الأم والأب هما السند والأمان، فالأم هي التي تحمل الابن في بطنها تسعة أشهر وتتحمل من أجله الالام والمتاعب، وتعيش تسعى لراحته لآخر يوم في عمرها، فهي تتحمل المعاناة والماساة لمساعدة ابنها، ولذلك فهي تستحق كل الاهتمام والشكر، والأب هو الذي يسهر في عمله لكي يحقق لأبنائه كافة أحلامهم ويجعلهم يفتخرون به أمام الجميع لأنه يستحق الطاعة والرفق والمساعدة، فدعوة الأب والأم تفتح للأبناء أبواب الرزق والسعادة والخير، حيث أن رضى الوالديم من رضى الله سبحانه وتعالى.
أهمية بر الوالدين
أمرنا الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين فقال تعالى، ” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”، صدق الله العظيم، وتدل تلك الآية العظيمة على أهمية طاعة الوالدين والإحسان إليهما وعند نهرهما أو قول أف لهم، لأن بر الوالدين أحد أسباب دخول الجنة وسبب العذاب والويل في الحياة الدنيا والاخرة.
قال الإمام الشافعي شعر عن الام والاب
الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا
أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا بِـالـرِّيِّ
أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ
الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى
شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ
وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وأرضها
فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ.
شعر عن الام والاب
العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ
والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ
وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ
أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَـانِ.
وقال أبو العلاء المعري قصيدة مدح الأب والأم :
مَـا مَـاتَ حَـيٌّ لِـمَيِّـتٍ أَسَـفاً
أَعْـذَرُ مِـنْ وَالِـدٍ عَـلَـى وَلَـدِ
غذوتك مولــودا وعلتك يافعا
تعـل بما ادني إليــك وتنهــــل
إذا ليلة نباتك بالشكوى
لم أبت لشكواك إلا ساهــرا
أتملمـل كأني أنا المطـروق دونـك
بالذي طرقــت به وعيني تهمـــل
فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدي
ما كنت منك اؤمـل جعلت جزائي
منك جبها وغلظـة كأنك أنت المنعـم
المتفضل فليتك إذ لم ترع حق أبوتي
فعلت كما الجـار المجاور يفعـل
فاوليتني حق الجــوار ولم تك
علي بمـال دون مالك تبخــل.
شعر عن الأم
من شعر عن الام :
أَغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
بنقودهِ حتى ينالَ به الوطرْ
قال ائتني بفؤادِ أُمِّكَ يا فتى
ولكَ الدراهمُ والجواهرُ والدُّررْ
فمضى وأَغمدَ خنجراً في صدرِها
والقلبَ أخرجَهُ وعادَ على الأثرْ
لكنهُ من فرطِ دهشتهِ هوى
فتدحرجَ القلبْ المعفرُ إِذا عثرْ
ناداهُ قلبُ الأمِّ وهو معفرٌ
ولدي حبيبي هل أصابَكَ من ضررْ
فكأَنَّ هذا الصوتَ رغمَ حُنُوِّهِ غضبُ
السماءِ على الولدِ انهمرْ
فاستبسل خِنْجَرَه ليطعنَ نفسهُ طعناً
سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ ناداهُ قلبُ الأمِّ
كفَّ يداً ولا تطعنْ فؤادي مرتينِ على الأثرْ.
أوجب الواجبات إكرام أمي
إن أمي أحق بالإكرام
حملتني ثقلاً ومن بعد حملي
أرضعتني إلى أوان فطامي
ورعتني في ظلمة الليل
حتى تركت نومها لأجل منامي
إن أمي هي التي خلقتني بعد ربي
فصرت بعض الأنام
فلها الحمد بعد حمدي إلهي
ولها الشكر في مدى الأيام.
الأمُّ مدرسةٌ إِذا أعدَدْتَها
أعددْتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
الأمُّ روضٌ إِن تعهَدَه الحي
بالرِّيِّ أورقَ أيما إِيراقِ
الأمُّ أستاذُ الأساتذةِ الألى
شغلتْ مآثرهم مدى الآفاقِ.
شعر عن الأب
سأَلوني: لِمَ لَمْ أَرْثِ أَبي؟
ورِثاءُ الأَبِ دَيْنٌ أَيُّ دَيْنْ
أَيُّها اللُّوّامُ، ما أَظلمَكم!
أينَ لي العقلُ الذي يسعد أينْ؟
يا أبي، ما أنتَ في ذا أولٌ
كلُّ نفس للمنايا فرضُ عَيْنْ
هلكَتْ قبلك ناسٌ وقرَى
ونَعى الناعون خيرَ الثقلين
غاية المرءِ وإن طالَ المدى
آخذٌ يأخذه بالأصغرين
وطبيبٌ يتولى عاجزاً
نافضاً من طبَّه خفيْ حنين
إنَّ للموتِ يداً إن ضَرَبَتْ
أَوشكَتْ تصْدعُ شملَ الفردين
تنفذ الجوَّ على عقبانه
وتلاقي الليثَ بين الجبلين
وتحطُّ الفرخَ من أَيْكَته
وتنال الببَّغا في المئتين
أنا منْ مات، ومنْ مات
أنا لقي الموتَ كلانا مرتين
نحن كنا مهجة في بدنٍ
ثم صِرْنا مُهجة في بَدَنَيْن
ثم عدنا مهجة في بدنٍ
ثم نُلقى جُثَّة في كَفَنَيْن
ثم نَحيا في عليٍّ بعدَنا
وبه نُبْعَثُ أُولى البَعْثتين
انظر الكونَ وقلْ في وصفه
قل: هما الرحمة في مَرْحَمتين
فقدا الجنة في إيجادنا
ونَعمْنا منهما في جَنّتين
وهما العذرُ إذا ما أُغضِبَا
وهما الصّفحُ لنا مُسْتَرْضَيَيْن
ليتَ شعري أيُّ حيٍّ لم يدن
بالذي دَانا به مُبتدِئَيْن؟
ما أَبِي إلاَّ أَخٌ فارَقْتُه
وأَماتَ الرُّسْلَ إلاَّ الوالدين
طالما قمنا إلى مائدة
كانت الكسرة فيها كسرتين
وشربنا من إناءٍ واحدٍ
وغسلنا بعدَ ذا فيه اليدين
وتمشَّيْنا يَدي في يدِه من رآنا قال عنّا: أخوين
نظرَ الدهرُ إلينا نظرة
سَوَّت الشرَّ فكانت نظرتين
يا أبي والموتُ كأسٌ مرة
لا تذوقُ النفسُ منها مرتين
كيف كانت ساعة قضيتها
كلُّ شيءٍ قبلَها أَو بعدُ هَيْن؟