العرضة النجدية /السعودية تُعتبر مِن التعبيرات الثقافية، والتراثية المهمة في المجتمع السعودي، التي توارثتها الأجيال أباً عن جد في منطقة نجد التي تقع وسط المملكة العربية السعودية، لها زيها الخاص، وتميز بداية، ونهاية المناسبات البارزة، كالأعياد، والأعراس، والمواليد، والمناسبات الرسمية للدولة، والأحداث ذات الأهمية الوطنية، ولها رموزاً خاصة عِند أهل البلد فهي رمزاً للنصر، والعزة، والكرامة، وهُناك من ألف بِها كُتباً مِثل كِتاب أهازيج الحرب، أو شعر العرضة لمؤلفه عبد الله بن خميس. وهي رقصتهم في السلم، والحرب.
ما هي العرضة النجدية/ السعودية؟
هي رقصة شعبية جماعية، ولون مِن ألوان التراث الشعبي السعودي، اشتهرت مُنذ القِدم، فكانت تؤدى في الحروب بهدف إثارة الحماسة، والوطنية داخل المحاربين. ثم أصبحت تؤدى في المناسبات السعيدة مُنذ عهد الملك عبد العزيز، وبذلك أصبحت الرقصة الأشهر في المملكة بشكل عام، ومنطقة نجد بشكلٍ خاص، ولها طعمها الخاص في الدرعية يتذوقه السعوديون لإتقان أبناء تِلك المنطقة لهذا الفن، والوفاء الذي يحملوه لها، وقد درج الملوك والأمراء على مر التاريخ على مشاركة الجمهور تِلك الرقصة في أوقات الاحتفالات.
الزي الخاص بِها
الصابة: وهي لباس كامل مُطرز
المجند: حزام جلدي يحيط بالصدر، والظهر، ويتم بِه لف الخصر.
المرودن: وهو عبارة عن ثوب أبيض واسع الأكمام خاص للعرضة.
الفرميلة: مُطرزة وتلبس كالجاكيت.
أركانها
قرع الطبول، وحمل السيوف، والشعر الحماسي. حيث يقف المشاركون فِيها جنباً إلى جنب، في صفين مُتقابلين، ويفصل بينهما مسافة كبيرة، حتى تسمح للراقصين مِن اللعب وسطها بالطبول، والسيوف، والطار.
ثم يبدأ الراقصون بالرقص الهادئ مع نقل الأقدام والسير إلى الأمام في مسيرة نِظامية مع هز السيف، ثم يتقدم أمهرهم ويقوم بعمل حركات معينة أثناء الرقص، وعِندما يبدأ الشاعر بإلقاء قصيدته، يردد الصف الأول مِن الصف، الشطر الثاني مِن البيت الأول، ثم يقوم الصف الثاني بترديد الشطر الثاني مِن البيت الثاني، وهكذا.
إدراج العرضة ضِمن لائحة التراث العالمي
دخلت المملكة العربية السعودية لأول مرة في لائحة التراث العالمي غير المادي(الشفوي) بعد أن اعتمدت منظمة اليونسكو في اجتماعها العاشر يوم الجمعة 4 ديسمبر الحالي، والذي عُقد في ناميبيا “العرضة النجدية/ السعودية “في تِلك اللائحة، وبذلك يكون الحضور الأول السعودي على لائحة الفولكلور الشفوي العالمي.
وجاء ذلك على خلفية مشاركة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، ومديرها التنفيذي مع الوفد السعودي في الاجتماع والذي كان قد أنعقد في الفترة مِن 30نوفمبر وحتى 4ديسمبر الجاري. حيث تُعد هذه التجربة جزءاً مِن التعاون القائم بين الجمعية، ووزارة الثقافة والإعلام لإعداد الملفات للتسجيل في لائحة التراث العالمي للتراث الثقافي الغير مادي، كما أن الجمعية عملت مع المجتمعات المحلية في جمع المادة، والعمل على توثيقها، والقيام بتسجيل شهادات الممارسين لها ضمن دورها كمنظمة مجتمع مدني، وحرصاً على توثيق هذا التراث المهم ِ
الجدير بالذكر أن للمملكة أربع مواقع أثرية تم إدراجها مِن قبل اليونسكو خلال الأعوام الماضية، آخرها كان في 2015م على قائمة التراث العالمي المادي، وهما: منطقة الحِجر(مدائن صالح)، حي الطريف بالدرعية التاريخية، وجدة التاريخية(جدة البلد)، والرسومات الصخرية في حائل(جبة، وشويمس).
تعريف اليونسكو للعرضة عرفت اليونسكو “العرضة النجدية/السعودية بأنها “أداء استعراضية، تجمع بين الرقص، وقرع الطبول، وإلقاء الشعر، لبدء أو إنهاء المناسبات البارزة، مثل الأعياد الدينية، وحفلات الزواج، أو حفلات التخرج من الجامعة، وفي المناسبات ذات الطابع الوطني أو المحلي”، وأضافت أن “العرضة” تُعتبر مِن العناصر الرئيسية في التعبيرات الثقافية التي يُمارسها المجتمع”، وقامت بوصفها بأن الرجال يقومون على حمل سيوفاً لامعة، ويقفون كتفاً لكتف، في صفين مُتقابلين، تاركين مسافة بينهم، من أجل ترك مساحة للطبول”
ملفات مشتركة
كما قامت كل من السعودية وقطر والإمارات وعُمان، بتقديم ملفين مشتركين، لتقديم “المجالس” و”القهوة العربية” ضمن التراث الشفوي، وقدمت سلطنة عُمان، والإمارات، ملفا مشتركا لـ”الرزفة” وهي من الفلكلور العُماني- الإماراتي.