أصبحت هناك العديد من الجرائم الغريبة التي باتت تحدث بشكل شبه يومي في مجتمعاتنا ، ولم نكن نسمع عنها إلا القليل جدا ، ولكنها انتشرت في السنوات الأخيرة ، مثل جرائم الأقارب التي تعد من أبشع أنواع الجرائم التي قد يتعرض لها بشر ، فبتنا نسمع عن أبناء يطعنون آبائهم وأمهاتهم ، وآباء يقتلون زوجاتهم وأبنائهم ، وأخ يقتل أخاه أو ابن عمه ، أو أبنائهم وغيرها من الجرائم الدخيلة على مجتمعاتنا التي من المفترض أن تتسم بروح الترابط والتماسك التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف .

وإذا بحثنا عن الأسباب ، فسنجدها في داخل الأسرة المتفككة ، التي أصبحت ظاهرة تعاني منها معظم الأسر وهي بارتفاع مستمر ، ويعود سببها لخلل في التربية والابتعاد عن التمسك بما أمرنا به الله تعالى ورسوله الكريم ، وكثرة تعاطي المخدرات أو المسكرات التي يلجأ إليها البعض للهروب من ضغوطات الحياة التي أصبحت ثقيلة على كواهلهم ، وبالطبع لا يوجد منزل خالي من المشاكل ، فجميع العائلات تشهد بعض المشكلات في اختلاف وجهات النظر أو أيا كانت الخلافات فيما بينهم ، وهنا وفي بعض الأحيان نجد أحدهم من يفقد صوابه ويتصرف بطريقة جنونية دون الإدراك لعواقب هذه التصرفات ، مما يولد الأحقاد الدفينة بين أفراد الأسرة الواحدة ، وبالتالي تزداد فرصة اللجوء للعنف وفقدان السيطرة على الغضب .

وفي حالات خاصة ، تتعرض بعض الأسر لحالات قتل أو طعن من قبل أشخاص قد يكونوا مختلين عقليا أو نفسيا ، ولكن للأسف شديد هناك أسر لا تكترث لمدى خطورة وجود شخص مريض نفسيا في العائلة دون معالجة في الصحة النفسية ، فالمريض النفسي قد يصدر منه تصرفات خارجة عن إرادته ولا يمكننا التنبؤ بما سيفعله ، وهنا ، تكمن الخطورة ويجب على كل أسرة أن تعترف بأن هذا الشخص يحتاج إلى العلاج اللازم وأن يتم التعامل معه بحذر شديد والالتزام جيدا بتعاليم الأطباء وما إذا كان هذا الشخص مؤهل للاختلاط بمجتمعه أم لا .. وقصتنا لليوم هي حالة مماثلة ، بل هي كارثة ومصيبة حلت على أسرة بأكملها لوجود فردا من العائلة غير سوي ومريض نفسي كاد أن ينهي حياة عائلة بأكملها من ضمنها أطفال .. فلنتعرف على تفاصيل القصة كاملة .

مواطن يطعن زوجة أخيه وابنائها :
أقدم مواطن في العقد الرابع من عمره ، على طعن زوجة أخيه وأبنائها الثلاث ، حيث دخل على منزلهم الواقع في مدينة رايغ ، صباح يوم الثلاثاء 12/1/2016 ، وقام بتسديد ثماني طعنات بسكين حاد للزوجة مما أفقدها وعيها ، ثم قام بطعن ابنتي شقيقه سلاف 11 عاما وشيماء 9 أعوام وابن شقيقه رياض 3 سنوات أكثر من سبع طعنات مما أفقدهم الوعي ، وذلك اثناء تواجد شقيق المتهم في عمله ، وقد تم نقل الزوجة والأبناء إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم ، وهم حاليا في حالة مستقرة ولله الحمد فيما عدا الطفل رياض ذو الثلاث سنوات مازالت حالته حرجة حتى الآن .

الأسباب :
بحسب أقوال شقيق الجاني الذي تعرضت زوجته وأبنائه للطعن ، فقد أبلغ السلطات الأمنية بأن شقيقه يعاني من إضرابات نفسية منذ حوالي 15 عاما ، وقد كان يتعالج في مستشفى للصحة النفسية في جدة لمدة تسعة أشهر وعندما قام بإخراجه في زيارة عائلية رفض أن يعود ثانية إلى المستشفى وحاول أن يرجعه لمرات عديدة إلا أن محاولاته كانت تبوء بالفشل ، وقد عانى أهالي المنطقة من شقيقه المريض ، ويعيشون في أجواء رعب خشية أن يقوم بأعمال خطرة دون أن يشعر بذلك ، كما طالب شقيق الجاني بعدم إطلاق أخاه من المستشفى النفسي إلى أن يتم شفائه تماما ، خاصة بعد الجريمة البشعة التي أقام بها والتي أرعبت العائلة والجيران في الحي .

الجهات الأمنية :
أعلن الناطق الرسمي باسم شرطة منطقة مكة المكرمة العقيد الدكتور ” عاطي بن عطية القرشي ” أنه تم القبض على الجاني في فترة قصيرة ولله الحمد ، من قبل رجال القوات الخاصة لأمن الطرق في منطقة المدينة المنورة ، وسيتم إحالة الجاني إلى الجهات المختصة .