أثارت الهجمات التي وقعت يوم الثالث عشر والرابع عشر من شهر نوفمبر 2015 في فرنسا ، موجة غضب عارمة في الأوساط الغربية وبالأخص بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ، حيث وقعت تفجيرات انتحارية وإطلاق نار عشوائي واحتجاز لرهائن ، أسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخص ، وقد أعلنت داعش حينها بأنها المسئولة عن هذه الهجمات .
ومنذ الإعلان عن منفذي الهجمات ، ولم يسلم المسلمون من موجات الحقد والكره لهم من الشعوب الغربية ، فنزلت عشرات المظاهرات في عدة مدن بباريس تدعو إلى طرد المسلمين وسط تنديدات عارمة بالأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة . وقد ازدادت شحنة الكراهية للمسلمين المغتربين أضعاف ما كانت عليه قبل الهجمات ، وتعرض العديد من المسلمين في المهجر لمضايقات من قبل أشخاص وخاصة النساء المحجبات ، فقد سمعنا منذ أيام قليلة عن الاعتداء اللفظي الذي تعرضت له إحدى المغتربات المحجبات من قبل شخص أمريكي قام بوصفها بالإرهابية وبصق في وجهها ، وفي واقعة أخرى أشد وطأة في باريس ، حيث ألقى مجموعة من الأشخاص المجهولين عبوات حارقة على أحد المساجد الواقعة في باريس وحتى تاريخه لم تتمكن الشرطة الفرنسية من القبض على منفذي هذا العمل ، كما حاول مجهولين إحراق مسجد يقع في مدينة روندال الهولندية ومن المعروف عن هذا المسجد أن أغلب رواده مغاربة مسلمين وحتى تاريخه أيضا لم يتم التمكن من القبض على الفاعلين . وهناك العديد والعديد من القصص التي تحدث بشكل يومي بعضها يسلط الضوء عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبعض الآخر بقي تحت الأضواء وما خفي كان أعظم .
هذه الموجة الغاضبة من قبل الشعوب الغربية ضد الإسلام ، أثرت بشكل كبير على سلامة المبتعثين السعوديين في الدول الغربية الذين ليس لهم أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد لأي من هذه الأحداث الدامية التي يتبرأ منها الإسلام ولا تمت له بأي علاقة ، إلا أن الإعلام الغربي الذي دائما ينتهج نهج المعاداة للإسلام ، خلق نوع من الحقد ضد المسلمين مما أدى إلى تعرض بعض المبتعثين للخطر الأمني ، وأصبح أهالي المبتعثين يعيشون في قلق ورعب دائم على أبنائهم من خوفهم أن يتعرض أحدهم لأي حادثة غدر من قبل أشخاص جاهلين ومجهولين ، وبالفعل ، بدأت بوادر المعاداة للمبتعثين السعوديين في حادثة هي الأولى من نوعها تحدث بعد هجمات باريس ، حيث تعرضت فتاة جامعية مبتعثة في الولايات المتحدة الأمريكية لعملية طعن من قبل مجهولين ، وحتى الآن لم يتبين ماهي دوافع الجناة للإقدام على مثل هذه الجريمة ما إذا كانت لأهداف سياسية على خلفية هجمات باريس أم هي لأسباب شخصية .. إليكم تفاصيل القصة كاملة .
تفاصيل الواقعة :
تعرضت مبتعثة سعودية تدرس بكلية الطب في جامعة كولومبيا بمدينة هاكنساك بولاية نيوجيرسي الأمريكية ، إلى عملية طعن ، من قبل أشخاص مجهولين خلال سيرها في الطريق ، حيث قاموا بالاعتداء عليها لفظيا عبر كلمات نابية ووصفوها بالإرهابية ، وقاموا بنزع حجابها ، ثم أقدم أحدهم بطعنها في منطقة البطن . هذا ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ، ولكن القصة الحقيقة التي وردت على لسان الطالبة مختلفة عما أعلن عنه في وسائل الإعلام ، حيث قالت في لقاء بإحدى الصحف المحلية ، بأنها كانت تمارس رياضة المشي في يوم إجازة عيد الشكر ، وفجأة اعترضتها سيارة سوداء اللون يقلها شابين الأول يتحدث باللهجة السعودية ، والثاني يتحدث باللهجة الأمريكية ، فقال لها السعودي ” عشان تعرفين تلعبين مع مين ” ثم تفوه الأجنبي بألفاظ سيئة لها ، ثم أخرج السعودي سكينا من جيبه وقام بطعنها في منطقة البطن ، وهربا بسيارتهما مسرعين ، وقد أوضحت الفتاة بأنه لم يتم خلع حجابها كما ذكر في الصحف والمواقع الإخبارية .
وقد نقلت المبتعثة على الفور إلى المستشفى وتم تنويمها لتلقي العلاج ، ثم غادرت المستشفى يوم السبت 28/11/2015 حيث ظهر في التقرير الطبي بأنها بحالة صحية جيدة ولم تتعرض لأي تلف في أي عضو من أعضاء جسمها لأن الإصابة كانت سطحية .
هذا وقد رفضت المبتعثة السعودية ذكر اسمها لوسائل الإعلام واكتفت بذكر أول حرفين من اسمها ” أ.ط ” وذلك رغبة منها بعدم وصول الخبر إلى أسرتها إلى أن يكتمل التحقيق في القضية .
وقد باشرت الشرطة الأمريكية في مدينة هاكنساك على الفور البحث عن الجناة إلا أنه وحتى تاريخه لم تتمكن من القبض عليهم ومازال ملف القضية مفتوحا إلى حين الإمساك بهم .
والجدير بالذكر أن موقع ” سعوديون أمريكان ” ذكر بأن مدينة هاكنساك ، هي الأكثر خطورة والأقل أمنا على المبتعثين عن بقية المدن الأمريكية ، وتكثر بها الحوادث الإجرامية .
مواقع التواصل الاجتماعي :
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وسط مئات التغريدات المنددة لهذا الفعل الذي اعتبره كثيرين بأنه لا يقل إرهابا عما يحدث من تفجيرات في البلاد ، وأدانوا وبشدة حملة الهجوم والحقد الذي يكنه الغرب للمسلمين المغتربين ، ودعوا الله عز وجل أن تكون المبتعثة في صحة جيدة متمنين لها الشفاء العاجل ، وداعين الله عز وجل أن يحمي الطلبة والطالبات المبتعثين في جميع أنحاء العالم الغربي . وقد انطلق هاشتاق ” #طعن_مبتعثه_بامريكا ” تعبيرا عن غضب الشعب السعودي والعربي بأكمله جراء هذه الواقعة ، وتصدر الهاشتاق الوسوم الأعلى تداولا في السعودية ودول الخليج العربي .