رجاء بن حيوه الكندي هو أحد التابعين الصالحين، ولد وعاش في بيسان في فلسطين عام 660، كان ملازما للخليفة عمر بن عبد العزيز ولم يصاحب خليفة بعد وفاته، وبعد أن ذاع صيته بين العلماء قام عبد الملك بن مروان بتعينه وزيرا ومستشارا, كما كان من مستشاري سليمان بن عبد الملك
نبذة عن حياة رجاء بن حيوه
– ولد في بيسان في فلسطين كان يعتنق الدين المسيحي فقد ولد لأب وأم مسيحيين.
– أسلم هو ووالده وعائلته عندما كان في سن الخامسة عشر بعد أن قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بفتح فلسطين وخطب بالناس.
– كان معماري وشيخا من شيوخ الشام وفقهائها وتعلم على يد الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه.
– تفقه وروى عن معاذ وعن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم أجمعين
– كان يروي عن عبد الله بن عمرو ومعاوية بن أبي سفيان وأبي سعيد الخدري.
– تقرب من خلفاء بني أمية وكان يجالس عمر بن عبد العزيز حتى أصبح فيما بعد أقرب مستشاريه.
– اشتغل بمنصب الوزير في عهد خلافة عبد الملك بن مروان والمستشار في عهد سليمان بن عبد الملك ثم بعد ذلك في عهد عمر بن عبد العزيز وبعد وفاة عمر لم يصاحب أي خليفة بعده.
– توفِّي رجاء بن حيوه سنة 112 هجرية أي ما يوافق عام 730 ميلادية.
أقوال رجاء بن حيوه الشهيرة
– من لم يؤاخ إلا من لا عيب فيه قل صديقه، ومن لم يرض من صديقه إلا بالإخلاص له دام سخطه، ومن عاتب إخوانه على كل ذنب كثر عدوه.
– ما أحسن الإسلام ويزينه الإيمان وما أحسن الإيمان ويزينه التقوى وما أحسن التقوى ويزينه العلم، وما أحسن العلم ويزينه الحلم وما أحسن الحلم ويزينه الرفق.
دور رجاء بن حيوه في بناء قبة الصخرة
– تذكر قصص التاريخ دور التابعي رجاء بن حيوه في بناء قبة الصخرة.
– فعندما أراد عبد الملك بن مروان أن يبني بيت المقدس قام بجمع الأموال والعمال ثم وكَّل الأمر لرجاء بن حيوه فأحسن الرجاء التصرف بالمال وبنى القبة خير بناء.
– فقد كانت تحفة معمارية عظيمة، ولم يكن لها مثيل على وجه الأرض في ذلك العصر.
– كان ابن كثير يقول في وصف القبة بعد أن بناها الرجاء: فبنوا القبة فجاءت من أحسن البناء، وفرشاها بالرخام الملون، وعملا للقبة جلالين أحدهما: من اليود الأحمر للشتاء، وآخر: من أدم للصيف وحفا القبة بأنواع الستور، وأقاما لها سدنة، وخدامًا بأنواع الطيب والمسك والعنبر والماورد والزعفران، ويعملون منه غالية ويبخرون القبة والمسجد من الليل، وجعل فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل الذهب والفضة شيئًا كثيرًا، وجعل فيها العود القمارى المغلف بالمسك وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة وكانوا إذا أطلقوا البخور شم من مسافة بعيدة.
نصيحة رجاء بن حيوه لسليمان بن عبد الملك
– قد كان رجاء بن حيوه صادقا في نصيحته فقد روى عن رجاء بن حيوه أنه قال عندما ثقل سليمان بن عبد الملك: رآني عمر في الدار أخرج وأدخل وأتردد فدعاني.
– فقال لي: يا رجاء أذكرك الله والإسلام أن لا تذكرني لأمير المؤمنين أو تشير بي عليه إن استشارك فوالله ما أقوى على هذا الأمر فأنشدك الله إلا صرفت أمير المؤمنين عني.
– فانتهرته وقلت: إنك لحريص على الخلافة لتطمع أن أشير عليه بك فاستحيا ودخلت.
– فقال لي سليمان: يا رجاء من ترى لهذا الأمر وإلى من ترى أن أعهد؟
– قلت: يا أمير المؤمنين اتق الله فإنك قادم على الله، وسائلك عن هذا الأمر وما صنعت فيه.
– قال: فمن ترى؟
– فقلت: عمر بن عبد العزيز.
– قال: كيف أصنع بعهد أمير المؤمنين عبد الملك إلى الوليد وإلي في ابني عاتكة أيهما بقي؟
– قلت: تجعلهما من بعده.
قال: أصبت ووفقت جئني بصحيفة فأتيته بصحيفة فكتب عهد عمر ويزيد من بعده وختمها، ثم دعوت رجالاً فدخلوا عليه.
– فقال لهم: إني قد عهدت عهدي في هذه الصحيفة ودفعتها إلى رجاء وأمرته أمري وهو في الصحيفة اشهدوا واختموا الصحيفة، فختموا عليها وخرجوا فلم يلبث سليمان أن مات، فكففت النساء عن الصياح وخرجت إلى الناس.
– فقالوا: يا رجاء، كيف أمير المؤمنين؟
– قلت: تعلمون منذ اشتكى أسكن منه الساعة.
قالوا: لله الحمد.
فقلت: ألستم تعلمون أن هذا عهد أمير المؤمنين وتشهدون عليه؟
– قالوا: بلى
– قلت: أفترضون به؟
– قال هشام: إن كان فيه رجل من ولد عبد الملك وإلا فلا.
– قلت: فإن فيه رجلا من ولد عبد الملك.
-قال: فنعم إذا ، فدخلت فمكثت ساعة.
– ثم قلت للنساء اصرخن وخرجت فقرأت الكتاب والناس مجتمعون.