّا الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم، وأدنى حق الجوار ألا تؤذي جارك بقتار قدرك إلا أن تقدح له منها”.
فعلى الجار أن يتعامل مع جيرانه كما أمرنا الإسلام، فالجار المسلم ذو الأخلاق العالية والطاعة، يكون له كل حقوق الجوار، ولكن في كافة الأحوال لابد من الإحسان إلى الجار والتعامل معه إرضاءاً لله سبحانه وتعالى.