إذا كنا نريد أن نأخذ قدوه لنا فى حياتنا بعد النبي صل الله عليه وسلم فلنأخذ الصحابه، فهم رضوان الله عليهم ضربو لنا أروع الأمثله في الحياه وسيرتهم دائما ما كانت عطره بالإيثار وحب الأخره وفهمهم الدقيق للحياة الدنيا وحبهم العظيم للنبي صل الله عليه وسلم، وحديثنا في المقال على الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه.
من هو مصعب بن عمير وكيف كانت حياته
قد ورد أن الإسم الكامل لسيدنا مصعب هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي الكناني وقد ولد في مكه المكرمه فى السنه 27 قبل هجرة النبي صل الله عليه وسلم من مكه المكرمة إلى المدينه. وقد كان رضى الله عنه له هيئه جميله وكان يلبس أحسن الثياب وكانت عائلته من أغنى عائلات قريش وقد نشأ منذ أن كان طفلا في نعيم ورفاهيه وقد اشتهر بين شباب قريش بالجمال والهيئه الحسنه والرائحه الطيبه.
إسلام مصعب بن عمير
دخل رضى الله عنه فى الإسلام خفيه كما كان يفعل معظم من دخلو في الاسلام فى أول الدعوه وكان يلتقي بالنبي صل الله عليه وسلم سرا ليأخذ منه الدين ويتعلم العلم، وعندما علمت أمه بخبر إسلامه حرمته من النعيم والثراء الذي كان يعيش فيه وتخلت عنه ولكنه فضل الإسلام علي متاع الحياة الدنيا، وقد ظل طيلة حياته يدعم الإسلام والمسلمين رضوان الله عليه برغم ما لاقاه من أمه من حرمانه من أمواله ومن حياته الفارهه التي كان يعيش فيها.
ويعتبر مصعب بن عمير هو أول سفير فى الإسلام فسمي رضي الله عنه بهذا الإسم لأن النبي صل الله عليه وسلم إختاره لأداء مهمة نقل وتعليم تعاليم الدين الإسلامي لأهل المدينه المنوره فقد كان النبي صل الله عليه وسلم حريصا على نقل وانتشار الدين الإسلامي فاختار مصعب لأداء هذه المهمه حيث كان مصعب عالما بالقرآن الكريم وأصول الدين الإسلامي وقد كان صبورا هادئا في حديثه حافظا للقرآن فيه الصفات التي جعلت إختيار النبي صل الله عليه وسلم يقع عليه وبذلك لقب بـ “سفير الإسلام “.
وقد مكث مصعب رضي الله عنه فى بيت أحد الأنصار بالمدينه المنوره إسمه أسعد بن زراره وأسلم أسعد على يديه كما أسلم أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وبنو عبد الأشهل رضي الله عنهم جميعا، وقد استشهد مصعب فى غزوة أحد في السنه الثالثه بعد الهجره.
قصة مصعب بن عمير مع أخيه فى غزوة بدر
وهناك مواقف كثيره لسيدنا مصعب بن عمير رضي الله عنه تبين مدى حبه للإسلام وحرصه الدائم على انتشار الدعوه فمن مواقفه رضى الله عنه موقفه يوم غزوة بدر مع أخيه، فقد ذكر بن إسحاق رحمه الله: “وحدثني نبيه بن وهب، أخو بنى عبد الدار أن رسول الله صل الله عليه وسلم حين أقبل بالأسارى فرقهم بين أصحابه، وقال استوصو بالأسارى خيرا. قال: وكان أبو عزيز بن عمير بن هاشم أخو مصعب بن عمير لأبيه وأمه فى الأسارى.
قال: فقال أبو عزيز بن عمير: مر بى أخى مصعب بن عمير ورجل من الأنصار يأسرني، فقال: شد يدك به، فإن أمه ذات متاع، لعلها تفديه منك.. قال بن هشام : وكان أبو عزيز صاحب لواء المشركين بعد النضر بن الحارث، فما قال أخوه مصعب بن عمير لأبي اليَسَر- وهو الذي أسره- ما قال، قال له أبو عزيز: يا أخي هذه وصاتك بى؟ فقال له مصعب: إنه أخي دونك..”. [ابن إسحاق قد صّرح بالتحديث، وشيخه نُبيه(بالتصغير) ثقة، لكن الخبر مرسل]
فهذا الموقف بين لنا مدى حب مصعب الشديد للإسلام وتفضيله له حتى لو كان هذا على حساب أخيه فرجل غير مصعب فى هذا الموقف مثلا قد يسعى إلى إخراج أخيه مما وقع فيه ولكنه رضى الله عنه ثبت وظهر هذا فى رده عندما قال لمن أسره أن أمه ذات متاع ومال كثير وأنها قد تفديه بمالها ويعم النفع على الإسلام والمسلمين، كما ظهر فى رده عندما قال
” إنه أخي دونك “معنى عظيم من معانى الأخوة فى الدين وأنه مهما كانت درجة قرابتك من شخص ولكن كان هذا الشخص مشرك فإنه يؤخر ويقدم عليه من أمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صل الله عليه وسلم نبيا ورسولا.