الجلوتاثيون هو ثيول ثلاثي الببتيد ذو الوزن الجزيئي المنخفض الذي يلعب دورا بارزا في الحفاظ على توازن الأكسدة داخل الخلايا، وهو مكون من ثلاثة أحماض أمينية هم حمض الجلوتاميك السيستين و الجليسين، ما يجعله يلعب دورا فعالا في سلامة خلايا الدم الحمراء و الأغشية الدهنية وعمل البروتينات، ولكونه أحد مضادات الأكسدة القوية يخلص الجسم من نواتج التمثيل الغذائي الضار الذي يصيب بعض خلايا الجسد بالتلف.
وقد أدى اكتشاف خصائصه المضادة للأكسدة إلى ترقيته كعامل تفتيح للبشرة، رغم وجود انقسام حول فعاليته وسلامة استخدامه، وقد يكون الضجيج حول خصائصه لتبييض البشرة خداعًا تسويقيًا للشركات المنتجة للعقار، وكما ذكرنا يوجد الجلوتاثيون بشكل طبيعي في الجسم وتساعد بعض الأطعمة في زيادتها عن طريق تناول الخضروات و الفاكهة و اللحوم الطازجة، ويوجد الجلوتاثيون الطبيعي في الثوم والسبانخ والأفوكادو والبروكلي، كما يوجد في الكركمين، عنصر السيلينيوم، سيليمارين، فيتامين سي، فيتامين هـ.
جرعات الجلوتاثيون وأنواعه
يتوفر Glutathione تحت الأسماء التجارية المختلفة التالية: Gamma-L-glutamyl-L-cysteinylglycine، GSH، L-glutathione، N- (N-L-gamma-glutamyl-L-cysteinyl) glycine.
ويوجد منه جرعات منها ما يؤخذ عن طريق الحقن في الوريد، ويعالج بها الذين يعالجون بالعلاج الكيميائي وتكون الجرعة600 مغ / يوم في العضل أيام 2-5 من العلاج الكيميائي، أو 1.5جم / م 2 عن طريق الوريد قبل العلاج الكيميائي.
كما تؤخذ حقن الجلوتاثيون في العضل للذكور الذين يعالجون من العقم بجرعة 600 ملج في العضل كل يومين لمدة شهرين.
ويوجد الجلوتاثيون على شكل حبوب تؤخذعن طريق الفم بمعدل 250 ملج مرة واحدة عن طريق الفم مرة واحدة يوميا، ويكون نطاق الجرعة: 50-600 ملغ / يوم.
كما يوجد على هيئة بخاخات يتم استنشاقه بمعدل 600 ملجم عبر البخاخات مرتين يوميا.
دواعي استعمال جلوتاثيون
استخدمات الجلوتاثيون لعلاج العديد من الأمراض ومنها ما يلي
1ـ أمراض المياة البيضاء واعتام عدسة العين لعلاج المياة الزرقاء .
2ـ أمراض الشيخوخة مثل الباركنسون و السرطان.
3ـ أمراض القلب من أجل تحسين وظائف الخلايا.
4ـ أمراض المناعة و تدعيم عمل الجسم، وخاصة أمراض الرئة المرتبطة بنقص المناعة المكتسبة.
5ـ أمراض الذكورة والعقم.
6ـ بعض أمراض الجهاز التنفسي مثل تليف الرئة و تكيساتها.
7ـ للتخفيف من آثار العلاج الكيميائي المستخدم لعلاج أمراض السرطان .
8ـ علاج تصلب الشرايين و الجلطات.
في النهاية يأخذ بعض الناس الجلوتاثيون
لقوتها المضادة للأكسدة، أو كعامل إزالة السموم، أو لمحاولة حماية أنفسهم من الآثار الضارة للإشعاع والعلاج الكيميائي للسرطان، رغم عدم وجود دليل على أن الجلوتاثيون يعمل في هذا الصدد.
حقن الجلوتاثيون لتفتيح البشرة
تنتج تأثيرات تفتيح البشرة عن تثبيط إنزيم التيروزيناز المباشر وغير المباشر والتحول من إنتاج الإيميلانين إلى إنتاج الفايوملانين، وهي متوفرة في أشكال حبوب تؤخذ بالفم والحقن والموضعي.
على الرغم من أن استخدام حقن الجلوتاثيون الوريدي شائع، ورغم عدم وجود دليل يثبت فعاليته ينتشر استخدامه لهذا الغرض بشكل واسع النطاق، وقد أدت التأثيرات الضارة الناجمة عن الجلوتاثيون في الوريد إلى قيام بعض إدارات الغذاء والدواء في عدة دول لإصدار تحذير عام يدين استخدامه لتوجيهات خارج التسمية مثل تفتيح البشرة.
رغم إجراء ثلاث تجارب دعمت شواهدها تأثير الجلوتاثيون في تفتيح البشرة ومظهر السلامة الجيد للجلوتاثيون سواء الموضعي أو الفموي، على الرغم من إصابة البعض باضطرابات فرط تصبغ وتفتيح البشرة.
وعندما يتم تناول الجلوتاثيون عن طريق الفم الجزء الاكبر منها يتم تكسيره بواسطة أحماض المعدة و إنزيمات الكبد فلا يصل للجسم إلا القليل من أجل احداث التأثير الوقائي و التخلص من العناصر الضارة للخلايا و لكن الحقن بالوريد ينتج عنه تثبيط Tyrosinase بدوره مسئول عن صبغة الميلانين التي تعمل على تفتيح الجلد و العمل على نضارته.
حبوب الجلوتاثين للبشرة وأضراراها
ينتشر بسرعة استخدام حقن الجلوتاثيون لتفتيح البشرة، وذلك عن طريق الحقن في الوريد، ويوجد في السوق الدوائية العديد من منتجات الجلوتاثيون منها الأمريكي و الياباني و الإيطالي والفلبيني.
اعلنت منظمة الصحة العالمية خطورة حقن وحبوب الجلوتاثيون على الصحة، وأشارات إلى الآثار الجانبية الخطيرة التي يسببها هذا الحقن، ومنها الطفح الجلدي الذي يسمى باسم متلازمة ستيفن جونسون التي تسبب تسلخ الجلد، وحدوث اضطربات في الغدة الدرقية ووظائف الكلى.
يظهر أثرحبوب الجلوتاثيون لتفتيح البشرة بعد فترة طويلة، وبالطبع تظهر آثارها الجانبية السيئة على المدى الطويل، لذلك ينصح بعدم تعاطي تلك الحبوب أو الحقن لتفتيح البشرة.
و اللجوء إلى الحلول و الطرق الطبيعية للتبيض و النضارة كتناول الغذاء الصحي و ممارسة الرياضة وعمل مسكات التفتيح الطبيعية وتطبيقها بالمنزل.
إن توفير L-cysteine داخل الخلية هو المطلوب لزيادة تخليق الجلوتاثيون، و N-Acetylcysteine يقوم بذلك بكفاءة بتكلفة مالية أقل من الجلوتاثيون.
في الواقع ، الجلوتاثيون هو وسيلة غير مباشرة ومكلفة لتوفير L- السيستين الغذائية، والبروتين الغذائي نفسه بما في ذلك مصادر L- السيستين الغنية مثل بروتين مصل الحليب، وهي طرق فعالة لزيادة تناول L-cysteine في النظام الغذائي و N-Acetylcysteine أكثر فعالية وأرخص من الجلوتاثيون.