لم تتمكن إيران حكومة وشعبا من السيطرة على غضبها وحقدها الذي طالما كانت تحمله ضد المملكة العربية السعودية وكل من يعارض سياستها ونظامها التعسفي والمحرض لنشر الإرهاب وعم الفوضى في المنطقة لبسط نفوذها وسيطرتها وفرض نظامها على سائر البلاد من حولها ، فصبت لجام غضبها إزاء تحجيم مكانتها وتدخلها السافر في شئون البلاد الأخرى ولا سيما المملكة العربية السعودية ، التي وقفت لها الند للند ولم تسمح بأن تشيع في الأرض فسادا وتنفذ مخططاتها الإرهابية في المنطقة ، فقامت بحماية بلادها والبلدان المجاورة لها بكل جوارحها ، ومسكت بقبضة من حديد لكل التعديات السافرة والتجاوزات التي نجمت عن أفعال إيران والأيادي الخفية التابعة لها والتي أصبحت مرئية ومسموعة أمام العالم بأجمع ، فلم تأبه المملكة للتهديدات التي تقوم بها إيران بين الحين والآخر منذ بداية انطلاقة عاصفة الحزم التي عارضتها بشدة بل وكانت الممول والداعم الرئيسي للميليشيات الحوثية ابنة ايران المدللة ويدها اليمنى للوصول إلى السلطة وفرض سيطرتها على منطقة الخليج العربي من خلالها ، ونهاية بتنفيذ المملكة وبكل حزم لأحكام الشرع في حق الإرهابيين على رأسهم نمر النمر القيادي البارز والموالي لإيران ونظامها ، فجن جنونها ، ولم تعد تسيطر على أفعالها ، فأطلقت خوارجها لينشروا الفوضى ويقتحموا سفارة المملكة في طهران والقنصلية في مدينة مشهد ، محاولين إحراقها وتدميرها ، مرددين أبشع العبارات اللاأخلاقية والتي تنم على أخلاقيتهم هم ، ناهيك عن التصريحات المعادية وبشدة للمملكة العربية السعودية من قبل وزير خارجيتها ، وتدخله السافر في الشأن الداخلي السعودي بدون وجه حق .

وبناءً عليه ، فقد أعلنت مملكة الحزم عن قرارها في قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي مع إيران وطرد جميع دبلوماسيها من المملكة .. إليكم التفاصيل كاملة في المقال أدناه .

السعودية تقطع علاقتها بإيران :
أعلن وزير الخارجية عادل بن احمد الجبير في مؤتمر صحفي تم عقده مساء يوم الأحد الموافق 3/1/2016 في مقر وزارة الخارجية بالرياض ، عن قرار المملكة العربية السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ، وطرد أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية التي تشمل السفارة والقنصلية والمكاتب التابعة لها ، من الأراضي السعودية ، وذلك في مهلة أقصاها 48 ساعة .

وقد قامت المملكة بإجراء عائلات منسوبي البعثة من نساء وأطفال إلى دبي ، حيث بلغ عددهم 47 شخص ، وقد كان من المقرر مغادرتهم على متن رحلة طيران الإمارات في تمام الساعة السابعة والثلث من مساء يوم الأحد 3/1/2016 بتوقيت طهران ، وقد تعرض المنسوبين إلى بعض المضايقات من قبل السلطات الإيرانية التي حاولت إعاقة مغادرتهم مما أدى إلى تغيير الرحلة إلى الساعة العاشرة من مساء نفس اليوم بتوقيت طهران ، ولله الحمد فقد وصل أعضاء البعثة إلى دبي وكان في استقبالهم وزير الدولة لشئون الخارجية الإماراتي ” أنور القرقاش “

الأسباب :
صرح رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير ” أسامة بن أحمد نقلي ” أن بعثتي المملكة من السفارة والقنصلية تعرضتا إلى اعتداءات سافرة في إيران ، فبعد الإعلان عن تنفيذ حكم الإعدام بحق المتهم الإرهابي نمر النمر ، تجمع أكثر من ألفي شخص أمام المبنى وبدأوا برشق الحجارة والزجاجات الحارقة ، وتعرضت القنصلية إلى تكسير في بعض نوافذها الخارجية ، وحاول بعضهم من اقتحام المبنى ولكن لم يتمكنوا من ذلك ، والغريب في الأمر أن السلطات الإيرانية كانت تشاهد هذه الأعمال العنيفة والتخريبية ولم تتحرك ساكنا لتمنع هؤلاء الخوارج من أفعالهم المشينة ولم تقم باعتقال أي منهم .

بعد الاعتداءات السافرة على القنصلية العامة في مشد تلتها اعتداءات مماثلة على سفارة المملكة في طهران ، فكانت البداية عندما تلقت اتصالات هاتفية عديدة تهدد منسوبيها بالقتل فور الإعلان عن إعدام الإرهابيين ، وفي الساعة الثانية والثلث من ظهر يوم السبت 2/1/2016 ، توافد العديد من الحشود الإيرانية أمام السفارة ، فسارع القائم بأعمال السفارة إلى الاتصال بالخارجية الإيرانية لاطلاعها على مجريات الحدث مطالبا منها حماية السافرة من الحشود المتواجدة إلا أنه لم يتم الرد عليهم ولم يلق أي تجاوب منهم ، ثم بدأ المتجمهرون من إلقاء عبوات قابلة للاشتعال اتجاه السفارة ورشقها بالحجارة ، وقد تم استبدال تلك الحشود فجر يوم الأحد 3/1/2016 بحشود جديدة قام بعضهم باقتحام السفارة وإحراق جزء من المبنى ، وقد عاود القائم بالأعمال بالاتصال مجددا بالخارجية الإيرانية وعلى الرغم من تسارع وتيرة الأحداث والخطر الذي بات يهدد منسوبي السفارة إلا أنه لم يتم التجاوب معهم أيضا .

وفي عصر يوم الأحد 3/1/2016 ، تفقد مقر السفارة بعد صعوبة بالغة بالوصول إلى المقر ووجد مبنى السفارة في حالة يرثى لها من الدمار والخراب ، حيث تم تكسير كافة محتوياته ونهب الأجهزة والأثاث المتواجد بالسفارة كما تم قطع التيار الكهربائي من الحي الذي تقطن به مساكن منسوبي السفارة لمدة ساعة كاملة محاولة لتضييق الخناق معهم .

ولم تكن هذه الاعتداءات السافرة هي الأولى التي تتعرض لها كل من السفارة والقنصلية السعودية في إيران ، وهذا ما يعد انتهاكا واضحا لكافة المواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية .

مواقع التواصل :
أثار الإعلان عن قطع العلاقات السعودية الإيرانية ، ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث انطلق هاشتاق بعنوان ” #السعوديه_تقطع_علاقتها_بايران ” وسط تأييد شامل من قبل المغردين ، شاكرين للقيادة الرشيدة والحازمة على ضبط الأمور في نصابها ، وحفظ حقوق المملكة ومواطنيها وحمايتهم من أي تعديات سافرة من الأعداء ، وقد تصدر الهاشتاق أعلى تريند ضمن أكثر الوسوم تداولا في السعودية ودول الخليج العربي ، كما أطلق المغردون هاشتاق آخر بعنوان ” #شكرا_لدوله_الامارات ” معبرين عن شكرهم وامتنانهم لدولة الإمارات العربية للتعاون والمساعدة التي قدمتها في عملية إخلاء أعضاء البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران ، واستقبالها لهم استقبال حافل يليق بهم ويليق بقيادتهم التي طالما وقفت جنبا إلى جنب في السراء والضراء مع المملكة العربية وشاركتها يدا بيد في التصدي للعدوان الإيراني والحوثي وحماية المنطقة من محاولاتهم البائسة في زعزعة الأمن واستقرار البلاد .