أحيناً الأخطاء الطبية، أو التشخيص الخاطئ قد يتسبب في كوارث بشرية، تودي بحياة أصحاء، وتجلب أحياناً العاهات، والآلام مِن لاشيء، فقط تشخيص خاطئ، أو تشخيص بدون عِلم، أو تسرع في التشخيص وإلى أخر ذلك قد يجلب الدموع، وينتزع الآمال مِن عيون، وقلوب البشر. في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية وقعت حادثة غريبة مِن نوعها، فقد قامت سيدة بالولادة مُبكراً في مستشفى خاص لتوأمين في شهرهما الخامس، حيث أخبرهم الطبيب الذي أجرى عملية الولادة للسيدة أن الجنينين ولِدا ميتين، وعلى أساس ذلك قام شقيق، وزوج السيدة باصطحاب الطفلين للمغسلة وهُناك اتضحت الكارثة. هي قصة قصيرة مكونة مِن بداية ونهاية وفقط.
بداية القصة
القصة تبدأ مِن ذهاب حمود الحارثي مع شقيقته إلى مُستشفى خاصٍ معروف بالطائف وذلك ظُهر يوم السبت الموافق 26 مِن شهر مارس الجاري بسبب تعب حلَّ عليها لحملها في الشهر الخامس أي في (20أسبوعاً)، وبعد وصولها للمشفى قرر الأطباء إجهاض فوري للسيدة بعد أن تم تشخيص حالتها أنها تُعاني مِن آلام، وتقلصات الولادة، وفعلاً تم إجهاض الجنينين (ذكر وأنثى)، إلا أن الأطباء أخبروهم أنهما متوفيان، وقاموا بتسليمهم الوليدين “بشراشف” بيضاء، ثم قام شقيق السيدة وزوجها(والد الطفلين) ونقلهما “لمغسلة العباس للموتى” بمحافظة الطائف، حيث قررا أن يغسلا الطفلين بعد العصر، لتتم الصلاة عليهم بعد المغرب.
بُدأت عملية التغسيل للوليدين، وبدأ المُغسل بسكب الماء على الجنين الذكر، والذي أبدى حركة، وسُمع له نبض، وصدر عنه صُراخاً، حيث قام المُغسل بتأكيد أن الجنين مازال حياً، ومن ثم أُستدعي الهِلال الأحمر، وأجروا فحوصهم على الوليدين مرة أخرى ليؤكد أن الذكر حي لديه نبضٌ ويتنفس، والأنثى متوفية.
على الفور قام الهلال الأحمر بالتنسيق ونقل(الجنين الذكر) إلى مُستشفى الأطفال بمدينة الطائف، حيث تم إخضاعه لفحوصٍ طِبية، وعلى إثرها تم تنويمه في العناية المُركزة بالمستشفى.
غضب ذوا السيدة مِن ذلك الخطأ الذي قامت بِه المُستشفى الخاص، مِن أولاً: التوليد المُبكر لها وهي مازالت في شهرها الخامس، وثانياً: مِن تسليمهم الوليدين على أنهم ومتوفيان، ثم يظهر أن أحدهم مازال على قيد الحياة، وطالبوا المسئولين بوزارة الصحة باتخاذ الإجراءات النظامية بحق المستشفى وتطبيقها عليهم.
نهاية القصة
لم تتوقف القصة عِند ذلك الحد فبعد ثلاث ساعات مِن نقل الوليد الذكر إلى مُستشفى الأطفال، توفي في العِناية المُركزة رسمياً حيث قد لحق بشقيقته التوأم، وسيتم تسليمه لذويه (يوم الأحد) ليقوموا بدفنه. كما أصر خال الجنين الذي توفي بعد أن أُعلنت وفاته وهو على قيد الحياة على مُحاسبة المسئولين في المُستشفى الخاص لما قاموا بِه مِن تسليمهم الجنينين على أنهم أموات ليظهر فجأة أن أحدهم مازال على قيد الحياة قبل أن ينتقل ليُقابل وجه رب كريم بعد ذلك في مُستشفى الأطفال..
توجه لجنة للمستشفى
وفور ذلك توجهت لجنة رسمية لتِلك المُستشفى، وبدأت اللجنة في التحقيق في تِلك القضية، ويُنتظر حتى الآن أن يصدر بياناً عن صحة الطائف تقوم فيه بتوضيح تفاصيل تِلك الحادثة بعد إنتهاء التحقيقات بشكل نهائي. حيث أعلنت صحة الطائف عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر أنه وفور إنتهاء اللجنة مِن دراسة الحالة سيتم إصدار بيان رسمي مُفصل عن تِلك الحادثة.
وقد أكد مُدير العلاقات، والإعلام المتحدث الرسمي بصحة الطائف عبد الهادي الربيعي في وقت لاحق أنه تم تأجيل سفر الأطباء الذين لهم عِلاقة بذلك الموضوع، وذلك وفقاً لأحكام مزاولة المهن الصحية وذلك لحين الانتهاء مِن التحقيقات، وصدور النتائج النهائية.