دواء كانابيديول هو مركب مشتق من نبات القنب، وقد ظهر في تجربة عشوائية جديدة واسعة النطاق ومضبوطة، أنه يحد بشكل كبير من عدد النوبات الخطيرة في المرضى الذين يعانون من الصرع الشديد والحاد، والذي يطلق عليه متلازمة لينوكس غاستو، وتعد هذه الدراسة هي أيضا أول من يقدم معلومات عن جرعات دواء كانابيديول للمرضى الذين يعانون من الصرع المقاوم للعلاج .

فوائد دواء كانابيديول في التقليل من نوبات الصرع الحاد
في الدراسة الجديدة التي تقارن بين جرعتين من دواء كانابيديول مع جرعة من دواء وهمي، أبلغ الباحثون عن انخفاض بنسبة 41.9 في المائة في ” نوبات الهبوط ” – وهو نوع من النوبات التي تؤدي إلى فقدان شديد في السيطرة على العضلات والتوازن – في المرضى الذين يتناولون ” 20 ملغ / كيلوغرام / د ” من دواء كانابيديول، وانخفاض بنسبة 37.2 في المائة في نظام الـ ” 10 مغ / كيلوغرام / د “، و 17.2 في المئة انخفاض في مجموعة العلاج الوهمي .

حول التجربة الجديدة
قاد التجربة المحقق الرئيسي والمؤلف الأول المشارك أورين ديفينسكي الحاصل على دكتوراه في الطب، وهو أستاذ في علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي في كلية الطب بجامعة نيويورك، ومدير مركز الصرع الشامل في جامعة نيويورك لانغون، وتم نشر التجربة في صحيفة نيو إنغلاند للطب، ويقول الدكتور ديفينسكي : ” هذه الدراسة الجديدة تضيف أدلة قوية على فعالية الكانابيديول في الحد من عبء النوبةفي حالات الصرع الحاد، والأهم من ذلك هو أنها أول دراسة من نوعها لتقديم مزيد من المعلومات حول الجرعات المناسبة، وهذه أدوية حقيقية ذات آثار جانبية حقيقية، وكمزودون نحتاج إلى معرفة كل ما يمكننا عمله بشأن العلاج المحتمل، من أجل توفير رعاية آمنة وفعالة لمرضانا ” .

وقد شملت الدراسة سائل فحصي، كصياغة فموية لـ دواء كانابيديول تسمى إيبيديوليكس، وتم تصنيع المنتج بواسطة GW Pharmaceuticals، الذي يعمل في الولايات المتحدة الأمريكية باسم Greenwich Biosciences، وقامت شركة GW للأدوية بتمويل التجربة السريرية .

سلامة اثنين من جرعات دواء كانابيديول تمت دراستهم
متلازمة لينوكس غاستو هي شكل نادر وشديد من الصرع يتميز بنوبات متكررة من الهبوط وضعف إدراكي شديد، وقد تمت الموافقة على ستة أدوية لعلاج النوبات في المرضى الذين يعانون من هذه المتلازمة، ولكن تستطيع النوبات تعطيل الأدوية في معظم المرضى .

ما قام به الباحثون
فحص الباحثون 225 مريضا ( من عمر 2 إلى 55 عام ) ممن يعانون من متلازمة لينوكس غاستو في 30 موقعا دوليا، وذلك في تجربة عشوائية مزدوجة التعمية لتقييم فعالية وسلامة جرعتين من دواء كانابيديول، حيث تلقى ستة وستون مريضا ( 20 ملغ / كيلوغرام / د )، بينما تلقى 73 مريضا ( 10 ملغ / كيلوغرام / د )، وتلقى 76 دواء وهمي، وتم تقسيم جميع الأدوية إلى جرعتين يوميا لمدة 14 أسبوع، وتم رصد عدد من المضبوطات تبدأ قبل أربعة أسابيع من الدراسة لتقييم الأساس، ثم تتبع طوال فترة الدراسة ” 14 أسبوع  “، وبعد ذلك فحص السلامة لمدة أربعة أسابيع .

الآثار الجانبية
حدثت آثار جانبية في 94 في المائة بالنسبة للمرضى في مجموعة 20 ملغم من دواء كانابيديول، و 84 في المائة في مجموعة الـ 10 ملغم، و 72 في المائة من الذين تناولوا الدواء الوهمي، وتم الإبلاغ عموما عن الآثار الجانبية على أنها خفيفة أو معتدلة في شدتها، وتلك التي حدثت في أكثر من 10 % من المرضى شملت : النعاس، فقدان الشهية، الإسهال، عدوى الجهاز التنفسي العلوي، الحمى، القيء، التهاب البلعوم، وكان أربعة عشر مريضا ممن يتعاطون دواء كانابيديول يعانون من ارتفاع إنزيمات الكبد المرتبطة بالجرعة، والتي كانت قابلة للعكس، وانسحب سبعة مشاركين من مجموعة دواء كانابيديول من التجربة بسبب الآثار الجانبية مقارنة مع مشارك واحد في المجموعة الثانية .

نتائج الدراسة
” تقدم هذه الدراسة التاريخية بيانات وأدلة على أن إيبيديوليكس يمكن أن يكون علاجا فعالا وآمنا للمضادات التي تتم رؤيتها في مرضى متلازمة لينوكس غاستو، وهو أمر يصعب التحكم فيه بمتلازمة الصرع، وهذا بحسب ما يقول الباحث المشارك في الدراسة أنوب باتيل الحاصل على دكتوراه في الطب، ورئيس علم الأعصاب في مستشفى الأطفال الوطني، وأظهرت دراسة قادها الدكتور ديفينسكي نشرت في مجلة نيو إنغلاند للطب انخفاضا بنسبة 39 في المائة في وتيرة النوبات في المرضى الذين يعانون من شكل نادر مختلف من الصرع ” متلازمة Dravet “، وتمثل هذه النتائج أول تجربة سريرية عشوائية واسعة النطاق لهذا المركب .

كما أظهرت الدراسات المفتوحة الصادرة عن دواء كانابيديول والتي قادها الدكتور ديفينسكي نتائج إيجابية للصرع المقاوم للعلاج، وقد صوتت لجنة استشارية لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالإجماع على التوصية بالموافقة على تطبيق دواء جديد لحل إيبيديوليكس كانابيديول عن طريق الفم، ويقول ديفينسكي : ” في حين أن الأخبار تعطي أملا لخيار علاجي جديد لمجتمع الصرع، تبقى المزيد من الأبحاث حتمية لتحسين تحديد تأثيرات اتفاقية التنوع البيولوجي وغيرها من المركبات المشتقة من القنب، على أشكال أخرى من المرض وتنظيم الجرعات ” .

المصدر : ساينس دايلي