هناك تفاصيل لا يعرفها الكثيرون عن حياة الأسرة المالكة في السعودية، ولم يستطع أحد معرفتها إلا من خلال العاملين بالقصر الملكي، فالقيام بالولائم والعزائم بالقصر الملكي وراءه أبطال حقيقية، استطاعوا أن يحظوا بثقة الملوك على مر العصور، حتى تمكنوا من العمل بالمطبخ الملكي لتقديم كل ما لديهم من خبرة لاعداد هذه الولائم التي نالت استحسان الملوك وضيوفه، ومن بين أبطال المطبخ الملكي هو الطباخ أيمن البغدادي البالغ من العمر 53 عاما والذي عمل بالمطبخ الملكي حوالي 20 عاما من الإبداع والتميز حتى اعتبر من أوائل الطباخين في المطبخ الملكي على مر العصور .
كانت البداية للطباخ أيمن البغدادي في مطبخ القصر الملكي بإعداد وليمة لأبناء الأمير عبد الله الفيصل، حيث نالت هذه الوليمة استحسان الجميع ولم يكن بتفميره في يوم من الأيام أن يعمل لدى العائلة الملكية على الإطلاق، بل جاء التعيين بمحك الصدفة، فعندما كان عمره 33 عاما قام بإعداد وليمة لأبناء الأمير عبد الله الفيصل، وبعدها طلب منه الأمير تركي العبدالله افتتاح محل خاص به يقوم بإعداد الطعام به، وقد ساعده الأمير سواء كان بالمساعدة المعنوية أو المادية، التي من خلالها استطاع الطباخ أيمن بغدادي من تطوير حاله واكتساب خبرات ومهارات جديدة في الطبخ للوصول إلى أعلى مستوى ممكن من الاحترافية في مجال الطبخ خاصة في تحضير الأسماك لأنها كانت من أهم الوجبات المفضلة لدى أبناء الأسرة المالكة .
وبالفعل استطاع أيمن بغدادي من اكتساب كافة المهارات الخاصة بصنع وتحضير الأسماك وقد بدأ مهنته بطبخ الأسماك ثم انتقل إلى طبخ اللحوم خاصة طبخ الخرفان خاصة بعد تولي الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم، ومن الجدير بالذكر أنه تولى طبخ كافة الولائم والعزائم التي تمت في هذه المرحلة ، وقد نوه إلى الطعام المفضل لدى الملوك وهو سمك الناجل التي لا تخلو أي مائدة طعام منه لذلك استطاع أن يقدم كل ما لديه من خبره في صنع هذا النوع من السمك المعد بطريقة معينه، وقد كان له الشرف بتحضير سمكة كبيرة يصل وزنها إلى 13 كيلو جرام قطعة واحدة مقلية بدون أن يقطعها في أحد المناسبات الشخصية والتي أبهرت كل الحضور بشكلها الشهي وبديكورها الرائع، حتى ظن أحد الضيوف أنها غير حقيقية بل إنها من المجسمات على المائدة وليست معدة للأكل .
وقد لقب الطباخ أيمن البغدادي بطباخ الملوك خاصة وأنه قدم الكثير من الأطباق التي أعدها بنفسه إلى الملوك وعلى رأسهم فهد بن عبد العزيز، والملك عبد الله بن عبد العزيز، والملك سلمان بن عبد العزيز ويروي أيمن عن مدى سعادته بمقابلة الملك سلمان وتشريفه بكتابه كلمة في السجل الخاص به والتي اعتبرت وساما حقيقيا ومكافأة له على أداءه الممتاز في القصر الملكي.